الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن خالد بن مرتنيل
مولى عبد الرحمن بن معاوية يعرف بالأشج قرطبي نبيه رحل فسمع من بن القاسم وابن وهب وأشهب وابن نافع ونظرائهم من المدنيين والمصريين. وكان الغالب عليه الفقه ولم يكن له علم بالحديث وهو مذكور في المستخرجة.
ولي الشرطة والصلاة والسوق بقرطبة وكان صليباً في أحكامه ورعاً فاضلاً لا تأخذه في الله لومة لائم محمود السيرة ولم يزل على وتيرة إلى أن توفي سنة عشرين ومائتين. وقيل: سنة أربع وعشرين وله اثنان وسبعون سنة. وبيته في قرطبة بيت نبيه في العلم والسؤدد وصحبة السلطان.
ومن الطبقة الثامنة من أهل مصر:
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أبو عبد الله
سمع من أبيه وابن وهب وأشهب وابن القاسم وغيرهم من أصحاب مالك وصحب الشافعي وأخذ عنه وكتب كتبه وكان أبوه ضمه إليه وأمره أن يقرأ عليه وعلى أشهب وكان محمد أقعد الناس بهما. وروى عن
بن أبي فديك وأنس بن عياض وشعيب بن الليث وحرملة بن عبد العزيز وغيرهم. روى عنه أبو بكر النيسابوري وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو جعفر الطبري وجماعة غيرهم.
قال بن حارث: كان من العلماء الفقهاء مبرزاً من أهل النظر والمناظرة والحجة فيما يتكلم فيه ويتقلده من مذهبه وإليه كانت الرحلة من المغرب والأندلس في العلم والفقه. قاله أبو عمر بن عبد البر: كان فقيهاً نبيلاً جميلاً وجيهاً في زمنه وقال فيه بن القاسم: إن قبل محمد لعلماً وإليه انتهت الرياسة بمصر وقال بن أبي دليم: كان فقيه مصر في عصره على مذهب مالك وصحب الشافعي ورسخ في مذهبه وربما تخير قوله عند ظهور الحجة له.
وكان أفقه أهل زمانه وناظره بن ملول صاحب سحنون وقال لربيعة: صاحبكم أعلم من سحنون ثقة فاضل عالم متواضع صدوق. قال محمد بن فطيس: لقيت في رحلتي نحو مائتي شيخ ما رأيت فيهم مثل محمد بن عبد الحكم.
وله تآليف كثيرة في فنون العلم والرد على المخالفين كلها حسان ككتاب أحكام القرآن كبير وكتاب الوثائق والشروط وكتاب مجالسه أربعة أجزاء وكتاب الرد على الشافعي فيما خالف فيه الكتاب والسنة وكتاب الرد على أهل العراق وكتابه الذي زاد فيه على مختصر أبيه وكتاب
آداب القضاة وكتاب الدعوى والبينات وكتاب السبق والرمي وكتاب اختصار كتب أشهب وكتاب الرد على بشر المريسي وكتاب النجوم وكتاب الكفالة وكتاب الرجوع عن الشهادة وكتاب المولدات.
قال بن حارث: وأراها مؤلفة عليه لأنها مسائل منشورة لم تضم لثقات كالأسمعة. وكان محمد يقول: التوفر في النزهة مثل التبذل في الحفلة.
وذكر أنه ضرب في المحنة بالقرآن وكان يفتي في المشي إلى مكة بكفارة يمين وحكى ذلك عن بن القاسم أنه أفتى به ابنه وذكر عنه أن قوماً استشاروه في الحج والجلوس للسماع فأشار على بعضهم بالجلوس فسئل عن ذلك فقال: رأيت عند الذين أمرتهم بالجلوس فهماً ورأيت عند الآخرين بخلافهم ولهذا الأمر فرسان.
وسئل كيف يعزى الرجل في أمه النصرانية؟ فقال: يقال له: الحمد لله على ما قضى قد كنا نحب أن تموت على الإسلام ويسرك الله لذلك. وسئل أيضاً عن القريب النصراني يموت للمسلم كيف يعزى؟ فقال: يقول إن الله كتب الموت على خلقه والموت حتم على الخلق كلهم. توفي رحمه الله في ذي القعدة منتصفه سنة ثمان وستين ومائتين وقيل سنة تسع. مولده منتصف ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائة.