الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال بن الصيرفي: كان في أهل العلم والفهم والتفنن في العلم مع الخير والورع وصحة الدين وكثرة الجود بارع الخط فصيح الكتابة حاضر الذهن له قريض جزل ولم يزل يتردد في القضاء. وفي أيام أبي يعقوب تاشفين رفع إليه شدته في القضاء فصرفه. توفي بغرناطة سنة ست وثمانين وأربعمائة.
عيسى أبو الروح بن مسعود بن المنصور بن يحيى بن يونس بن يوينو بن عبد
الله بن أبي حاج المنكلاتي الحميري الزواوي المالكي
كان فقيهاً عالماً متفنناً في العلوم تفقه ببجاية على أبي يوسف: يعقوب الزواوي وقدم الإسكندرية وتفقه بها ثم رحل إلى قابس فأقام بها مدة وولي القضاء بها ثم رحل إلى ثغر الإسكندرية فأقام بها مدة يسيرة ثم رحل إلى القاهرة فأقام بها يشغل الناس في العلوم بالجامع الأزهر وسمع كتب الحديث الستة - قديماً وحدث عن شرف الدين الدمياطي وولي نيابة القضاء بدمشق نحو سنتين ثم رجع إلى الديار المصرية فولي نيابة القضاء بها عن قاضي القضاة زين الدين بن مخلوف المالكي ثم من بعده عن قاضي القضاة تقي الدين الأخنائي المالكي ثم ولي تدريس المالكية بمصر بزاوية المالكية وترك ولاية الحكم وأقبل على الاشتغال والتصنيف فشرح صحيح مسلم
في اثني عشر مجلداً وسماه: إكمال الإكمال جمع فيه أقوال المازري والقاضي عياض والنووي وأتى فيه بفوائد جليلة من كلام بن عبد البر والباجي وغيرهما وشرح مختصر أبي عمرو بن الحاجب في الفقه. فوصل فيه إلى كتاب الصيد في سبع مجلدات واختصر جامع بن يونس شرح المدونة وصنف في الوثائق والمناسك وفي علم المساحة ورد على تقي الدين بن تيمية في مسألة الطلاق وألف مناقب مالك رحمه الله تعالى وألف تاريخاً في نحو عشر مجلدات بيض منه نصفه ذكر فيه من أول بدء الدنيا وقصص الأنبياء وأخبار الأمم من آدم إلى زمانه.
وكانت له اليد الطولى في علم الفقه والأصول والعربية والفرائض. وكان يحكى أنه حفظ مختصر بن الحاجب في الفروع في مدة ثلاثة أشهر ونصف ثم عرضه وحفظ موطأ مالك بن أنس وعرضه. وكان إماماً في الفقه وإليه انتهت رياسة الفتوى في مذهب مالك بالديار المصرية والشامية. وكان مولده سنة أربع وستين وستمائة وتوفي في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة بالقاهرة.