المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مواجهة الصهيونية المسيحية - الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم - جـ ٣

[يوسف الطويل]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الرابعأمريكا…تاريخ من الغزو والإرهاب

- ‌الفصل الأولالارهاب الأمريكي في ظل العهد القديم

- ‌الإرهاب .. صناعة أمريكية

- ‌أمريكا .. تاريخ من العنصرية والمآسي الإنسانية

- ‌مصادر الهوية الوطنية الأمريكية

- ‌أرض الميعاد والدولة الصليبية

- ‌العهد القديم الأمريكي (الإرهاب ضد الهنود والزنوج)

- ‌إبادة الهنود الحمر

- ‌مفارقة التوماهوك

- ‌الحرب الجرثومية

- ‌استعباد الزنوج

- ‌التبرير الديني للنهب والسلب والإبادة

- ‌أمريكيا ولاهوت الاستعمار العبراني

- ‌ثقافة أهل الحدود

- ‌السير على هدى وصايا يهوه

- ‌التباين في الثروات

- ‌أمريكا تقف في صف الله وتنفذ إرادته

- ‌أرض الحرية مسكونة بـ كوابيس العنصرية

- ‌النازية في ثوب جديد

- ‌الفصل الثانيالإرهاب الأمريكي في ظل العهد الجديد

- ‌(ويليام ماكنلى) أول رئيس امبريالي

- ‌أمريكا ترمي إسبانيا في البحر

- ‌روزفلت وسياسة العصا الغليظة

- ‌حرب كل عام

- ‌ويلسون والخضوع لحقنا باستغلالهم ونهبهم

- ‌الحرب العالمية الأولى والسيطرة على أوروبا

- ‌زعامة العالم

- ‌الحرب البارة

- ‌الصراع العربي الإسرائيلي

- ‌ريجان والأمة المباركة

- ‌جذور الحرب

- ‌إرهاب التسعينيات وحرب العراق الأولى

- ‌الألفية الثالثة والدولة المارقة

- ‌أمريكا .. ذلك الوجه الآخر

- ‌ضرب المدنيين

- ‌هوريشيما وناغازاكي

- ‌حرب فيتنام

- ‌عولمة الإرهاب الأمريكي

- ‌الحرب على الإرهاب

- ‌لاهوت الهيمنة الأمريكية

- ‌الفصل الثالثالارهاب الأمريكي الداخلي

- ‌النشاط الإرهاب الداخلي

- ‌أفراد الميليشيات وأفكارها

- ‌الميليشيات المسيحية الأمريكية .. هواية القتل اللذيذ

- ‌قائمة بأهم الميليشيات الإرهابية الأمريكية

- ‌منظمات إرهابية أمريكية

- ‌من تكساس ظهرت منظمة الكوكلاكس كلان وجورج بوش

- ‌ويليام جوزيف سيمون مؤسس جماعة الكلان الثانية عام 1915

- ‌الجذور الفكرية للجماعات المتطرفة

- ‌موعظة طاحونة الشيطان

- ‌تيموتى مكفاي نموذجاً

- ‌من هو مكفاي

- ‌التفجيرات

- ‌اللحظات الأخيرة

- ‌الفصل الرابعالكابوس الأمريكي

- ‌الداروينية الأميركية الحاكمة

- ‌أزمة أمريكا الأخلاقية

- ‌قناع أبيض للعالم كله

- ‌الأصوات المغيبة والمصلحة القومية الكاذبة

- ‌الكلمة المحكية كعمل سياسي

- ‌أصوات أمريكا الغائبة

- ‌الفيروس الأميركي .. فضح الإمبرطورية الأميركية

- ‌التنظير الجديد لـ (باكس أميركانا)

