الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اسمه عباس
من الطبقة الخامسة من إفريقية:
العباس بن عيسى بن محمد بن عيسى بن العباس أبو الفضل الممسي
وممسى: قرية هناك. كان فقيهاً فاضلاً بها - عابداً. أثنى عليه أهل مصر سمع من موسى القطان والبجلي وجبلة بن حمود وأحمد بن سليمان.
كان يتكلم - في علم مالك - كلاماً عالياً ويفهم علم الوثائق فهماً جيداً ويناظر في الجدل وفي مذاهب أهل النظر - على رسم المتكلمين والفقهاء مناظرة حسنة. وكان لسانه مبيناً وقلمه بليغاً - مع حصافة العقل وذكاء الفهم وكان في المناظرة والفقه أجزل منه في الكلام.
وكان من أهل المروءة والانقباض والصيانة لم يكن في طبقته أفقه منه ولا أصون. وعني بالنظر والخلاف وألف الأجدابي في فضائله.
قال: كان من أهل الحفظ والذكاء والعلم بالوثائق صالحاً قواماً صواماً ورعاً حافظاً للفقه والحجة لمذهب مالك درس كلام القاضي إسماعيل.
وذكره أبو الحسن القابسي وفضله وقال: ما بين محمد بن سحنون وأبي الفضل أشبه بمحمد منه لعلمه وورعه وزهده واجتهاده وكان من العاملين ويقال إن أهل مصر لم يعجبوا ممن ورد عليهم من المغرب إلا من ثلاثة: من ابن طالب أعجب منه أولئك الجلة وموسى القطان فإنه كان من أجل أصحاب سحنون وأبي الفضل الممسي. وقال أبو محمد بن أبي زيد عند قتله -: وددت أن القيروان سبيت ولم يقتل أبو الفضل. وكان يثني عليه جداً.
وألف كتاباً في تحريم الخمر ناقض به كتاب الطحاوي وله كتاب في أصول الأعمال وكتاب في اختصار كتاب محمد بن المواز وسمع في حجته حديثاً كثيراً. سمع بمصر من جعفر بن أحمد بن عبد السلام وأبي بكر الحضرمي وأبي عبيد الله بن الربيع الجيزي وأبي الحسين بن المنتاب بمكة وغيرهم.
أخذ عنه أبو محمد بن أبي زيد ومحمد بن حارث وأبو بكر الزويلي وأبو الأزهر بن مغيث وغيرهم ولما انصرف من رحلته لزم الانقباض والنسك إلى أن مات قتيلاً شهيداً رحمه الله تعالى. وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وهو على حالته من الاجتهاد وكان من أهل النظافة وعلو الهمة والنزاهة - على غاية. وكان له نعل لبيت مائه وآخر لمشيه في داره وآخر يمشي به إلى مصلاه وسلك أبو محمد بن أبي زيد مسلكه في هيئته وهمته وسمته. وحفظ القرآن وهو بن ثمان سنين والموطأ وهو بن خمسة عشر.
وقال محمد ابنه: كان أبي لا يدخل أحد مرحاضه سواه وفيه آنيته وجميع ما يحتاج إليه ومفتاحه معه فيوم قتل سمعنا أنيته انكسرت فيه ولها وجبة فقالت الوالدة: أعطانا الله خيرها فإذا بها الساعة التي استشهد فيها رحمه الله تعالى.