الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولرسوله، ولعباده المؤمنين، وإزالة نفسه من البين)) (1).
ومن السكينة: سكينة الخشوع عند القيام بالعبادة لله تعالى، وهو الوقار، والخشوع الذي يحصل لصاحب مقام الإحسان.
ولما كان الإيمان موجباً للخشوع، وداعياً إليه، قال الله تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} (2) دعاهم من مقام الإيمان إلى مقام الإحسان، يعني: أما آن لهم أن يَصِلُوا إلى الإحسان بالإيمان؟ وتحقيق ذلك بخشوعهم لذكره الذي أنزله إليهم؟)) (3).
5 - الإخبات:
التواضع والخشوع، واللين، والسكون (4).
وهو من أول مقامات الطمأنينة: كالسكينة، واليقين، والثقة بالله تعالى، ونحوها، فالإخبات مقدماتها، ومبدؤها، والإخبات أوَّلُ مقام يتخلَّص فيه العبد من التردُّد، الذي هو نوع غفلة وإعراض (5).
6 - الطمأنينة:
قال الله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (6)، وقال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي *
(1) مدارج السالكين، 2/ 506.
(2)
سورة الحديد، الآية:16.
(3)
مدارج السالكين لابن القيم، 2/ 509 - 510.
(4)
تقدم ذكر مراجع هذه المعاني في المبحث الرابع في فضائل الخشوع، البند رقم 7.
(5)
انظر التفصيل في: مدارج السالكين لابن القيم، 2/ 3 - 8.
(6)
سورة الرعد، الآية:28.
وَادْخُلِي جَنَّتِي} (1).
(الطمأنينة) سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطرابه وقلقه، ومنه الأثر المعروف:((دعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيْبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقُ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ)) (2) أي الصدق يطمئن إليه قلب السامع، ويجد عنده سكوناً إليه، والكذب يوجب له اضطراباً وارتياباً، ومنه قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:((الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ)) (3) أي سكن إليه، وزال عنه اضطرابه وقلقه.
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: (({الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} أي: تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولىً ونصيراً؛ ولهذا قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} أي: هو حقيق بذلك)) (4).
وقال العلامة السعدي رحمه الله: (({الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.
(1) سورة الفجر، الآيات: 27 - 30.
(2)
أخرجه الإمام أحمد، برقم 1724، 1724، والترمذي، برقم 2518، وقال:((حسن صحيح))، والنسائي، برقم 5711، وابن خزيمة في صحيحه، 4/ 59، برقم 2348، والدارمي، 2/ 319، برقم 2532، وابن حبان، 2/ 498، برقم 722، والبيهقي في شعب الإيمان، 5/ 52، برقم 5747، والحاكم، 2/ 15، برقم 2169، وقال: صحيح الإسناد وأبو يعلى، 12/ 132، برقم 6762، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 2930.
(3)
أخرجه أحمد، برقم 18001، والطبراني، 22/ 148، برقم 403، والدارمي، 2/ 320، برقم 2533، وأبو يعلى، 3/ 160، برقم 1586. وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 2881.
(4)
تفسير القرآن العظيم، ص 707.
{أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} أي: حقيق بها، وحريٌّ بها أن لا تطمئنَّ لشيء سوى ذكره؛ فإنه لا شيء ألذ للقلوب، ولا أشهى، ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته)) (1).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((وفي قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} (2) دليل على أنها لا ترجع إليه إلا إذا كانت مطمئنة، فهناك ترجع إليه، وتدخل في عباده، وتدخل جنته، وكان من دعاء بعض السلف:((اللهم هب لي نفسا مطمئنة إليك)) (3).
(1) تيسير الكريم الرحمن، ص 417 - 418.
(2)
سورة الفجر، الآيتان: 27 - 28.
(3)
مدارج السالكين، 2/ 514، والأثر لم أجده إلا في التفسير القيم لابن القيم، 1/ 491.