الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين عامي 1868 و 1870 و تم تدميرها بالكامل في بدايات السبعينات من القرن التاسع عشر على يد الرئيس أوليسيس غرانت في عملية الحقوق المدنية لعام 1871 (تعرف أيضا بعملية كو كلوكس كلان)(1).
ويليام جوزيف سيمون مؤسس جماعة الكلان الثانية عام 1915
الظهور الثاني لكلان كان في عام 1915 عن طريق جماعة تبنت نفس الاسم، حيث أعلن عن تأسيس هذه الجماعة في ولاية جورجيا الأميركية بوصفها "جمعية أخوية اجتماعية خيرية وطنية في 28 أكتوبر (تشرين الأول) من العام 1915. وقد جاء أول ظهور علني للمنظمة يوم عرض فيلم "ميلاد أمة" The Birth of a Nation في اطلنطا، وتتركز الفكرة الرئيسية للفيلم على إظهار "الطبيعية الحيوانية للزنجي"، و"النبل" الذي تتحلى به عناصر كو ـ كلوكس ـ كلان، والبرهان على ان تحرير الزنوج كان مأساة، وذلك ان حرمانهم من حق الانتخاب واستعبادهم ومعاملتهم بالعنف ـ هي أمور نابعة من "طبيعة الافريقي".
كانت الجماعة الثانية من (ك. ك. ك) منظمة رسمية تتألف من عضوية رسمية ذات بنية قومية، مما دفع الكثير من الرجال لتأسيس فروع محلية في كافة أرجاء الولايات المتحدة. فبعد وقت قصير ظهرت كو ـ كلوكس ـ كلان في الولايات المجاورة لجورجيا مثل الآباما وفلوريدا. وتشير إلى ان عدد أعضاء "الإمبراطورية الخفية" قد بلغ في عام 1916. 100ألف عضوا تم تجنيدهم من الضباط والجنود السابقين في جيش المتمردين. كانت "الإمبراطورية الخفية" تؤكد باستمرار ولاءها "للقانون والنظام" مما أدى إلى اقتناع قسم كبير من الأمريكيين بأن ك ك ك هي فعلاً منظمة أمريكية سياسية دينية اخلاقية رفيعة المستوى، وأن الانتساب إليها شرف لكل إنسان ما دام "الهدف الوحيد لكلان هو خدمة الوطن وإنقاذه"(2).
(1) l تاريخ الإرهاب الأمريكي- ر. ف. إيفانوف ـ أي. ف. ليسينفسكي- الكوكلاكس كلان - ترجمة غسان رسلان- دار الحوار ـ سورية ـ اللاذقية ـ الطبعة الأولى 1983
(2)
l تاريخ الإرهاب الأمريكي- ر. ف. إيفانوف ـ أي. ف. ليسينفسكي- الكوكلاكس كلان - ترجمة غسان رسلان- دار الحوار ـ سورية ـ اللاذقية ـ الطبعة الأولى 1983
لذلك دخل في صفوفها الكثيرون طمعاً في رفع اعتبارهم الاجتماعي بالنظر إلى أن "العضوية فيها أصبحت رمزاً اجتماعياً من نوع خاص. . ولهذه الغاية وسعت ك ك ك نشاطها الخيري مما اضفى عليها، وهي المنظمة الرجعية "مسحة الوقار" ولكنها كانت في الحقيقة تمثل مبادىء عنصرية بيضاء ضد الزنوج وتنفذ أهدافها بطرق سرية.
فقد صرح غوفارد مدير "مكتب المحررين" في إحدى وسائل الإعلام الأمريكية الشهيرة انه تم تسجيل 100 ألف عملية إرهابية في كارولينا الشمالية وحدها خلال عام واحد. وكانت تتم بالدرجة الأولى تصفية أبناء الزنوج الأكثر تطوراً ووعياً واستقلالية، وأضاف:"كانوا يكرهون الزنوج، ويخشون وعيهم ومواهبهم".
واستهدفت ك ك ك في ارهابها ضباط وجنود القوات الفدرالية المرابطة في الجنوب، والزنوج منهم بشكل خاص لأنها رأت فيهم حملة أفكار وتطلعات ثورية تهدد الأوليغارشية الزراعية عدوة الثورة. ولم توفر الشماليين المؤيدين للافكار الراديكالية.
