المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثانيا: فهم وتدبر معاني دعاء الاستفتاح في الصلاة - الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: مفهوم الخشوع: لغة وشرعاً

- ‌أولاً: الخشوع لغة:

- ‌ثانياً: الخشوع اصطلاحاً:

- ‌المبحث الثاني: الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق

- ‌المبحث الثالث: الخشوع لله في الصلاة علم نافع وعمل صالح

- ‌المبحث الرابع: فضائل الخشوع لله تعالى في الصلاة:

- ‌1 - من فرَّغ قلبه لله تعالى في صلاته انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه

- ‌2 - من صلى ركعتين لا يُحَدِّث فيهما نفسَه غفر الله له ما تقدم من ذنبه

- ‌3 - من صلَّى صلاةً مكتوبةً فأحسن خشوعها كانت كفّارةً

- ‌4 - من صَلَّى ركعتين مقبلاً عليهما بقلبه ووجهه وجبت له الجنة

- ‌5 - الفوز والنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة للخاشعين

- ‌6 - المغفرة والأجر العظيم للخاشعين

- ‌7 - الخاشعون والخاضعون لله مُبشَّرون بكل خير في الدنيا والآخرة

- ‌8 - الخشوع والتواضع لله من أعظم أسباب دخول الجنة

- ‌10 - أفضل الناس أخشعهم لله تعالى

- ‌11 - مَنْ أتمَّ الصَّلوات الخمس بخشوع كان له على الله عهد أن يغفر له

- ‌12 - مدح الله تعالى الخاشعين في طاعته ووصفه لهم بالعلم

- ‌المبحث الخامس: الفرق بين الخشوع والوجل والقنوت والسكينة والإخبات والطمأنينة

- ‌1 - الخشوع:

- ‌2 - الوجل:

- ‌3 - القنوت:

- ‌4 - السكينة:

- ‌5 - الإخبات:

- ‌6 - الطمأنينة:

- ‌المبحث السادس: حكم الخشوع في الصلاة

- ‌1 - قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ

- ‌2 - قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*

- ‌3 - مما يدل على وجوب الخشوع في الصلاة:

- ‌4 - ومما يدل على وجوب الخشوع أيضاً:

- ‌5 - ويدل على وجوب الخشوع، حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه

- ‌6 - ومما يدل على وجوب الخشوع في الصلاة قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ

- ‌المبحث السابع: منزلة الخشوع في الصلاة

- ‌المبحث الثامن: حكم الوسواس في الصلاة

- ‌المبحث التاسع: الخشوع في الصلاة من إقامتها

- ‌المبحث العاشر: التحذير من ترك الخشوع في الصلاة

- ‌الأمر الأول: التحذير من نقر الصلاة، وعدم إتمامها:

- ‌الأمر الثاني: التحذير من ترك شيء من أركان الصلاة:

- ‌الأمر الثالث: التحذير من ترك شيء من واجبات الصلاة:

- ‌الأمر الرابع: التحذير من فعل شيء من مبطلات الصلاة التي تفسدها:

- ‌المبحث الحادي عشر: الصلاة بخشوع: قرّةٌ للعين وراحةٌ للقلب

- ‌المبحث الثاني عشر: مشاهد الصلاة الخاشعة التي تقرّ بها العين

- ‌المشهد الأول: الإخلاص:

- ‌المشهد الثاني: مشهد الصدق والنصح:

- ‌المشهد الثالث: مشهد المتابعة والاقتداء:

- ‌المشهد الرابع: مشهد الإحسان: وهو مشهد المراقبة

- ‌المشهد الخامس: مشهد المِنَّةِ:

- ‌المشهد السادس: مشهد التقصير:

- ‌المبحث الثالث عشر: أقسام الناس في الخشوع في الصلاة

- ‌القسم الأول: مرتبة الظالم لنفسه المُفرِّط:

- ‌القسم الثاني: من يحافظ على مواقيتها

- ‌القسم الثالث: من حافظ على حدودها، وأركانها

- ‌القسم الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها، وأركانها

- ‌القسم الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك

- ‌المبحث الرابع عشر: خشوع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته

- ‌أولاً: خشوعه صلى الله عليه وسلم في أفعال الصلاة وأقوالها:

- ‌ثانياً: رقة قلبه صلى الله عليه وسلم وبُكاؤه في الصلاة، وفي مواطن كثيرة:

- ‌1 - بكاؤه من خشية الله في صلاة الليل

- ‌2 - بكاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة من خشية الله تعالى

