الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصاب السنة (1).
وإن نوَّع بين هذه الصفات الثلاث، فتارة يفعل هذا، وتارة هذا، وتارة هذا، فلا بأس، وهذا يعين على الخشوع في الصلاة، والعلم عند الله تعالى.
ثالثاً: فهم وتدبّر معنى وضع اليدين على الصدر
في حال القيام في الصلاة: اليد اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرُّسغ والساعد، وهذا فيه إظهار الذُّل، والانكسار، والخشوع لله تعالى، وقد ذُكِرَ عن الإمام أحمد رحمه الله أنه سُئل عن المراد بذلك فقال:((هو ذُلٌّ بين يدي عزيز)) (2).
رابعاً: فهم وتدبّر معنى الركوع
؛ فإنه يدل على الذُّل بظاهر الجسد؛ ولهذا كانت العرب تأنف منه ولا تفعله، وقد قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} (3)، وتمام الخضوع في الركوع أن يخضع القلب لله، ويذلَّ له، فيتمّ بذلك خضوع العبد بباطنه وظاهره لله عز وجل (4).
قال العلامة الأصفهاني رحمه الله: ((الركوع: الانحناء، فتارة يستعمل في الهيئة المخصوصة في الصلاة كما هي، وتارة في التواضع والتذلل: إما في العبادة، وإما في غيرها)) (5).
خامساً: فهم وتدبّر معنى السجود
؛ فإنه أعظم ما يظهر فيه ذلّ العبد
(1) انظر: فتح الباري لابن حجر، 2/ 218، وسبل السلام للصنعاني،2/ 217، والشرح الممتع لابن عثيمين،3/ 39.
(2)
الخشوع في الصلاة لابن رجب، ص21.
(3)
سورة المرسلات، الآية:48.
(4)
انظر: الخشوع في الصلاة لابن رجب ص25.
(5)
مفردات ألفاظ القرآن، ص364.
لربِّه تعالى، حيث جعل العبد أشرف أعضائه وأعزّها عليه، وأعلاها عليه، حقيقة أوضع ما يمكنه، فيضعه في التراب مُتعفِّراً، ويتبع ذلك انكسار القلب، وتواضعه، وخشوعه لله عز وجل؛ ولهذا كان جزاء المؤمن إذا فعل ذلك أن يقرِّبه الله عز وجل إليه؛ فإن ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)) (1)، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والسجود أيضاً مما كان يأنفه المشركون المستكبرون عن عبادة الله عز وجل، وكان بعضهم يقول: أكره أن أسجد فتعلوني استي، وبعضهم يأخذ كفاً من حصىً فيرفعه إلى جبهته، ويكتفي بذلك عن السجود، وإبليس إنما طرده الله لمّا استكبر عن السجود، لمن أمره الله بالسجود له (2).
قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: ((السجود: أصله التطامن والتذلّل، وجُعل ذلك عبارة عن التذلّل لله وعبادته.
وهو عام في الإنسان، والحيوان، والجمادات، وذلك ضربان:
سجود باختيار، وليس ذلك إلا للإنسان، وبه يستحق الثواب.
وسجود تسخير وهو: للإنسان، والحيوان، والنبات)) (3).
وسجود التسخير يعم كل شيء {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (4).
(1) مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع أو السجود، برقم 482.
(2)
انظر: الخشوع في الصلاة لابن رجب، ص26.
(3)
مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، ص396.
(4)
سورة النحل، الآية:49.