- ‌أمريكيا البريئة

- ‌لماذا يكرهوننا

- ‌كراهية السياسة الأميركية

- ‌الكيان السياسي العنيف

- ‌نهب ثروات الأمم

- ‌الأسباب الحقيقية لكره العالم لأمريكا

- ‌معنا أم ضدنا: دراسات في ظاهرة معاداة أميركا عالمياً

- ‌مؤشرات سلبية عن صورة أميركا في أوروبا

- ‌هل يجب الخوف من أمريكا

- ‌تجربة شخصية

- ‌نعم، الحلم الأمريكي لا يزال له معنى…ولكن

- ‌أمريكيا طليعة الانحطاط

- ‌تشويه العولمه على يد الانجلوسكسون

- ‌أهذه هي نهاية التاريخ

- ‌صورة "درويش""…ولا عجب

- ‌بعضٌ من أمريكا

- ‌خدعة الافتتان بأمريكا

- ‌الباب الخامسسبل المواجهة .. والخروج من المأزق

- ‌الفصل الأولمواجهة أمريكا على المستوى الدولي

- ‌أمريكيا .. عوامل القوة والضعف

- ‌العملاق الأميركي

- ‌مصادر القوة

- ‌قدرات الإمبراطورية

- ‌مؤشرات لكسر القوة الأمريكية

- ‌أمريكا دولة الجرائم

- ‌صراع الكبار

- ‌العجز العسكرى واستهداف دول ضعيفة

- ‌خرافة الديمقراطية

- ‌الكسر الحضاري

- ‌كتاب موت الغرب

- ‌تحديات الهوية الوطنية الأميركية

- ‌العالم وأمريكا .. معنا .. أم ضدنا

- ‌وغرق النسر العظيم

- ‌الفصل الثانيمواجهة الصهيونية المسيحية

- ‌الحروب الصليبية بين الماضي والحاضر

- ‌الحملة الصليبية الأولى

- ‌الحملة الصليبية الثانية

- ‌انتهاء وفشل الحروب الصليية

- ‌نتائج الحروب الصليبية

- ‌حملات الصليبيون والجماعات اليهودية في غرب أوربا وفلسطين

- ‌التشابه بين حملات الصليبيون والمشروع الصهيوني

- ‌مركزية حملات الصليبيون في الوجدان الصهيوني/الإسرائيلي

- ‌مواجهة الهجمة الصليبية الجديدة

- ‌من هم الصليبيون الجدد

- ‌مواجهة الصهيونية المسيحية

- ‌دور المسلمين والعرب في أمريكيا في المواجهة

- ‌العلاقات العربية الأميركية

- ‌عشرات الأسلحة لمواجهة أمريكا

- ‌خطة عمل عربيه لمواجهة صهيونية الحركة المسيحية الأصولية

الفصل: ‌مواجهة الصهيونية المسيحية

ادعائها بالإنتماء للمسيح، ولذلك فإنني اعتقد أن الاهم هو زيادة وعي الناس بمواقف الكنائس المختلفة وثأثيرها على المؤمنين في كل مكان، وبذلك لا يقع الخلط.

‌مواجهة الصهيونية المسيحية

اعتقد اننا بتحديدنا لمفهوم الصليبيون الجدد نكون قد خطونا خطوة كبيرة في مواجهة هذه ظاهرة الصهيونية المسيحية، وسنلاحظ انه من خلال مزيد من التحليل لهذه الظاهرة سنتمكن من عزل مزيد من العوامل التى ستساعد في تضييق الخناق عليها وتحجيمها، ووضع الخطط لمواجهتها. فالرغم من قوة تأثير وفعالية الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة، فإن لها معارضين من داخل الكنيسة الإنجيلية نفسها، ومن خارجها، وهي ليست الوحيدة على الساحة، وهذا يعني ان مجال العمل مفتوح لمواجهتها والحد من فعاليتها.

أولا: -المواجهة من داخل الكنيسة الإنجيلية

تتمثل أهم قاعدة للمعارضة الإنجيلية في المجلس الوطني لكنائس المسيح ويضم هذا المجلس 34 طائفة يبلغ عدد أتباعها نحو الأربعين مليون شخص، وتصدر عن هذا المجلس مجلة شهرية تدعى (القرن المسيحي) كما تصدر عنه مجلة شهرية أخرى تدعى (المسيحية والأزمات). ويستقطب المجلس ومجلتاه الإنجيليين الليبراليين الذين يرفضون التفسير الحرفي للكتاب المقدس، كما يرفضون الصهيونية اللاهوتية في الكنيسة. ومن أبرز المواقف السياسية التي اتخذها المجلس الوطني لكنائس المسيح، إعلانه في عام 1979 م أن من حق منظمة التحرير الفلسطينية الاشتراك في أي مفاوضات للسلام باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. ويعبر عن هذه المواقف والآراء دوريات أخرى أبرزها، مجلة القيمون وتصدر في واشنطن العاصمة، مجلة الطرف الآخر، وتصدر في فيلادلفيا، ومجلة المصلح، وتصدر في ميتشجان. وهذه المجلات الثلاث تنتقد باستمرار وبشدة الصهيونية المسيحية، وتدعو إلى احترام حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في تقرير مصيره.