- ‌3 - بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند سماع القرآن

- ‌4 - بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند فقد الأحبة

- ‌5 - بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاة إحدى بناته

- ‌6 - بكى صلى الله عليه وسلم عند موت ابنة له أيضاً

- ‌7 - بكى صلى الله عليه وسلم عند وفاة أحد أحفاده

- ‌8 - بكى النبي صلى الله عليه وسلم عند موت عثمان بن مظعون

- ‌9 - بكى صلى الله عليه وسلم على شهداء مؤتة

- ‌10 - بكى عند زيارة قبر أمه

- ‌11 - بكى صلى الله عليه وسلم عند سعد بن عبادة وهو مريض

- ‌12 - بكى صلى الله عليه وسلم عند القبر

- ‌13 - بكى صلى الله عليه وسلم في ليلة بدر وهو يصلي يناجي ربه

- ‌14 - بكى صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف

- ‌15 - بكى صلى الله عليه وسلم لقبوله الفداء في أسرى معركة بدر

- ‌16 - بكى النبيُّ صلى الله عليه وسلم شفقة على أمته

- ‌المبحث الخامس عشر: خشوع الصحابة رضي الله عنهم في صلاتهم

- ‌1 - خشوع أبي بكر رضي الله عنه في صلاته

- ‌2 - خشوع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاته

- ‌3 - خشوع سعد بن معاذ رضي الله عنه في صلاته

- ‌4 - خشوع عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في صلاته

- ‌المبحث السادس عشر: خشوع التابعين ومن بعدهم

- ‌1 - خشوع عروة بن الزبير في صلاته

- ‌2 - خشوع عامر بن عبد الله بن قيس

- ‌3 - خشوع علي بن الحسين

- ‌4 - خشوع مسلم بن يسار

- ‌5 - خشوع حاتم الأصم

- ‌6 - قال الحسن رحمه الله تعالى:

- ‌8 - خشوع الإمام البخاري

- ‌المبحث السابع عشر: الخشوع في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها

- ‌النوع الأول: تأثير القرآن في القلوب والنفوس كما جاء في القرآن الكريم

- ‌1 - تأثيره على علماء أهل الكتاب وغيرهم من أهل العقول

- ‌2 - الذين أوتوا العلم من قبله يتأثَّرون به

- ‌3 - الذين أنعم الله عليهم إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرُّوا سُجَّداً وبُكِيّاُ:

- ‌4 - من علامات الإيمان التأثر بالقرآن وزيادة الإيمان

- ‌5 - المُؤمنون الصادقون في إيمانهم، الخائفون من ربهم تقشَعِرُّ جلودهم عند قراءة القرآن

- ‌6 - الصادقون مع الله تخشع قلوبهم لذكر الله

- ‌النوع الثاني: تأثير القرآن في القلوب والنفوس كما جاء ذلك في سنة النبي

- ‌النوع الثالث: تأثير القرآن الكريم على القلوب والأرواح والنفوس

- ‌المبحث الثامن عشر: درجات الخشوع في الصلاة

- ‌الخشوع الكامل في الصلاة:

- ‌المبحث التاسع عشر: فوائد الخشوع في الصلاة

- ‌أولاً: الخشوع يجعل الصلاة محبوبة يسيرة على المصلي

- ‌ثانياً: الخشوع في الصلاة يجعلها تنهى عن الفحشاء والمنكر:

- ‌ثالثاً: الخشوع الكامل يجلب البكاء من خشية الله تعالى:

- ‌رابعاً: الخشوع في الصلاة يعطي الصلاة معناها الحقيقي

- ‌خامساً: الخشوع في الصلاة يهوِّن الوقوف على العبد يوم القيامة

- ‌سادساً: الخشوع في الصلاة يقرِّب العبد من الله

- ‌سابعاً: الخشوع الكامل يزداد به الإيمان

- ‌ثامناً: الخشوع في الصلاة يزيل الهمَّ عن القلب، ويشرح الصدر

- ‌تاسعاً: الخشوع في الصلاة يزيد المسلم حُبَّاً في الصلاة

- ‌عاشراً: الخشوع يفتح للعبد أبواب الفقه، والاستفادة من كلام الله تعالى

- ‌الحادي عشر: الخشوع يفتح أبواب الدعاء للعبد، فيدعو الله ويتضرَّع إليه

- ‌الثاني عشر: الخشوع في الصلاة يجعلها شفاءً من عامة الأوجاع

- ‌المبحث العشرون: الخشوع يثمر التلذذ بطعم الصلاة

- ‌والتلذذ بالصلاة يكون بأمرين:

- ‌الأمر الأول: المبادرة والتبكير برغبةٍ ولذَّةٍ إلى الصلاة:

- ‌الأمر الثاني: إطالة الصلاة بتلذُذٍ ورغبة عظيمة:

- ‌المبحث الحادي والعشرون: الأسباب التي تزيل الغفلة وتجلب الخشوع في الصلاة

- ‌السبب الأول: معرفة الله تعالى: بأسمائه، وصفاته، وألوهيَّته، وربوبيَّته

- ‌السبب الثاني: علاج قسوة القلب

- ‌وَأَمْرَاضُ الْقُلُوبِ نَوْعَانِ:

- ‌وَعِلَاجُ الْقَلْبِ يَكُونُ بِأُمُورٍ أَرْبَعَةٍ:

- ‌الأَمْرُ الأَوَّلُ: بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ

- ‌الأَمْرُ الثَّانِي: الْقَلْبُ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثَةِ أُمُورً:

- ‌الأَمْرُ الثَّالِثُ: عِلَاجُ مَرَضِ الْقَلْبِ مِنِ اسْتِيلاءِ النَّفْسِ عَلَيْهِ:

- ‌النَّوْعُ الأَوَّلُ: قَبْلَ الْعَمَلِ، وَلَهُ أَرْبَعُ مَقَامَاتً:

- ‌النَّوْعُ الثَّانِي: بَعْدَ الْعَمَلِ وَهُو ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:

- ‌الأمْرُ الرَّابِعُ: عِلاجُ مَرَضِ الْقَلْبِ مِنِ اسْتِيلَاءِ الشَّيْطَانِ عَلَيْهِ:

- ‌السبب الثالث: الابتعاد عن الوسوسة

- ‌ أسباب الوسوسة:

- ‌ مظاهر الوسوسة عند الموسوسين:

- ‌وعلاج الوسوسة على النحو الآتي:

