الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الطبقة الرابعة من الأندلس:
قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء مولى الوليد بن عبد الملك
بن مروان أبو محمد
قرطبي ويعرف بالبياني وبيانة: من عمل قرطبة سمع من بقي بن مخلد والخشني وابن وضاح ومطرف بن قيس وأصبغ بن خليل وإبراهيم وعبد الله ابني هلال وعبد الله بن ميسرة وغيرهم ورحل إلى المشرق مع بن أيمن فأدرك الناس متوافرين فسمع بمكة من محمد بن إسماعيل الصائغ وعلي بن عبد العزيز وبالعراق من القاضي إسماعيل وابن أبي خيثمة ومحمد بن إسماعيل الترمذي وعبد الله بن حنبل وابن قتيبة والحارث بن أسامة والمبرد وثعلب ومحمد بن الجهم الشموتي في آخرين وبمصر من محمد بن عبد الله العمري وأبي الزنباع: روح بن الفرج المالكي وغيرهم وانصرف إلى الأندلس بعلم كثير وسكن قرطبة فكان له بها قدر عظيم وسمع منه الناصر لدين الله أمير المؤمنين: عبد الرحمن بن محمد - قبل ولايته - وولي عهده: الحكم ابنه وطال عمره فلحق الأصاغر فيه الأكابر وشارك الآباء فيه الأبناء وكانت الرحلة إليه بالأندلس وإلى أبي سعيد بن الأعرابي بالمشرق.
وكان ثبتاً صادقاً حليماً مأموناً بصيراً بالحديث والرجال نبيلاً في النحو والغريب وشوور في الأحكام وغلبت عليه الرواية والسماع.
مذكور في أئمة المالكيين وصنف في الحديث مصنفات حسنة منها: مصنفه المخرج على كتاب أبي داود واختصاره المسمى بالمجتبى على نحو كتاب بن الحاروني: المنتقى وكان قد فاته السماع منه ووجده قد مات فألف مصنفاً على أبواب كتابه خرجها عن شيوخه. وقال أبو محمد بن حزم: وهو خير انتفاء.
ومنها: مسند حديثه وغرائب حديث مالك ومسند حديث مالك من رواية يحيى وكتابه في أحكام القرآن على أبواب كتاب إسماعيل القاضي وكتاب فضائل قريش وكتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب في الأنساب وكتاب بر الوالدين. توفي منتصف جمادى سنة أربعين وثلاثمائة وسنه اثنان وتسعون سنة وخمسة أشهر غير ستة أيام. وكان قد تغير ذهنه آخر عمره من سنة سبع وثلاثين إلى أن مات. تغمده الله سبحانه برحمته.