ص: 266

وهناك ايضاً عدد آخر من الكنائس الإنجيلية المتعاطفة مع هذا الخط، ولو بنسب متفاوتة، وهذا يعني أن ثمة طرقاً مفتوحة وجسوراً قائمة للعمل من أجل كبح جماح الصهيونية المسيحية، وعدم الاستسلام لنفوذها العدائي المدمر (1). وللعلم فإنّ العديد من المنظمات المسيحية الأمريكية بدأت تستشعر الخطر الصهيوني على أمريكا نفسها وعلى العقيدة النصرانية، وبدأت تتحدث عن الأخطار المحدقة بالنصرانية كتوجّه عقائدي وسياسي، وقد تدخل هذه التوجهات المسيحية المستيقظة في صراع سياسي مع اللوبي اليهودي في أمريكا لينعكس ذلك تذبذباً على المسار السياسي الأمريكي (2). واعتقد ان اهم طريقه لمواجهة اتباع الصهيونية المسيحية هو العمل بكل الوسائل على نشر الحقائق عن الصراع الدائر في المنطقة، والعمل على توعيتهم واخراجهم من حالة العزلة والانغلاق الفكرى الذى يسيطر على تفكيرهم، بسبب المعلومات المغلوطة التى يحصلون عليها من الطرف الصهيونى ومن مراجعهم الدينية المشوهة.

ثانيا: المواجهة من خارج الكنيسة الإنجيلية

الكنيسة الكاثوليكية

عرضنا سابقاً لموقف الكنيسة الكاثوليكية من اليهود ودولة اسرائيل، حيث اتضح لنا رفضها لكافة دعاوى اليهود في فلسطين، حيث تعتبر هذه الكنيسة اكبر الكنائس المسيحية في العالم، ومركزها الروحى هو الفاتيكان في روما، حيث ظلت هذه الكنيسة بالرغم من كل الهجمات والمؤامرات التى تعرضت لها من اليهود والبروتستانت، محافظة على التعاليم المسيحية المعروفة التي تتعلق باليهود، والتى تناقض تماماً تحريفات لوثر التى افرخت الاصولية المسيحية. فالكنيسية الكاثوليكية تعتبر من اكبر الكنائس المسيحية انتشاراً وتعداداً، حيث ينتشر اتباعها في كافة ارجاء العالم ويشكلون الغالبية في اوروبا الغربية، باستثناء بريطانيا وهولندا وبعض الدول الاسكندنافية. كما يشكلون الغالبية العظمى في أمريكيا اللاتينية ودول العالم

(1) الصهيونية المسيحية - محمد السماك ص 149 - دار النفائس - ط3 2000

(2)

الغارة الأمريكيّة الكبرى على العالم الإسلامي.- يحي أبوزكريا - http://www.alkader.net/juni/abuzakrya_gara_070622.htm

ص: 267

الثالث. اما استراليا ونيوزيلندا فهما ذات غالبية بروتستانتية انجلوسكسونية. اما أمريكيا وكندا فغالبية سكانها من البروتستانت، وان كان تعداد الطوائف الاخرى يمثل نسبة لا يستهان بها، ولكن الامر المهم هنا هو ان البروتستانت يشكلون الطبقة الحاكمة في هذه الدولة منذ تأسيسها، ولعبوا دوراً كبيراً في تشكيل الفكر والتقافة الأمريكية حتى الآن، والتى انعكست على موقف أمريكا تجاه العالم الإسلامى وقضية فلسطين كما وضحنا.

ولكن بالرغم من هذه السيطره الانجلوسكسونية البروتستانتية على مقاليد الامور في أمريكا، فان هناك الكثير مما يمكن للاقليات الاخرى عمله واحداث التغيير المطلوب، وبالذات الكاثوليك الذين يمثلون ثانى قوة على الساحة الأمريكية. ففي العام 1982 نشر الكتاب السنوي للكنائس الاميريكيه - الكندية إحصاء لتعداد التابعين للطائفة الكاثوليكية في الولايات المتحدة فقط، وقد بلغ المجموع الكلي لكاثوليك أمريكا حسب هذا الإحصاء 54.088.774 مواطناً أمريكياً، ولكن يبدو التأثير الكلي للكاثوليكية وتعاليم الكنيسة على الوضع السياسي التعددي في الولايات المتحدة متواضعاً، بسبب ان الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية تهتم دائماً وبشكل خاص، بقضايا تهميش المهاجرين وحقوقهم، وهذا مرجعه جذورها التاريخية ككنيسة مهاجرين. ومن المقدر بحلول عام 2005 أن تصبح نسبة 50% أو اكثر من كاثوليك الولايات المتحدة منحدرة من أصول أسبانية (أمريكا اللاتينية) وكثير منهم لن تكون الإنجليزية لغتهم الأصلية (1). ولا شك ان هذا التغيير سينعكس على الخارطه السياسية الأمريكية في المستقبل إذا امكن تجميع هذه القوه والاستفاده منها. فالكاثوليكية الأمريكية، ككنيسة مهاجرة وسط اغلبية بروتستانتية، ابقت على ارتباطها بالفاتيكان كتعبير عن الهوية حتى لا تكون في وضع هامشي، في مواجهة البروتستانت (2).