- ‌السبب الرابع: متابعة المؤذن من الأمور التي تجلب الخشوع في الصلاة:

- ‌السبب الخامس: العمل بآداب المشي إلى الصلاة من أعظم ما يجلب الخشوع:

- ‌السبب السادس: عدم الالتفات لغير حاجة

- ‌السبب السابع: عدم رفع البصر إلى السماء

- ‌السبب الثامن: عدم افتراش الذراعين في السجود

- ‌السبب التاسع: عدم التخصر

- ‌السبب العاشر: عدم النظر إلى ما يُلهي ويُشغل

- ‌السبب الحادي عشر: عدم الصلاة إلى ما يشغل ويُلهي

- ‌السبب الثاني عشر: عدم الإقعاء المذموم

- ‌السبب الثالث عشر: عدم عبث المصلي بجوارحه

- ‌السبب الرابع عشر: عدم تشبيك الأصابع، وفرقعتها في الصلاة

- ‌السبب الخامس عشر: عدم الصلاة بحضرة الطعام

- ‌السبب السادس عشر: عدم مدافعة الأخبثين [البول والغائط]

- ‌السبب السابع عشر: عدم بصاق المصلي أمامه أو عن يمينه في الصلاة

- ‌السبب الثامن عشر: عدم كف الشعر أو الثوب في الصلاة

- ‌السبب التاسع عشر: عدم عقص الرأس في الصلاة

- ‌السبب العشرون: عدم تغطية الفم في الصلاة

- ‌السبب الحادي والعشرون: عدم السدل في الصلاة

- ‌السبب الثاني والعشرون: عدم تخصيص مكان من المسجد للصلاة فيه

- ‌السبب الثالث والعشرون: عدم الاعتماد على اليد في الجلوس في الصلاة

- ‌السبب الرابع والعشرون: عدم التثاؤب في الصلاة

- ‌السبب الخامس والعشرون: عدم الركوع قبل أن يصل إلى الصف

- ‌السبب السادس والعشرون: عدم الصلاة في المسجد لمن أكل البصل والثوم أو الكراث

- ‌السبب السابع والعشرون: عدم صلاة النفل عند مغالبة النوم

- ‌السبب الثامن والعشرون: الصلاة إلى سترة والدنوِّ منها:

- ‌السبب التاسع والعشرون: وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر:

- ‌السبب الثلاثون: الإشارة بالسبابة وتحريكها في الدعاء في التشهد:

- ‌السبب الحادي والثلاثون: النظر إلى موضع السجود، وإلى السبابة:

- ‌السبب الثاني والثلاثون: العلم بأنه يدعو الله ويخاطبه وأن الله يرَدّ عليه ويُجيبه:

- ‌السبب الثالث والثلاثون: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:

- ‌السبب الرابع والثلاثون: تدبّر القرآن في الصلاة يجلب الخشوع:

- ‌النوع الأول: حض القرآن الكريم على التدبر:

- ‌النوع الثاني: حض النبي صلى الله عليه وسلم على تدبر القرآن:

- ‌النوع الثالث: حث الصحابة رضي الله عنهم على تدبر القرآن:

- ‌النوع الرابع: حث العلماء على تدبر القرآن وتعظيمهم لذلك:

- ‌السبب الخامس والثلاثون: تحسين القراءة بالقرآن وترتيله:

- ‌أولاً: يُحسِّن صوته بقراءة القرآن الكريم، ويترنَّم به

- ‌ثانياً: يُرتِّل القرآن ترتيلاً

- ‌ثالثاً: إذا مرَّ بآية رحمة سأل الله من فضله

- ‌رابعاً: يجهر بالقرآن ما لم يتأذَّ أحد بصوته:

- ‌النوع الأول: استحباب الجهر برفع الصوت بالقرآن:

- ‌النوع الثاني: الجهر بالقراءة وإخفاؤها:

- ‌السبب السادس والثلاثون: سجود التلاوة في الصلاة:

- ‌السبب السابع والثلاثون: المحافظة على سنن الصلاة: القولية والفعلية:

- ‌السبب الثامن والثلاثون: ذكر الموت في الصلاة:

- ‌السبب التاسع والثلاثون: الحذر من الغفلة:

- ‌السبب الأربعون: الاستجابة لله ولرسوله مع العلم أن الله يحول بين المرء وقلبه:

- ‌السبب الحادي والأربعون: سؤال الله تعالى الخشوع في الصلاة:

- ‌السبب الثاني والأربعون: العلم بأن العبد ليس له من صلاته إلا ما عقل منها:

- ‌السبب الثالث والأربعون: معرفة خشوع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته:

- ‌السبب الرابع والأربعون: معرفة خشوع الصحابة والتابعين وأتباعهم رحمهم الله:

- ‌السبب الخامس والأربعون: العلم بما ثبت في التحذير من ترك الخشوع، وما ثبت من الترغيب في الخشوع:

- ‌أولاً: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: إخباره بأن أشدّ الناس سرقة الذي يسرق صلاته

- ‌ثانياً: الخشوع في الصلاة له فضائل عظيمة

- ‌السبب السادس والأربعون: فهمُ وتدبُّر معاني أفعال الصلاة يجلب الخشوع فيها:

- ‌أولاً: فهم وَتّدّبُّر معنى القيام في الصلاة

- ‌ثانياً: فهم وتدبر معنى رفع الأيدي في الصلاة

- ‌ثالثاً: فهم وتدبّر معنى وضع اليدين على الصدر

- ‌رابعاً: فهم وتدبّر معنى الركوع

- ‌خامساً: فهم وتدبّر معنى السجود

- ‌السبب السابع والأربعون: فهم وتدبُّر معاني أقوال الصلاة:

