الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- العزلة، أي أن يكون لأمريكا الحرية في صنع سياسة خارجية باستقلال عن مطامع القوى الأوروبية، وان تقف موقف الحياد من الحروب الأوروبية، إلا عندما تتعرض الحرية الأمريكية للخطر.
- مبدأ (مونرو)، الذي نص على انه لا يجوز لأي دولة أوروبية أن تعد القارتين الأمريكيتين مكاناً صالحاً للاستعمار، أي عدم تدخل أوروبا في القارتين الأمريكيتين (1).
- التوسعية، وهي تقليد قام على مقولة (المصير المبين)(لجون أو سوليفان) بمعنى أن القدر فرض على الأمريكيين، أن مصيرهم الاستكشاف والغزو باتجاه الساحل الغربي وصولاً إلى المحيط الهادي (2).
وقد تميز العهد القديم لأمريكا الذي انتهى عام 1898 م باكتمال غزو (أرض الميعاد) في شمالي أمريكا، بين ساحل الأطلنطي شرقاً، وساحل الهادي غرباً، بعملين أساسيين، الأول: ذبح و
إبادة الهنود الحمر
للاستيلاء على أراضيهم، والثاني استعباد الزنوج لاستخدامهم في المزارع والمناجم (3).
إبادة الهنود الحمر
عندما وصل الأوروبيون إلى أمريكا، وجدوا فيها شعوباً ذات حضارات عريقة، كونوا فوق أرض القارة ممالك وإمارات منذ آلاف السنين، ولهم عاداتهم الخاصة بهم وأديانهم وأزيائهم، وكان هؤلاء السكان الذين سماهم الأوروبيون هنوداً حمراً يعيشون في رغد من العيش، ويمارسون الأنشطة الحضارية من زراعة وصناعة وتعدين، يرتادون البلاد شرقاً وغرباً، ويكتشفون المناجم ويستغلون ما بها من معادن مثل الحديد والنحاس والذهب والفضة، حتى أن بعض المدن الأمريكية القديمة كانت شوارعها مرصوفة بمعدن الفضة مثل بعض مدن الأرجنتين، لذلك
(1) الحياة والمؤسسات الأمريكية - دوغلاس ك. ستيفنسون - ترجمة امل سعيد- ص 178 - الدار الاهلية للنشر والتوزيع، ط1 2001
(2)
ارض الميعاد والدولة الصليبيةـ أمريكيا في مواجهة العالم منذ 1776ـ والتر ا. مكدوجال - ترجمة: رضا هلال ص8
(3)
أمريكا طليعة الانحطاط - جارودى ص112
اشتق الاسم الأوروبي الجديد لهذه البلاد من لفظ ARGENT اللاتيني، ومعناه الفضة. كما أقام حكام هذه البلاد من الهنود الحمر الهياكل والمعابد والقصور الشاهقة، ومنها أهرمات تشبه أهرمات الجيزة إلى حد ما، وان لم تكن في ضخامتها. وكان هؤلاء السكان يعرفون الفنون المتطورة من حفر ونقش وإقامة للنصب والتماثيل، كما كان لهم باع طويل في أساليب الزراعة، واستغلال الأرض، واستئناس وتربية المواشي، وكان من هذه الشعوب ـ أيضا بدو رحل وظيفتهم الصيد والترحال (1).
وتشير المعطيات التاريخية إلى أن الهنود الحمر كانوا أول من سكن القارة الأمريكية منذ القدم، حيث كانت لهم ثقافة مزدهرة، عاشت في ظلها القبائل الهندية المختلفة بسلام ووئام، وظلوا بعيدين عن التأثر بالعالم الخارجي بسبب وجودهم على الطرف الآخر من المحيط. ولكن ذلك لا يعنى أنهم كانوا بمعزل كامل عن العالم كما يعتقد البعض، وكما يروج الغرب لذلك لأسباب استعمارية ليعطي نفسه الحق في نهب هذه البلاد لأنها من اكتشافه هو ـ أي الغرب. وهنا تجدر الإشارة إلى أن العرب المسلمين قد وصلوا إلى أميركا، قبل كولومبوس بخمسمائة سنة، حيث وصل الملاح (خشخاش بن سعيد القرطبي) إلى جزر البحر الكاريبي عام 889م، ثم وصل بعده الملاح (بن فروخ الأندلسي) إلى جزيرة جامايكا عام 999م. وعندما وصل كولومبوس إلى ميناء بالوس في كوبا عام 1492م لم يجرؤ على النزول في تلك المنطقة، عندما شاهد قبة مسجد بالقرب من الشاطئ فحول اتجاهه إلى جزيرة صغيرة، وقد كان يظن نفسه متجها إلى الهند في طريق التفافي لا يسيطر عليه العرب والمسلمون.
وكولومبوس نفسه كان عام 1467م بحاراً مغموراً في سفينة عربية أبحرت على سواحل أفريقية، ثم وصلت البرازيل دون أن يعرف أنه وصل إلى قارة جديدة، وعندما أبحر بعد ذلك بربع قرن بتمويل وتشجيع من الملكة (إيزابيلا) ملكة أسبانيا، كان ثلث بحارته من العرب ويعتمد على خرائط وأدوات عربية. أما أول من وصل إلى القارة الأمريكية فهو الملاح الفينيقي (ماتو عشتروت) عام 508 ق. م، ثم الملاح
(1) الانحياز الأمريكي لإسرائيل - دوافعه التاريخية والاجتماعية والسياسية ص 39