ولا شك إن موقف الكنيسة الكاثوليكية كما هي ممثلة في مركزها التاريخي (الفاتيكان) ظل معادياً لليهود باعتبارهم قتلة المسيح التاريخيين، ثم نشأت

(1) الدين والسياسة في الولايات المتحدة -ج1 - مايكل كوربت-جوليا ميشتل كوربت ص143

(2)

المسيح اليهودي - رضا هلال - مكتبة الشروق الدولية- ص172

ص: 268

اعتراضات داخل العقيدة الكاثوليكية، تقول بفصل اليهود المعاصرين عما اقترفه العبرانيون القدامى بحق المسيح، ويشبه هذا المنطق ما تعبر عنه الآية الكريمة (ولا تزر وازرة وزر أخرى). ورغم التخفيف الكاثوليكي من لهجة العداء الديني لليهود فان الفاتيكان بشخص البابا بيوس العاشر كان قد أعلن رفضه للدعاوى اليهودية - الهرتزليه في فلسطين فاثر لقاء بين البابا ببوس وتيودور هرتزل في السادس والعشرين من كانون الثاني عام 1904 انتهى اللقاء بإعلان فاتيكاني حاسم "إن البابا يعلن معارضته الكلية للحركة الصهيونية وللهجرة اليهودية إلى فلسطين". ومن الطبيعي إن موقف الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة، كان يحذو حذو الموقف لدى الكنيسة الام في روما (1)، وهذا يجعل الكاثوليك مؤهلين للعب دور هام جداً في تغيير السياسة الأمريكية تجاه منطقتنا، بل وتجاه العالم.

ولكى يتم ذلك لابد من حدوث تعاون مثمر مع زعماء الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا، والفئات الاخرى المهمشة مثل العرب والمسلمين، الزنوج والآسيويين، وحتى بعض فئات البروتستانت، وهذا التعاون يهدف في الاساس إلى زيادة ثميل هذه الفئات في الحكومة الأمريكية والكونجرس، وتشكيل قوة ضغط موازية للتيار الاصولى المتعصب لتحجيمه والتقليل من خطره. وربما يقول البعض انه من الصعب الوصول إلى هذا الامر بسبب اختلاف مصالح هذه الاقليات. والرد على ذلك، هو ان اى اختلافات في المصالح لا يجب ان تكون عائقاً في سبيل التصدى لهذا الوحش الذى يهدد الحضارة الانسانية، وقد عرضنا بما فيه الكفايه للخطر الذى يمثله التيار الديني الاصولي الذي يحكم أمريكا الآن على العالم باسره.

وسبب تركيزنا على الكاثوليك، هو انهم اقدر الجماعات على التصدى لهذا الخطر، وبالذات بالنظر إلى الدعم الذى سيتلقونه من الدول الكاثوليكية في اوروبا وأمريكا اللاتينية، والتي بدأت تنظر بحذر لعلاقاتها مع أمريكا بسبب علاقاتها المريره معها والتى عرضنا لجزء منها في السابق، والاهم من ذلك هو انهم سيساهمون وبدرجة كبيرة في وقف التهويد المنظم للمسيحية. فالقاعدة المسيحية الكاثوليكية الأمريكية لا تزال محافظة على مبادئها اللاهوتية، ولا تزال متمسكة

(1) على أعتاب الألفية الثالثة- الجذور المذهبية لحضانة الغرب وأمريكا لاسرائيل- حمدان حمدان ص142

ص: 269

بالثوابت الفاتيكانية، ولا زال للفاتيكان تأثير على الدور السياسي للكاثوليك، حيث أن للكنيسة والقساوسة تأثيراً يفوق أحياناً الساسة العلمانيين. فقد حجب الكاثوليك اصواتهم عن روزفلت عندما طلب منهم القساوسة ذلك. وتحت تأثير الكنيسة تكتلوا في انتخابات عام 1960 خلف المرشح الديمقراطي الكاثوليكي جون كيندي (1). وهذا يعني أن المجال مفتوح لعمل إسلامي - كاثوليكي مع الفاتيكان مباشرة ومع الكتيسة الكاثوليكية الأمريكية، من أجل بلورة جوامح مشتركة ضد الصهيونية المسيحية وأهدافها في فلسطين والمنطقة العربية. ويؤكد إمكان هذا العمل وقائع الإجتماع الذي عقده الكاردينال كوك في بيروت مع عدد من أعضاء مجلس النواب اللبناني، فقد توجه الكاردينال إلى الأعضاء المسيحيين منتقدا بشدة الإتصال المسيحي اللبناني مع إسرائيل، وقال لهم:"إن الولايات المتحدة هي أكبر دولة في العالم، لم تتمكن من التعامل مع إسرائيل على قاعدة الأخذ والعطاء، فإسرائيل تأخذ ولا تعطي" وحذرهم من أن الاتصال الذي تم مع إسرائيل يمكن أن يكون خطأ، ولكن إذا تكرر أو تواصل فإنه يصبح جريمة (2).