- ‌أولاً: فهم وتدبّر معنى تكبيرة الإحرام: الله أكبر:

- ‌ثانياً: فهم وتدبُّر معاني دعاء الاستفتاح في الصلاة

- ‌ثالثاً: فهم وتدبّر معاني الاستعاذة:

- ‌رابعاً: فهم وتدبُّر معنى البسملة:

- ‌خامساً: فهم وتدبُّر معاني الفاتحة أُمّ القرآن:

- ‌سادساً: فَهْمُ وتدبُّر معاني أذكار الركوع:

- ‌سابعاً: فَهْمُ وَتدبُّر معاني أذكار الرفع من الركوع:

- ‌ثامناً: فَهْمُ وَتدبُّر معاني أذكار السجود:

- ‌تاسعاً: فَهْمُ وتدبُّر معاني الأذكار في الجلسة بين السجدتين:

- ‌عاشراً: فهم وتدبُّر أذكار سجود التلاوة:

- ‌الحادي عشر: فهم وتدبر معاني التشهد:

- ‌الثاني عشر: فهم وتدبر معاني الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الثالث عشر: فهم وتدبُّر معاني الاستعاذة والدعاء قبل السلام من الصلاة:

- ‌الرابع عشر: فهم وتدبر معاني الأذكار بعد السلام من الصلاة

- ‌السبب التاسع والأربعون: الاجتهاد في الدعاء في مواضعه في الصلاة:

- ‌السبب الخمسون: إحسان الطهور وإكماله:

- ‌السبب الحادي والخمسون: المحافظة على صفة الصلاة الكاملة الخاشعة من كل وجه:

- ‌السبب الثاني والخمسون: المحافظة على الأذكار أدبار الصلوات المفروضة:

- ‌السبب الثالث والخمسون: المحافظة على السنن الرواتب قبل الفريضة وبعدها:

الفصل: ‌ثانيا: فهم وتدبر معاني دعاء الاستفتاح في الصلاة

- صلى الله عليه وسلم: ((وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فَي الصَّلَاةِ)) (1).

فإذا استشعر العبد بقلبه أن الله أكبر من كلِّ ما يخطر بالبال استحيا منه أن يُشغل قلبه في الصلاة بغيره، فلا يكون موفياً لمعنى ((الله أكبر))، ولا مؤدِّياً لحق هذا اللفظ، فقبيح بالمُصلِّي أن يقول بلسانه:((الله أكبر))، وقد امتلأ قلبه بغير الله، فلو قضى حق هذا اللفظ لدخل وانصرف بأنواع التحف والخيرات (2).

‌ثانياً: فهم وتدبُّر معاني دعاء الاستفتاح في الصلاة

1 -

((سبحانك اللهم وبحمدك (3)، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إلهَ غيرُك)) (4).

(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، 3/ 285، برقم 14037، والنسائي في سننه، كتاب عشرة النساء، باب حب النساء، 7/ 61، برقم 3940، من حديث أنس رضي الله عنه.

(2)

انظر: حاشية الروض المربع، 2/ 11.

(3)

سبحانك اللهم وبحمدك: أي سبحانك اللهم وبحمدك سبحتك، والجد هنا: العظمة))، شرح النووي،4/ 355، وقيل: أسبحك حال كوني متلبساً بحمدك. انظر: سبل السلام للصنعاني،2/ 224، وسمعت شيخنا ابن باز يقول أثناء تقريره على الروض المربع، 2/ 22:((يعني بحمدي لك، وثنائي عليك سبحتك: أي نزَّهْتك)).

(4)

مسلم، كتاب الصلاة، باب حجة من قال: لا يجهر بالبسملة، برقم 399، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف، برقم 2555 - 2557،وابن أبي شيبة،1/ 230، 2/ 536، وابن خزيمة، برقم 471، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي،1/ 235.قال ابن تيمية:((وقد ثبت عن عمر بن الخطاب أنه كان يجهر بـ ((سبحانك اللهم وبحمدك .. )) ويعلمه الناس، فلولا أن هذا من السنن المشروعة لم يكن يفعله .. ويقرّه المسلمون عليه)).انظر: قاعدة في أنواع الاستفتاح، ص31، وزاد المعاد لابن القيم،1/ 202 - 206.واختار الإمام أحمد الاستفتاح بحديث عمر؛ لعشرة أوجه ذكرها ابن القيم في زاد المعاد،1/ 205.وسمعت سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله أثناء تقريره على الروض المربع،2/ 23 يقول:((وهو حديث ثابت من طرق عن جماعة من الصحابة)) قلت: جاءت روايات أن أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعائشة، وأنساً، وأبا سعيد، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم رووه، واستفتح به عمر وأبو بكر وعثمان. انظر: المنتقى لأبي البركات عبد السلام بن تيمية مع نيل الأوطار،1/ 756.

