الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عوف فليصلِّ بالناس، ثم غُشي على عمر رضي الله عنه، فحُمل فأدخلوه بيته، ثم صلَّى بالناس عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فأنكر الناس صوت عبد الرحمن، ولم يزل عمر رضي الله عنه في غشية واحدة، حتى أسفر، فلمَّا أسفر أفاق، فنظر في وجوه مَنْ حوله فقال:((أصلَّى الناس؟)) قالوا: نعم، فقال:((لا إسلام لمن ترك الصلاة))، ثم دعا بوضوء فتوضأ، ثم صلَّى، وجرحه ينزف دماً، ثم أمر بعد صلاته من يسأل عن من قتله؟ فأخبروه أنه طعنه أبو لؤلؤة، فقال عمر رضي الله عنه:((الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجّني عند الله بسجدة سجدها له قط)) (1).
فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حريصاً على صلاة المسلمين، وكان ذلك أعظم عنده من نفسه، فسأل بقول:((أصلى الناس؟))، ثم أقبل على صلاته، ثم بعد أن صلَّى سأل عن من قتله رضي الله عنه؟.
وكان عمر رضي الله عنه قد رأى رجلاً طأطأ رقبته في الصلاة، فقال:
((يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرِّقاب، إنّما الخشوع في القلوب)) (2).
3 - خشوع سعد بن معاذ رضي الله عنه في صلاته
، فقد ذُكِرَ أنه قال: ((فيَّ ثلاث خصال لو كنت في سائر أحوالي أكون فيهن كنت أنا أنا: إذا كنت في الصلاة لا أُحَدِّثُ نفسي بغير ما أنا فيه، وإذا سمعت من
(1) ذكره ابن القيم رحمه الله عن ابن زنجويه بسنده إلى عمر رضي الله عنه، في كتاب الصلاة وحكم تاركها، ص 26. وانظر: مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لابن الجوزي، ص 215 - 216.
(2)
ذكره الإمام الذهبي في كتاب الكبائر دون عزو لكتاب، ص 143، وانظر مدارج السالكين لابن القيم، 1/ 521 - 252.