الكنيسة الأرثوذكس

الأرثوذكس هم أتباع الكنيسة الشرقية التي كان مقرها في القسطنطينية، حيث ينتشر أتباعها في البلاد العربية واليونان وروسيا والبلقان. "وقد انفصلت هذه الكنيسة عن الكنيسة الكاثوليكية أيام ميخائيل كارولا ديوس بطريرك القسطنطينية في عام 1054م، وهي الآن مؤلفة من عدة كنائس متفرقة"(3). وأسباب انقسام الكنيسة إلى شرقية وغربية "يرجع إلى تساهل كنيسة روما (4) الكاثوليكية - لتجذب لها الجرمان واللادينيين - فأحلت لهم أكل الدم المخنوق وأباحت للرهبان أكل دهن الخنزير وغير ذلك من الأمور التي لم تقبلها الكنائس

(1) المسيح اليهودي - رضا هلال - مكتبة الشروق الدولية- ص174

(2)

الصهيونية المسيحية محمد السماك ص 166 - دار النفائس - ط3 2000

(3)

سلسلة مقارنة الأديان - د. أحمد شلبى - ج2 (المسيحية) - ص 239

(4)

يقول أمام المعتزلة القاضي عبد الجبار: إن النصرانية عندما دخلت روما لم تنصر روما، ولكن النصرانية ترومت.

ص: 270

الشرقية" (1). ويمكن اجمال اسباب الانفضال في سبب واحد وهو الخلاف بين الروح الشرقية التي تميل إلى التوحيد والروح الغربية التي تميل إلى التعدد، حيث انعكس هذا الخلاف على عقيدة كلاً الكنيستين حول طبيعة المسيح والروح القدس وغيرها من الأمور. فالكنيسة الأرثوذكسية تقول أن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة، أما الكاثوليك فيقولون أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين، أي أن آثار التوحيد التي انفطر عليها الشرقيون واضحة في عقيدة هذه الكنيسة، بعكس الكنيسة الكاثوليكية التي تأثرت بالحضارة اليونانية والرومانية فمالت إلى التعدد. "وهذا الجدل اللاهوتي هو الذي يتيح لنا أن ندرك سبب الاستجابة السريعة إلى الإسلام من قبل الاريوسيين الذين وجدوا في الإسلام صدى لعقيدتهم، فحينما ظهر الإسلام كان رفضه لالوهية المسيح هو الامر الجوهري الذي تمركزت حوله الوان الجدل مع الكنيسة في فلسطين وفي البلدان التي اخذت بمذهب اريوس أو بمذهب تابعه نسطور.

والتوحيد في الإسلام كما هو لدى اريوس يرفض فكرة التثليث (الاقانيم الثلاثة) التي صيغت بمنطق الثقافة اليونانية في مجمع نيقية" (2).

والكنيسة الأرثوذكسية تتخذ موقفاً مناهضاً للصهيونية المسيحية على قاعدة الدفاع عن العقيدة المسيحية في الدرجة الأولى. ويعكس هذا الموقف البيان الذي أصدره (مجلس كنائس الشرق الأوسط) عن الحركات الإنجيلية الغربية الجديدة حيال الشرق الأوسط والذي أكد فيه على: "أن التعاظم المفاجئ في نشاط الحركات الإنجيلية الغربية وعددها، وفي نشاط المراسلين العاملين في الشرق الأوسط، هو مسألة تهم كنائس المنطقة ومجلس كنائس الشرق الأوسط. ففيما نجهد لاستعادة وحدتنا في المسيح، تعترينا مخاوف من أن بعض هذه المجموعات تحدث أثراً انقسامياً، فبعضها لا يعترف للكنائس في الشرق الأوسط بتاريخها وشهادتها ورسالتها الخاصة، وبعضها الآخر يصر على زرع رؤية لاهوتية غريبة على ثقافتنا، بل أن اختلاط المفاهيم أحدث قلقاً، وبخاصة بين الإنجيليين والأسقفيين من أعضاء مجموعة كنائس المجلس الذي نجحوا في آداء شهادة أصلية وملائمة ثقافياً".