ص: 272

قوله: ((سبحانك اللهم)) تنزيه، ((وبحمدك)) إثبات؛ فهذه الجملة تتضمن التنزيه، والإثبات، ومعناها: تنزيهاً لك يا رب عن النقص في صفات الكمال: كالعلم، والحياة، وعن صفات النقص المجردة عن الكمال: كالعجز، والظلم، وعن مماثلة المخلوقات

و ((اللهم)) أصله يا الله، لكن حُذفت ياء النداء، وعُوّض عنها الميم، وبقيت ((الله))، وإنما حُذفت الـ ((يا)) لكثرة الاستعمال، وعوض عنها الميم للدلالة عليها، وأخرت بعد لفظ الجلالة تيمناً، وتبركاً بالابتداء باسم الله، واختير حرف الميم دون غيره من الحروف للدلالة على الجمع، كأن الداعي يجمع قلبه على ربه عز وجل، وعلى ما يريد أن يدعوه به (1).

والحمد: هو وصف المحمود بالكمال مع محبته وتعظيمه: الكمال الذاتي، والكمال الفعلي، فالله سبحانه وتعالى، كامل في ذاته، ومن لازم ذلك أن يكون كاملاً في صفاته، وكذلك في فعله، ففعله جل وعلا دائر بين العدل والإحسان، لا يمكن أن يظلم، إما أن يعامل عباده بالعدل، وإما أن يعاملهم بالإحسان، فالمسيء يعامله بالعدل {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} (2)، والمحسن يعامله بالفضل: {مَنْ جَاءَ

(1) انظر: الشرح الممتع لابن عثيمين، 3/ 227.

(2)

سورة الشورى، الآية:40.

ص: 273

بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (1)، ومن كان فعله دائراً بين هذين الأمرين: العدل والفضل، فلا شك أنه محمود على أفعاله، كما هو محمود على صفاته.

والواو هنا ((وبحمدك)) تفيد معنى المعية، يعني: نزهتك تنزيهاً مقروناً بالحمد.

قوله: ((وتبارك اسمك)) أي: كَمُلَ، وتَعَاظَمَ، وَتَقَدَّسَ، وكثرت بركته في السموات والأرض، وإذا كان اسم المسمّى بركة، فالمسمّى أعظم بركة وأولى، وجاء بناؤها على السعة والمبالغة، فدل على كمال بركتها وعظمتها وسعتها، ولا يقال إلا له سبحانه وتعالى؛ فإن ((تبارك)) من باب ((مَجَدَ))، والمجد كثرة صفات الجلال والكمال والسعة، والفضل، فاسم الله نفسه كله بركة، ومثاله: إذا سمَّيت على الطعام لم يشاركك الشيطان فيه، وإن لم تسمِّ شاركك، ولو ذبحت ذبيحة بدون تسمية لكانت ميتة نجسة حراماً، ولو سمَّيت الله عليها لكانت ذكية طيبة حلالاً، وكل أمر لا يُبدأ ببسم الله فهو أبتر.

قوله: ((وتعالى جدك)) تعالى: أي: ارتفع ارتفاعاً معنوياً، والجَدُّ: العظمة، والمعنى: علت عظمتك وارتفعت بحيث لا يساويها أي عظمة من عظمة المخلوق.

((ولا إله غيرك)) هذه كلمة التوحيد التي أُرسل بها جميع الرسل عليهم السلام، ومعناها: لا معبود حق إلا الله، فيكون توحيده سبحانه بالألوهية مبنياً على كماله، فالسابق كالسبب الذي بُني عليه اللاحق، يعني أنه لكمال

(1) سورة الأنعام، الآية:160.

ص: 274

صفاتك لا معبود حق إلا أنت (1).

2 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كبر في الصلاة سكت هُنيَّة (2) قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! أرأيتَ سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: ((أقول: اللهم باعِدْ بيني وبين خَطايايَ كما باعَدْتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نَقِّني من خَطايايَ كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنس، اللهم اغْسلْني من خَطايايَ بالثلج والماء والبَرَدِ)) (3).

قوله: ((اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب)): المباعدة بين المشرق والمغرب هي غاية ما يبالغ فيه الناس، والغرض من هذا التشبيه امتناع الاقتراب من الذنوب كامتناع اقتراب المشرق من المغرب، والمعنى: باعد بيني وبين فعل الخطايا بحيث لا أفعلها، وباعد بيني وبين عقوبتها إن فعلتها.

قوله: ((اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس)) المراد الخطايا والذنوب التي فعلها فينقَّى منها، وهذا التشبيه لقوَّة التَّنقية، أي: اللهم طهرني من خطاياي طهارة كاملة، وأزلها عني كما يُطهَّر الثوب الأبيض من الوسخ، ووقع التشبيه بالثوب الأبيض؛ لأن ظهور النقاء فيه أشد وأكمل لصفائه، بخلاف

(1) انظر: الشرح الممتع، 3/ 54 - 60، والمنهل العذب المورود وشرح سنن أبي داود، 5/ 187.

(2)

هنيَّة: أي وقت لطيف قصير، أو ساعة لطيفة. فتح الباري لابن حجر، مقدمة فتح الباري، ص202.

(3)

متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التكبير، برقم 743، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، برقم 598.

ص: 275

غيره من الألوان، وبعد التنقية قال:((اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد))، وفي لفظ:((اللهم اغسلني من خطاياي: بالثلج، والماء، والبرد)) أي طهرني من خطاياي بأنواع مغفرتك التي هي تمحيص الذنوب بمثابة هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأوساخ، وذكر أنواع المطهِّرات المُنَزَّلة من السماء التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة إلا بأحدها تبياناً لأنواع المغفرة التي لا يتخلص من الذنوب إلا بها، فبان أن المراد بالمباعدة أي: أن لا أفعل الخطايا، ثم إن فعلتها فنقني منها، ثم أزل آثارها بزيادة التطهير بالماء والثلج والبرد، وكأنه جعل الخطايا بمنزلة جهنم لكونها مسببة عنها، فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل، وبالغ فيه باستعمال المبردات، ترقياً عن الماء إلى أبرد منه (1).

