الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعض دور القمار مزدانة بصور القراصنة وقطاع الطرق، أمثال آل كابوني، ضمن إطارات ذهبيه. وفي دور القمار هذه بالذات تدرك الهوس الرئيسي للأمريكيين وتفهم طبيعة الآمال التي تراودهم - الرغبة في كسب النقود والإثراء بأي ثمن. وحين ترى آلاف الوجوه التي شوهتها الحماسة والجشع، والعيون المتوهجة من فرط الاثاره، تفهم الطبيعة الإجرامية لأمريكا ومدى خطرها على العالم" (1). فالعلاقة التي تقيمها الفلسفات الأمريكيه المعاصرة بين الإنسان والحياة هي علاقة المتعة والاستهلاك، والأمريكي يسر بلذة الاستهلاك إلى درجة العمى عن الإثم والفحشاء، ولذلك يتجاوز البحث عن اللذة ميادين المباح إلى اقتراف الحرام والسخرية من الحلال (2).
أهذه هي نهاية التاريخ
؟
الشذوذ الجنسي .. اللواط .. وفضائح كندي وكلنتون .. وشراء الأصوات .. وتوظيف المال والجنس في اللعبة الانتخابية .. وتحكم اللوبي اليهودي .. وهيمنة المافيات العملاقة والشركات الكبرى واختراق المسيحية بالعفن والأساطير اليهودية .. واستجذاء البيت الأبيض للسياسات والمصالح الإسرائيلية .. والإبحار المحموم ضد المصالح القومية العليا للامة الأمريكيه، وتحويل القدرات المالية والعسكرية إلى ضرع يدر في أفواه شذاذ الآفاق .. والغطرسة التي تستفز الخصوم والحلفاء على السواء، والتفرد في اتخاذ القرار بعيداً عن الأقطاب الاخرى التي تطمح لان يكون لها مكان على خارطة العالم، القنابل الذرية والهيدروجينية والنيتروجينيه وأسلحة الدمار الشامل .. وعنقوديات امتصاص الأوكسجين من المغاور والكهوف لقتل الإنسان واستئصال الحياة .. آليات الإبادة الجرثومية والكيماوية والقدرات الاسطوريه على تغيير معادلات الطبيعة وتحويل البيئات إلى معتقلات كبيره تصعب فيها استمرارية الحياة، وتصاعد معدلات الجريمة في وتائرها الاعتيادية والمنظمة، والإحصائيات المخيفة لحالات القتل والاغتصاب والسرقة والانتحار، والهروب المتزايد إلى المخدرات
(1) لهذا كله ستنقرض أمريكا - الحكومة العالمية الخفية - تأليف الغ بلاتونوف - ترجمة نائله موسى ص49 - 50
(2)
صناعة الإرهاب - د. عبد الغني عماد - ص18
والحشيش والافيون، وتصاعد نسبة الادمان وامتداد سرطانه المخيف إلى مستويات الاعمار الدنيا في مراحل الدراسة الاعداديه والمتوسطه حتى الابتدائيه، وضياع اجيال الأمريكيين الناشئة فيما سبق إن حذر من نتائجه المفجعة الرئيس الأمريكي كنيدي 1963 (1).
الخيانة الزوجية والمعاشرة غير المشروعة للأزواج والزوجات، وحالات الطلاق المتزايدة والدمار المتصاعد للحياة الاسريه، ورفض الأبناء لآبائهم وتزايد دور العجزة لاستقبال هؤلاء وإيوائهم، وتقطع الروابط العائلية وغياب الاستقرار والسكن في بيئاتها المخترقة بالريبه والشك والكراهية وشد الأعصاب .. عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية (للكبار) على يد المافيات اليهودية والمالية المتحكمة بمصائر الولايات المتحدة بدءا بأصحاب الأصوات الحرة، وانتهاء بالرؤساء أنفسهم لحظة خروجهم عن الخط المرسوم.
التكاثر المحموم بالأشياء والعبادة المهووسة لصنميات المال والتنمية، بعيداً عن أية قيمة أو ضابط ديني أو خلقي أو إنساني. تصعيد وتأثر القوة والأسلحة والجيوش وتقنيات الردع والهجوم فيما يجعل من أمريكا (ترسانة) مخيفة قد تلحق الخراب بهذا الجزء أو ذال من العالم في أية لحظة تفور فيها دوامة الغضب ويستشري سعار التفوق والاستعلاء، وتحول أمريكا إلى قوة استعمارية كبرى تسعى لان تضع العالم كله في جيبها، وترغم أممه وشعوبه على إن تكدح لكي يدر ضرعها في الفم الأمريكي، بغض النظر عن حالات الفقر والتخلف والدمار التي يعاني منها العالم الثالث، الذي يراد له للمرة الثالثة إن يسخر لسعادة الرجل الأبيض وانتمائه الذاتي، وأخيرا وليس آخر تآكل ودمار القيم الديمقراطية الأمريكيه نفسها واختراقها المرة تلو المرة بحجة مقاومة الإرهاب بعد إن سهر الأمريكيون القدامى على حراستها القرون الطوال.
أهذه هي الحضارة الملائمة لإنسانية الإنسان ومطامح الأمم والشعوب؟ أهذه هي الحالة الحضارية النموذجية أو السقف الأعلى لسعي البشرية عبر تاريخها الطويل؟ أهذا هو (النموذج) الذي سينتهي إليه التاريخ ويلقي عنده عصا الترحال؟
(1) مذكرات حول واقعة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) - د. عماد الدين خليل - ص153