(1) سلسلة مقارنة الأديان - د. أحمد شلبى - ج2 (المسيحية - ص 240

(2)

تاريخ اوروبا في العصور الوسطى - د. سعيد عبد الفتاح عاشور- ص 4 - دار النهضة العربية - بيروت

ص: 271

ويضيف البيان بالقول: "أن بعض هذه المجموعات والحركات تتميز بسمات جديدة وفريدة تنذر بنسف الشهادة المسيحية، لا في الشرق الأوسط فقط، بل في مواطن هذه الحركات أيضاً، وهذا يلقي على كاهل كنائس تلك البلاد مسئوليات معينة، بخاصة في الولايات المتحدة حيث نشأت هذه الحركات. ولا حاجة إلى القول أن أي جماعة لا تستطيع التحدث نيابة عن كنائس مسيحيي الشرق الأوسط إلا كنائس هذه المنطقة، ولما كان مؤتمر بال (1) قد حاول ذلك، فإنه يتعين علينا أن نرفض علناً مقرراته وتوصياته.

إننا نعاود إعلان الإلتزام بالعدالة والسلام في الشرق الأوسط وفي العالم، ونعتبر التزامنا هذه هو إعراب عن إخلاصنا لإنجيل يسوع المسيح وعن اهتمامنا الأكيد بالمتألمين والمحرومين من حقوقهم الأساسية" (2).

فهذا الوقفه التي وقفها مجلس كنائس الشرق الاوسط، تعبر في الاساس عن انتماء اصيل لهذه المنطقة، بالاضافة إلى انتماء لا يقل اصاله لرسالة السيد المسيح التي تخضع الآن للتهويد المنظم على يد اليمين المسيحي المتطرف. وقد وضح الاستاذ سمير مرقص الدور الذي مارسه اليمين المتطرف لتلويث المسيحية، حيث ذكر "أن هذه المحاولة لتشويه ديانة المسيح جاءت من خلال الإيمان المسيحي بفكرة أن الله جاء لفئة محدده وهي شعب الله المختار، وهي فكرة فاسده ترفضها المسيحية في جوهرها كما يرفضها الإسلام"(3).

الكنائس العربية

يمكن للكنائس العربية ان تلعب دوراً مهماً في مواجهة المسيحية الصهيونية، باعتبار ان المسيحية نشأت في المنطقة العربية، وتضم بين جنباتها اهم الاماكن المقدسة المسيحية التى يحج اليها المسيحيون من كل مكان في العالم، مما يعنى وجود فرصة كبيره امام الكنائس العربية لتوضيح الحقائق وفضح المخططات العدوانية للصهيونية المسيحية، وهذا ما قامت به كثير من الكنائس العربية حتى الآن وبنسب متفاوته، كالكنيسة القبطية المصرية والكنائس الكاثوليكية

(1) المقصود هنا المؤتمر الذى عقدته السفارة المسيحية الدولية التى سبقت الاشارة اليها.

(2)

الصهيونية المسيحية محمد السماك ص 161.

(3)

الصهيونية المسيحية مسخرة لخدمة إسرائيل- سمير مرقص الخليج 15/ 2/2 .. 3 عدد8672

ص: 272

والارثوذكسية. ففي موقف واضح وعلني ضد الصهيونية المسيحية، صدر عن السيد (غيربال حبيب) الأمين العام للجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط بيان، ادان فيه "سوء استخدام الكتاب المقدس وإثارة المشاعر في محاولة لتبرير خلق دولة ما - إسرائيل - ولتشريع سياسات حكومة ما- الحكومة الإسرائيلية". وارفق هذا الموقف المبدئي بدراسة لاهوتية - تاريخية تسفه الصهيونية المسيحية وتؤكد اعتبارها خطرا على المسيحية، وتدعو الدراسة " كنائس الشرق الأوسط إلى تذكير المسيحيين في العالم باستمرار إلى أنهم يرفضون الأيدلوجية والأهداف السياسية للإتجاه الصهيوني المسيحي"، كما تدعو القيادات الكنيسة إلى إصدار البيانات التي تندد بهذا الإتجاه وإلى توعية مستمرة ودائمة في إطار الثقافة الكنسية" (1).

ويضاف إلى ما تقدم ان على الكنائس العربية مهمة اخرى وهي ضرورة حمل رسالة السيد المسيح من جديد وتوضيح مبادئها الحقة والتي تم الابتعاد عنها بل ونقضها بسبب التهويد المنظم للمسيحية على يد حركة الاصلاح الديني. وهنا يقول (إبراهيم متري رحباني)، مؤلف كتاب (المسيح السوري) الذي نشر أول ما نشر باللغة الانجليزيه في الولايات المتحدة الاميركيه عام 1916 وأعيدت طباعته هناك سبع عشرة مره بين العامين 1916، 1937:"انه لمن الصعب جداً إن لم يكن مستحيلاً، إن يستوعب شعب ما وبشكل كلي، أدباً لم ينبثق من وسط حياته القومية". وهنا يجب ان نسأل إلى أي مدى نجح الغرب عامة، الولايات المتحدة الأمريكيه خاصة بفهم رسالة السيد المسيح؟ ونحن لا نسأل السؤال للمعرفة التي لا تفيد، بل للمعرفة التي ينتج عنها سياسات تحدد اتجاهنا كأمة تقترب من طاولة حوار الحضارات أو ساحة صراعها (2). وهذا يعنى بأنه لابد من حمل رسالة السيد المسيح مجدداً إلى الغرب وأمريكا بالذات، لتوضيح مبادئها الحقة ولازالة سوء الفهم والتشويه التى تعرضت له هذه الرسالة، وخير من يقوم بذلك هم ابناء هذه المنطقة، وهذا يتطلب دعم كنائس الشرق المسيحية، حيث سيساهم ذلك في حرمان "الهيمنة الأمريكية المفترضة من رداء التدين الزائف الذي يرفعه قادتها. ولو تزايد تأثير دور البابا