3 -

((الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه)) (2).

((الحمد)) هو الوصف بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم، والألف واللام في ((الحمد)) لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى.

((طيباً)) أي: خالصاً لوجهه تعالى. ((مباركا فيه)) أي: كثير الخير،

(1) انظر: المنهل العذب، 5/ 194، 195.

(2)

مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، برقم 600، ولفظه: عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس، فقال:((الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( .. لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها)) مسلم، برقم 600 ..

ص: 276

يعني كثيراً غاية الكثرة (1).

4 -

((الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً)) (2).

قوله: ((الله أكبر كبيراً)) أي: الله تعالى أكبر من كل شيء في ذاته وأسمائه وصفاته، و ((كبيراً)) أي: أكبر كبيراً، أو تكبيراً كبيراً.

قوله: ((والحمد لله كثيراً)) أي حمداً كثيراً.

قوله: ((وسبحان الله بكرة وأصيلاً)) أي أوَّل النهار وآخره، وخص هذين الوقتين بالذكر لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيهما، أو لتنزيه الله تعالى عن التغير في أوقات تغير الكون (3).

5 -

((اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) (4).

قوله: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل)) خصَّ هؤلاء الثلاثة من الملائكة بالذكر تشريفاً لهم وتعظيماً، إذْ بهم تنتظم أمور

(1) انظر: المنهل العذب، 5/ 173.

(2)

مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، برقم 601.ولفظه: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: ((الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( .. عجبت لها فتحت لها أبواب السماء)) مسلم، برقم 601.

(3)

انظر: المنهل العذب، 5/ 174.

(4)

مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم 770.

ص: 277

العباد، فجبرائيل عليه السلام كان موكَّلاً بالوحي وإنزال الكتب السماوية على الأنبياء عليهم السلام، وتعليم الشرائع، وأحكام الدين، وميكائيل عليه السلام موكَّلٌ بجميع القطر والنبات وأرزاق بني آدم وغيرهم، وإسرافيل عليه السلام موكَّلٌ باللوح المحفوظ، وهو الذي ينفخ في الصور.

قوله: ((عالم الغيب والشهادة)) أي: ما غاب عن العباد، وما شاهدوه وظهر لهم.

قوله: ((فيما كانوا فيه يختلفون)): في الدنيا من أمر دينهم، فتعذب العاصي إن شئت، وتثيب الطائعين.

قوله: ((اهدني لما اختُلِف فيه من الحق)) أي: دلني على الحق الذي اختلفوا فيه، ولم يقبلوه.

قوله: ((بإذنك)) أي: بإرادتك وتوفيقك.

قوله: ((إنك تهدي من تشاء)): هنا إشارة إلى أن الهداية والإضلال ليسا من فعل الإنسان، بل بخلق الله تعالى:{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً} (1).

قوله: ((إلى صراط مستقيم)): أي طريق الحق، وسمي صراطاً؛ لأنه موصل للمقصود، كما أن الطريق الحسي كذلك (2).

6 -

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام

(1) سورة الأنعام، الآية:125.

(2)

انظر: المنهل العذب، 5/ 178.

ص: 278

إلى الصلاة (1) قال: ((وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونُسُكي، ومحياي، ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك، وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك)) (2).

وإن شاء قال ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأنواع الأخرى في الاستفتاح (3).

(1) وفي رواية ابن خزيمة، 1/ 236، برقم 464 بلفظ:((كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبّر ويقول .. )) وقال شعيب وعبد القادر الأرناؤوط في تحقيقهما لزاد المعاد،1/ 203:((وإسناده صحيح)). وزاد ابن حبان هذه الزيادة أيضاً، 5/ 70، برقم 1772، ولفظه:((كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال: وجهت وجهي)). وقال الحافظ ابن حجر في الفتح، 2/ 230:((وهو عند مسلم من حديث علي لكنه قيّده بصلاة الليل، وأخرجه الشافعي [في المسند 1/ 72 - 73]، وابن خزيمة، وغيرهما بلفظ: ((إذا صلى المكتوبة واعتمده الشافعي في الأم)) ا. هـ وتعقب الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله كلام ابن حجر في نقله أن مسلماً قيَّده بصلاة الليل فقال: ((هذا وهْمٌ من الشارح رحمه الله، وليس في رواية مسلم تقييده بصلاة الليل فتنبه، والله أعلم)) الفتح،2/ 230. وقال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام،2/ 223 على كلام ابن حجر رحمه الله: ((لم نجد في مسلم هذا الذي ذكره المصنف من أنه كان يقوله في صلاة الليل، وإنما ساق حديث علي رضي الله عنه هذا في قيام الليل)).

(2)

مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالليل، برقم 771.

(3)

وذكر ابن تيمية رحمه الله في كتاب: ((قاعدة في أنواع الاستفتاح)) ص31: ((أن الاستفتاح لا يختص بـ ((سبحانك اللهم))، و ((وجهت وجهي)) وغيرهما؛ بل يستفتح بكل ما روي، لكن فضل بعض الأنواع على بعض يكون بدليل آخر)).وسمعت الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله أثناء شرحه لبلوغ المرام لابن حجر على الحديث رقم 287 يقول:((وواحد من أدعية الاستفتاح يكفي، ولا يجمع بين دعاءين، وما صح في صلاة النافلة يصح في الفريضة، لكن ما كان فيه طول فالأولى أن يكون في صلاة الليل)).