ولذلك كان نشطاء هذه المنظمة يهاجمون بلا رحمة كل من رأت فيه مواهب وقدرات غير عادية، من مختلف القطاعات وقد بلغ عدد ضحايا رجال كلان الملايين. وقد أعلنها صراحة ر. هـ. سوير، أحد محاضري كلان، بعد ذلك حين قال:"الزنجي مريض بجرثومة الجنون التي تتجلى في مطالبته بالمساواة الاجتماعية والعرقية .. ان عليه، وسوف يكون، ان يوضع تحت المراقبة .. " وفي عام 1918 وحده أعدم 70 زنجيا حيث استغل الكلانيون موجة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الأولى بنجاح. وفي العام الذي يليه اشتدت حدة المشكلة العنصرية حيث شهدت البلاد 26 عصياناً جماعياً قام بها العنصريون (حوكم خلالها 77 من السود امام محكمة لينتش).
بلغت هذه المنظمة الذروة في العشرينات من القرن العشرين حيث ضمت حوالي 15% من التعداد الرسمي للسكان في الولايات المتحدة. [1] ففي عام 1919 أيضاً نظم الكلانيون حملة قمع جماهيري ضد الزنوج والفلاحين الفقراء منهم في فيليبس (مقاطعة آركانساس) وخلال 1919 ـ 1922 اعدم دون محاكمة 239 زنجياً. كان الكلانيون في بيولاسكي يلبسون الاقنعة البيضاء ذات الثقوب للعينين والانف،
وقبعات عالية خيطت بحيث تطيل قامة الذين يرتدونها، ورداءاً يخفي اشكالهم. وتُوجت هذه التجهيزات بصفارة يحملها الكلانيون لتبادل الاشارات، وقد أعد لذلك قواعد خاصة ليصبح تخويف السكان السود الذين يؤمنون بالخرافات الشغل الشاغل لدى "مهرجي" مدينة بيولاسكي؛ نظراً لأن الزنوج الذين اعتقوا قد اعتقدوا في البداية أن هؤلاء هم أرواح الكونفدراليين الذين قتلوا.
وقد روى حاكم فلوريدا فلمنغ ان الكلانيين قتلوا أحد الزنوج ورموا جثته في مرجل خاص لتحضير السكر؛ وبعد ذلك جمع الجراح هيكله العظمي حيث علق على مفترق الشوارع لتخويف السكان. إلى أن أصبح العنف في الجنوب امراً مألوفاً جداً حتى أنه لم يعد يثير الاهتمام إلاّ في بعض مظاهره الأكثر فظاعة، ووحشية.
لقد كانت سادية اعداء الثورة نتيجة حتمية لبربرية ملاك العبيد. ورغم كل شيء تملك الذعر الجنوب أمام هذه القوة الغاشمة. وفي كثير من الحالات كان يكفي تهديد أولئك الذين لا ترضى عنهم "الإمبراطورية الخفية" كي يهاجروا من المنطقة التي يعيشون فيها. إلا أنه وبعد مضي وقت أخذت شرطة الزنوج تطلق النار على رجال كلان وتقتلهم مثل البشر العاديين، وتلاشي الخوف من أولئك الذين كانوا يمثلون "قوى خارقة".
لقد كانت المنظمة الثانية للكلان تعتنق أفكارا عنصرية و معادية للسامية و معادية للكاثوليكية إضافة للشعور القومي و معظم هذه الجماعات قامت باعمال تندرج ضمن العقاب اللينشي lynching و غيرها من العمال العنيفة وشعبية هذه الحركة انخفظت بشكل كبير خلال فترة الكساد الكبير Great Depression ثم انخفضت أعداد العضاء أكثر خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة فضائح نتجت عن جرائم الأقادة البارزين و دعمهم للنازيين.
النشاط السياسي
أدى الإرهاب الشامل إلى اعطاء كلان قوة هائلة لا حدود لها في الجنوب، الأمر الذي ترك أثره داخل الحزب الديمقراطي، مما جعل علاقته مع كو ـ كلوكس ـ كلان شديدة الترابط وأكثر من وثيقة، ولم تقتصر هذه العلاقة على التطابق التام في