الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هريرة رضي الله عنه أن رجلاً كان يدعو بإصبعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحِّدْ، أحِّدْ)) (1) وعن سعد قال: مرَّ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو بأصابِعِي، فقال:((أحِّدْ، أحِّدْ)) وأشار بالسبابة (2).
والحكمة في الإشارة بالسباحة إلى أن المعبود سبحانه وتعالى واحد، وينوي بالإشارة التوحيد والإخلاص فيه، فيكون جامعاً في التوحيد بين القول، والفعل، والاعتقاد (3)، فعلى ما تقدم يشير بالسبَّاحة عند ذكر الله يدعو بها (4).
السبب الحادي والثلاثون: النظر إلى موضع السجود، وإلى السبابة:
(1) الترمذي، كتاب الدعوات، بابٌ: حدثنا محمد بن بشار، برقم 3557، وقال:((هذا حديث حسن صحيح غريب)) والنسائي، كتاب السهو، باب النهي عن الإشارة بإصبعين وبأي إصبع يشير، برقم 1272 وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، 1/ 272.
(2)
النسائي، كتاب السهو، باب النهي عن الإشارة بإصبعين وبأي إصبع يشير، برقم 1273، وصححه الألباني، في صحيح سنن النسائي، 1/ 272.
(3)
انظر: نيل الأوطار للشوكاني، 2/ 68، وسبل السلام للصنعاني، 2/ 309.
(4)
اختلف العلماء في معنى كلمة ذكر الله، فقيل: عند ذكر الجلالة، وعلى هذا فإذا قال:((التحيات لله)) يشير ((السلام عليك أيها النبي ورحمة الله)) يشير، ((السلام علينا وعلى عباد الله)) يشير، ((أشهد أن لا إله إلا الله)) يشير، فهذه أربع مرات في التشهد الأول، ((اللهم صلِّ)) يشير، ((اللهم بارك)) يشير، ((أعوذ بالله من عذاب جهنم)) يشير، وقيل: يشير بها عند الدعاء، فكلما دعوت حركت إشارة إلى علو المدعو سبحانه وتعالى، وعلى هذا فإذا قال:((السلام عليك أيها النبي)) يشير؛ لأن السلام خبر بمعنى الدعاء، ((السلام علينا)) يشير، ((اللهم صلّ على محمد)) يشير، ((اللهم بارك على محمد)) يشير، ((أعوذ بالله من عذاب جهنم)) يشير، ((ومن عذاب القبر)) يشير، ((ومن فتنة المحيا والممات)) يشير، ((ومن فتنة المسيح الدجال)) يشير، وكلما دعا يشير. انظر: الشرح الممتع لابن عثيمين،3/ 201 - 202،قلت: والظاهر والله أعلم أنه يشير عند لفظ الجلالة، وعند الضمير الذي يعود عليه، وعند الدعاء إشارة إلى علو المدعو سبحانه.
النظر إلى موضع السجود وإلى السبابة أثناء التشهد يعين على الخشوع في الصلاة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، فالسنة أن ينظر المصلي موضع سجوده، فقد ذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم:((كَانَ إذا صَلّى طَأْطَأَ رَأْسَهُ وَرَمَى بِبَصَرِهِ نحْوَ الأَرْضِ)) (1).
و ((عندما دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَعْبَةَ مَا خَلَّفَ بَصَرُهُ مَوْضِعَ سُجُودِهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا)) (2).
وأما في الجلوس في التشهد فينظر إلى سبابة يده اليمنى، ولا يجاز بصره ذلك؛ لحديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، واليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بالسبابة ولم يجاز بصره إشارته)) (3)؛ ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه وضع يده اليمنى على فخذه، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة، ورمى ببصره إليها، أو نحوها، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع)) (4).
(1) البيهقي في السنن الكبرى، 2/ 283، وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ص80، قال الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص80: ((وللحديث
…
شاهد من حديث عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)).
(2)
الحاكم في المستدرك، 1/ 479. وقال:((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))، وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ص80.
(3)
أحمد بلفظه، 4/ 3، برقم 16100، وابن خزيمة، 1/ 355، برقم 718، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب الإشارة في التشهد، برقم 990، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 276:((حسن صحيح)).
(4)
ابن خزيمة، برقم 719، 1/ 356، وقال المحقق لصحيح ابن خزيمة: محمد مصطفى الأعظمي ((إسناده صحيح)).