ص: 279

قوله: ((وجهت وجهي)) أي توجَّهْتُ بذاتي، وأخلصت عبادتي لله تعالى، فالمراد بالوجه هنا الذات، ويحتمل أن يراد بوجه الإنسان هنا القلب: أي وجهت قلبي لعبادة الله تعالى، ويؤخذ منه أنه ينبغي للمصلي عند قراءة هذا الدعاء أن يكون على غاية من الحضور والإخلاص، وإلا كان كاذباً، وأقبح الكذب ما يكون والإنسان واقف بين يدي من لا تخفى عليه خافية.

قوله: ((للذي فطر السموات والأرض)) أي خلقهما وأوجدهما على غير مثال سابق، والمراد بالسموات ما علا فيشمل العرش، وبالأرض ما سفل، فيشمل ما تحتها، والعلم عند الله تعالى، وقدم السموات؛ لأنها أشرف من الأرض؛ لكونها مسكن الملائكة المطهرين لا غير، والأرض وإن كان فيها الأنبياء لكنها احتوت على المفسدين، وجمع السموات لاختلاف أجناسها، وأفرد الأرض وهي سبع أرضين؛ لأنها من جنس واحد.

قوله: ((حنيفاً مسلماً

)) أي وجهت وجهي حال كوني مائلاً عن كل دين باطل إلى دين الحق ثابتاً عليه، منقاداً مطيعاً لأمره تعالى ومجتنباً لنهيه، وما أنا من المشركين: أي الكافرين، فيشمل عبداً لوثن وغيره.

قوله: ((إن صلاتي ونسكي)) أي عباداتي من حج وغيره، فعطف

ص: 280

النسك على الصلاة من عطف العام على الخاص [ويدخل في النسك: الذبح].

قوله: ((ومحياي ومماتي

)) أي حياتي، وموتي وما آتيه في حياتي، وأحوز عليه من الإيمان والعمل الصالح، ((لله رب العالمين)) خالصاً لوجهه عز وجل.

قوله: ((لا شريك له)) أي: في ذاته، وصفاته، وأسمائه، وربوبيته وألوهيته.

قوله: ((وبذلك أمرت وأنا من المسلمين)) أي بالتوحيد الكامل، والطاعات الخالصة، أمرت وأنا من المنقادين المستسلمين، المطيعين لله تعالى، ولا فرق بين الرجل والمرأة في هذا الدعاء، وكل ما ورد من الأذكار والأدعية.

قوله: ((اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت)) أي المتصرف في جميع المخلوقات بدون معارض، وأنت مربّيني على موائد كرمك، وهو تخصيص بعد تعميم.

قوله: ((ظلمت نفسي)) اعتراف بالتقصير، وبما يوجب نقص حظ النفس من ملابسة المعاصي، أما بالنسبة لنا فظاهر، وأما بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم فهو من باب: حسنات الأبرار سيئات المقربين، أو قال ذلك تواضعاً وتعليماً للأمة، وقدمه على سؤال المغفرة تأدباً كما وقع لآدم وحواء في قوله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا

ص: 281

وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (1).

قوله: ((إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) وهذا بمنزلة التعليل لطلب المغفرة، فكأنه قال: اغفر لي ذنوبي؛ لأن مغفرة الذنوب بيدك لا يتولاها غيرك، ولا يقدر عليها أحد إلا أنت.

قوله: ((واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت

)) أي أرشدني لأكمل الأخلاق، ووفقني للتحلّي بها.

قوله: ((واصرف عني سيئها)) أي: أبعد عني قبيح الأخلاق.

قوله: ((لبيك وسعديك)) أي: أجيبك إجابة بعد إجابة، وأسعد بإقامتي على طاعتك، وإجابتي لدعوتك سعادة بعد سعادة.

قوله: ((والخير كله بيديك)) أي: جميع الخير حسياًّ ومعنوياً بيدي الله تعالى.

قوله: ((والشر ليس إليك)) أي: لا يتقرّب به إليك، ولا يضاف إليك، وهذا تأدُّباً، بل يضاف إلى من فعله، والله تعالى هو خالق كل شيء، ولكن لا يأتي منه إلا الخير؛ لأن الشر يضاف إلى المفعولات، وخلق الله تعالى ذلك لا يأتي إلا بخير.

قوله: ((أنا بك وإليك)) أي: أستعين بك، وألتجئ إليك، أو بك وُجدت، وإليك ينتهي أمري.

وقوله: ((تباركت وتعاليت)) أي: تكاثر خيرك، وتزايد برُّك، وتنزَّهت عن النقائص، واتصفت بالكمالات المطلقة.

(1) سورة الأعراف الآية 23.

ص: 282

قوله: ((أستغفرك وأتوب إليك)) أي أطلب منك المغفرة لما مضى، وأرجع عن فعل الذنب فيما بقي متوجِّهاً إليك بالتوفيق والثبات إلى الممات (1).

7 -

((اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ (2) أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَنْ فيهنَّ، [وَلَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنّ]، [وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنّ][وَلَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ][وَلَكَ الحَمْدُ][أنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ][اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آَمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وإليْكَ حَاكَمْتُ. فاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، ومَا أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ، ومَا أعْلَنْتُ][أنْتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤَخِّرُ لا إلَهَ إلَاّ أنْتَ][أنْتَ إلَهِي لَا إِلَهَ إلَاّ أنْتَ])) (3). (4).

