الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن صهيب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما حكاه عن نبي من الأنبياء السابقين، وفيه: أن هذا النبي استشار قومه، فقالوا: أنت نبي الله نَكِلُ ذلك إليك، فَخِرْ لنا، قال ((فقام إلى صلاته)) قال:((وكانوا يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة)) (1)، وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر [أي نزل به أمر شديد] فزع إلى الصلاة، وكان الأنبياء قبله عادتهم الاشتغال بالصلاة في الشدائد)) (2)(3).
ثانياً: الخشوع في الصلاة يجعلها تنهى عن الفحشاء والمنكر:
فالله تعالى أمر بتلاوة كتابه، ومن تلاوته: اتباع ما يأمر به، والابتعاد عما ينهى عنه، والاهتداء بهداه، وتصديق أخباره، وتدبُّر معانيه، وتلاوة ألفاظه، فإذا كان هذا معنى تلاوة الكتاب، عُلِمَ أن
(1) أحمد، 31/ 268، برقم: 18937، وصحح إسناده محققو المسند، 31/ 268.
(2)
انظر: حاشية محققي مسند الإمام أحمد، 31/ 268، و38/ 331.
(3)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السموات وربُّ الأرض، وربُّ العرش الكريم)) [البخاري، برقم 6346، ومسلم، برقم 2730، وعند الإمام أحمد بنحوه، 4/ 234، برقم 2411، وفي أوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال: ((لا إله إلا الله
…
)) الحديث، وفي آخره: ((
…
ثم يدعو))، وهذا يدل على أنه يقول هذا الذكر، ثم يدعو بعده. وصحح إسناده محققو المسند، 4/ 234.
(4)
سورة العنكبوت، الآية:45.
إقامة الدين كلّه داخلة في تلاوة كتاب الله، فيكون قوله تعالى:{وأقم الصلاة} من باب عطف الخاص على العام لفضل الصلاة، وشرفها، وآثارها الجميلة، وهي ((إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ))، ووجه ذلك أن العبد المقيم لها، المتمّم لأركانها، وشروطها، وخشوعها يستنير قلبه، ويتطهَّر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتعدم رغبته في الشرّ، فبالضرورة مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا من أعظم مقاصدها، وثمراتها (1).
فالخشوع في الصلاة من الواجبات التي تجب لها، فحينئذٍ تنهى عن الفحشاء والمنكر: إذا قام بها العبد كاملة بما يجب لها. والله تعالى أعلم.
وقد ثبت أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ((إن فلاناً يصلِّي الليل كلَّه، فإذا أصبح سرق، فقال: ((سينهاه ما تقول))، أو قال:((ستمنعه صلاته)) (2).
فإذا صلَّى العبد المسلم الصلاة على الوجه الأكمل: بشروطها، وأركانها، وواجباتها، وخشوعها، والتدبّر في قراءتها منعته من
(1) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص 632.
(2)
أحمد في المسند، 15/ 483، برقم، 9778، والبزار (كشف الأستار)، 1/ 317، وشعب الإيمان للبيهقي، 4/ 545، قال العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة، 1/ 16: ((رواه أحمد، والبزار، والطحاوي في مشكل الآثار، 2/ 430، والبغوي في حديث علي بن الجعد، 9/ 97/ 1، وأبو بكر الكلاباذي في مفتاح معاني الآثار، 31/ 1/ 69، بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.