(1) الصهيونية المسيحية محمد السماك ص 149

(2)

أسطورة هرمجدون والصهيونية المسيحية- عرض وتوثيق هشام آل قطيط- ص233 - دار المحجة البيضاء - 2003

ص: 273

شنودة وبابا الفاتيكان ورئيس مجلس الكنائس الانجلية في ابراز الآثار السلبية للهيمنة الأمريكية الاحادية على العالم والسلام الدولي، فلابد وان يحدث هذا تغييراً جوهرياً في عوامل القوة الأمريكية الحالية (1).

كما ان المسيحيين العرب يمكن ان يقوموا بمهمة حلقة الوصل بين الحضارتين العربية والغربية، وهذا ما طرحه (مكسيموس الخامس) حكيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك في أثناء زيارته للجزائر في نيسان 1987 حيث قال:"العالم العربي - الإسلامي والطوائف العربية - المسيحية وجدت من اجل ان يكمل بعضها بعضاً .. نحن العرب - المسلمين والعرب المسيحيين - كلنا ننتمي إلى جنس واحد. نعبد إلهاً واحداً. ونحن كلنا نجل ونحترم الانبياء جميعاً. أما خلاصنا، فإنه يتجسد في الاعتراف بتلك الاختلافات في القيم، التي تمثل كل جانب، وبإمكان كل جانب اكمال الجوانب الأخرى. ان انفتاح المسيحية على الثقافة الغربية لا يحولها إلى أخ خائن للمسلمين. بل ان هذا الانفتاح يمكن أن يجعل من المسيحية حلقة وسطية بين الحضارتين، بين الثقافتين، بين الديانتين، اللتين تؤمنان برب واحد"(2).

ولكن ما يعيق هذا المهمة وغيرها ويفشلها في بعض الأحيان، هو ما حدث ويحدث من اضرابات وصراع بين المسلمين والمسيحيين العرب في منطقتنا، والتي تقف ورائها الصهيونية العالمية، حيث اساءت هذه الصراعات لقرون طويلة من التعايش الخلاق بين الجانبين، في جو سادته الاخوة والمحبة. نعم لقد سعى الإستعمار والصهيونية العالمية إلى خلق الفرقة والتشتت في صفوف الأمة العربية، وذلك عن طريق إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين من أجل إتخاذ هذه الفتن ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بالزعم بأن هدفهم حماية الأقليات المسيحية، كما أنهم يهدفون من وراء إثارة هذه الفتن إلى إضعاف الدول العربية حتى يسهل عليهم السيطرة والتحكم في مصيرها. وقد اتبع الاستعمار الغربي هذا الأسلوب قديماً وحديثاً في محاولته السيطرة على الأمة العربية. وهنا

(1) المؤامرة الكبرى - مخطط تقسيم الوطن العربي من بعد العراق؟ محمد ابراهيم بسيوني ص121 - دار الكتاب العربي - ط1 2004

(2)

الإسلام والمسيحية من التنافس والتصادم إلى الحوار والتفاهم- تأليف اليكسي جورافسكي - ترجمة د. خلف محمد الجراد - ص212 - دار الفكر المعاصر - ط2 2000

ص: 274

يقول برناند لويس: "الواقع أن إلحاق المنطقة العربية بالغرب لم يكن ممكناً إلا عن طريق تفكيكها وتجزئتها، ولو أعطيت لأي سياسي في العالم مسألة يسألونه فيها أن يسعى إلى إلحاق المنطقة العربية بالغرب، لما اختار غير الأسلوب الذي اختاره الغرب فعلاً، وهو تفكيك المنطقة بالفتن الطائفية والتفتيت الإجتماعي والثقافي، وافتعال الخصومات والفروقات، وتوسيع مواطن الاختلاف والمبالغة في إبرازها. وليس من شك في أن من يسعى إلى هذا يحزنه مشهد السلام بين الطوائف ويسعده إندلاع التقاتل بينها، ولعل من يستبعد دور الغرب في إشعال فتيل هذا التقاتل هو واحد من اثنين، خادع أو مخدوع"(1).