(1) انظر: المنهل العذب المورود، شرح سنن أبي داود، للسبكي، 5/ 168 - 170. والعلم الهيب، للعيني، ص265 - 268، وشرح حصن المسلم بتصحيح المؤلف، ص88 - 90.

(2)

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل يتهجد.

(3)

البخاري مع الفتح، أبواب التهجد، باب التهجد من الليل، 3/ 3، و11/ 116، و13/ 371، 423، 465، برقم 1120، ومسلم، مختصراً بنحوه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، 1/ 532، برقم 769.

(4)

وهناك نوع آخر من أنواع الاستفتاح، ولفظه: عن عاصم بن حميد قال: سألت عائشة رضي الله عنها بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل؟ قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحدٌ قبلك، كان إذا قام:((كبّر عشراً، وحمد عشراً، وسبَّح عشراً، وهلَّل عشراً، واستغفر عشراً، وقال: اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني، وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة)) .. أبو داود، برقم 766، والنسائي، برقم 1617، وأحمد، 6/ 143، وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ص89، وصحيح سنن أبي داود، 1/ 146.

ص: 283

قوله: ((أنت نور السموات والأرض)) أي: أنَّ كل شيء استنار منها واستضاء فبقدرتك، وأضاف النور إلى السموات والأرض للدلالة على سعة إشراقه، وفشو ضيائه، وعلى هذا فسر قوله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} (1).

وقد ثبت أن الله تعالى سمى نفسه: ((نور السموات والأرض)) بالكتاب والسنة، وقد ورد في الكتاب على صيغة الإضافة، وفي الحديث الصحيح (2) الذي جاء عن أبي ذر رضي الله عنه من غير إضافة، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم:((نور أنَّى أراه)) حين سأله أبو ذر رضي الله عنه: ((هل رأيت ربك؟)).

قوله صلى الله عليه وسلم: ((نور أنَّى أراه)) معناه: حجابه نور، فكيف أراه، وقد فسر ذلك الحديث الآخر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:((إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور))، وفي رواية:((النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)) (3). فاسم النور بدون إضافة يحتاج إلى دليل، أما القرآن فقد جاء مضافاً {نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} .

(1) سورة النور، الآية:35.

(2)

رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله عليه السلام: نور أنى أراه، وفي قوله: رأيت نوراً، برقم 178.

(3)

رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله عليه السلام: نور أنى أراه، وفي قوله: رأيت نوراً، برقم 179.

ص: 284

وسألت شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى: هل من أسماء الله النور؟ فقال: {نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} .

قوله: ((أنت قيم السموات والأرض)) أي: الذي يقوم بحفظها ومراعاتها، وحفظ من أحاطت به، واشتملت عليه، يؤتي كل شيء ما به قوامه، ويقوم على كل شيء من خلقه مما يراه من تدبيره.

قوله: ((أنت رب السموات والأرض)) أي: أنت مالك السماوات والأرض ((ومن فيهن)) والرب يأتي بمعنى المالك والسيد والمطاع والمصلح.

قوله: ((أنت الحق)) الحق اسم من أسماء الله - تعالى -؛ ومعناه: الموجود حقيقة، المتحقق وجوده وإلاهيته.

قوله: ((ووعدك الحق)) أي: الثابت غير الباطل؛ قال الله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} (1).

قوله: ((وقولك الحق)) أي: غير كذب، بل هو صدق حقاً وجزماً.

قوله: ((ولقاؤك الحق)) أي: واقع كائن لا محالة.

ولقاء الله تعالى حق لا شك فيه، على الوجه اللائق بالله تعالى، من غير تعطيل، ولا تحريف، ولا تكييف، ولا تمثيل، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (2).

(1) سورة آل عمران، الآية:9.

(2)

سورة الشورى، الآية:11.

ص: 285

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخلف بما يتضمن المعاينة والمشاهدة بعد السلوك والمسير، وقال: إن لقاء الله يتضمن رؤيته سبحانه وتعالى

كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ} (1) فذكر أنه يكدح إلى الله فيلاقيه، والكدح إليه: يتضمن السلوك والسير إليه، واللقاء يعقبهما

)) (2).

قوله: ((والجنة حق)) أي: موجودة مُعدَّة للمؤمنين.

قوله: ((والنار حق)) موجودة مُعدَّة للكافرين.

قوله: ((والنبيون حق)) أي: حق في أنهم من عند الله - تعالى - وأنهم أنبياء الله تعالى وعبيده.

قوله: ((ومحمد حق)) أي: حق نبوته ورسالته، وأنه عبد الله ورسوله إلى العرب والعجم [والإنس والجن، ولا نبي بعده]، وإنما أفرد نفسه بالذكر، وإن كان داخلاً في النبيين، تنبيهاً على شرفه وفضله.

قوله: ((والساعة حق)) أي: واقعة كائنة لا محالة، والمراد من الساعة هو الحشر والنشر.

قوله: ((اللهم لك أسلمت)) أي: انقدتُ وأطعت.

قوله: ((وبك آمنت)) أي: صدقت بك وبكل ما أخبرت وأمرت ونهيت.

فيه إشارة إلى الفرق بين الإيمان والإسلام.

(1) سورة الانشقاق، الآية:6.

(2)

مجموع الفتاوى، 6/ 461 - 475.

ص: 286