الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - خشوع الإمام البخاري
رحمه الله (1) في صلاته: قال مسبح بن سعيد: ((كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة (2)، وكان رحمه الله يُصلِّي ذات يوم أو ذات ليلة، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قال: انظروا أي شيء آذاني في صلاتي، فنظروا فإذا الزنبور قد ورّمه في سبعة عشر موضعاً، ولم يقطع صلاته (3). وقد قيل: إن هذه الصلاة كانت التطوع بعد صلاة الظهر، وقيل له بعد أن فرغ من صلاته: كيف لم تخرج من الصلاة أول ما لسعك؟ قال: ((كنت في سورةٍ فأحببت أن أتمَّها)) (4).
وقال مقسم بن سعد: ((كان محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه، فيصلي بهم، ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن، وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليالٍ، وكان يختم في النهار في كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإِفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختمة دعوة مستجابة)) (5).
(1) ولد الإمام البخاري رحمه الله في 13 شوال سنة 194 هـ، وتوفي رحمه الله سنة 256هـ. [انظر: سير أعلام النبلاء، 12/ 391، 468].
(2)
سير أعلام النبلاء، 12/ 439.
(3)
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، 12/ 442، وهدي الساري لابن حجر، ص 480.
(4)
سير أعلام النبلاء للذهبي، 12/ 442.
(5)
هدي الساري لابن حجر، ص 481.
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق: ((
…
كان أبو عبد الله يُصلِّي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة، ويوتر منها بواحدة)) (1).
ومن شعره رحمه الله تعالى:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع
…
فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح رأيت من غير سقم
…
ذهبت نفسه الصحيحة فلتة (2)
وقد قيل: إنه لما ألَّف الصحيح كان يُصلِّي ركعتين عند كل ترجمة (3)، يعني يستخير الله في وضعها وعدمه.
(1) المرجع السابق ص 481، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي، 1/ 75، وسير أعلام النبلاء للذهبي، 12/ 441.
(2)
ذكره ابن حجر في هدي الساري، ص 481، وعزاه إلى الحاكم في تاريخه.
(3)
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، 12/ 443، وهدي الساري لابن حجر، ص 489.