ولما كانت الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية العربيتين، وخاصة في مصر ولبنان، تتمتعان بموقع يمكنهما من دفع الحوار الإسلامي - المسيحي في الاتجاه الصحيح، فأن إثارة الاضطرابات الطائفية في لبنان ومصر، ودور إسرائيل في هذه الإثارة، يستهدف في الدرجة الأولى طعن مصداقية الكنيستين ورجالهما أمام المسلمين وطعن المصداقية الإسلامية أمام القيادات المسيحية، وبالتالي تعطيل القيام بهذا الدور الحواري التوحيدي. فالعرب والمسلمين في تصديهم للصهيونية بوجهيها اليهودي والمسيحي، يحتاجون إلى التحالف مع الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية وحتى مع بعض الكنائس الإنجيلية التي تعتبر الصهيونية معادية لها وخطراً عليها. ومن مستلزمات هذا التحالف تعزيز التفاهم الإسلامي المسيحي وإخماد الفتن الطائفية التي تنفجر مرة في لبنان، ومرة ثانية في مصر .. ومرة ثالثة في السودان، والقفز من فوق مخططات التجزئة والتقسيم التي تروج لها إسرائيل كقاعدة لأمنها الاستراتيجي.

إن الإدانة التي تصدر عن بعض المسلمين ضد الكنيسة أو عن بعض المسيحيين ضد الإسلام فوق أنها إدانة ظالمة وخاطئة بالمطلق، فإنها تعطل سبل تفاهمهما وتقطع الطريق أمام تحالفهما. وكلما ازدادت الهوة اتساعاً بين المسيحية والمسلمين، تتقدم الصهيونية المسيحية خطوات إلى الأمام نحو أهدافها على حساب الإسلام والمسيحية معاً. فقد أدى التحالف بين دول إسلامية وعربية مع الكتلة

(1) من يحمى المسيحيين العرب- فكتور سحاب- ص 57 - دار الوحدة،- ط1 1981

ص: 275

الشيوعية - السابقة - في الخمسينات من هذا القرن، إلى إضرام النار في حقل التفاهم الإسلامي المسيحي الجاف، حيث لعبت الخلفية الاستعمارية لدول أوروبا الغربية، والخلفية الصهيونية لسياسة الولايات المتحدة، الدور الأساسي في دفع بعض الدول العربية والإسلامية إلى أحضان الكرملين، رغم العداء للشيوعية كعقيدة. وقد وظفت الصهيونية اليهودية، والصهيونية المسيحية هذا الأمر لتوسيع الهوة بين العرب والغرب، وبين الإسلام والمسيحية. وقبل أن تتكشف خطورة الفصل بين المسيحية، والصهيونية المسيحية، كانت أحكام الإدانة المشرعة قد عطلت لغة الحوار والتفاهم على قواعد العقائد والمصالح المشتركة. ومع الوقت أصبحت الإدانات المتبادلة قوالب جامدة لعلاقات سيئة، ولم تتمكن مؤتمرات الحوار الإسلامي المسيحي أن تفعل الكثير لتحطيم هذه القوالب، ومن ثم لدفع العلاقات نحو آفاق التعاون الرحب والمفتوح أمامها.

كما كان للفتنة في لبنان آثار مدمرة على محاولات الحوار المتواصلة التي جرت في الثمانينات في روما وأثينا ومدريد وقبرص، وحتى في الولايات المتحدة نفسها. فالمثال اللبناني الراقي على التعايش بين المسلمين والمسيحيين تحول بفعل التدخل والتحريض الإسرائيلي والدولي إلى وحش مخيف. وما لم يدرك المسلمون والمسيحيون داخل لبنان وخارجه، أن ما حدث في لبنان هو جزء من الصراع بين الصهيونية (اليهودية والمسيحية) وأعدائها، فإن كل حسابات التعامل مع أسباب ونتائج هذه الفتنة، ستبقى حسابات خاطئة ومتعثرة. إن ما حدث في لبنان كان نتيجة ولم يكن سبباً، كان أداة ولم يكن هدفاً. لم يكن ما حدث نتيجة لاستحالة التعايش الإسلامي - المسيحي، ولكنه كان سبباً لنجاح هذا التعايش. فالذين ساءهم نجاح التجربة اللبنانية عملوا على ضربها. ولم يكن ضرب هذه الصيغة هدفاً في حد ذاته، بل أداة لضرب هدف أكبر، هو التفاهم الإسلامي المسيحي ضد الصهيونية (1). ومما يدل على ذلك هو ان أول رد على أكاذيب الصهيونية المسيحية في عقر دارها في

(1) الصهيونية المسيحية محمد السماك ص 149

ص: 276