الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومكرماً لهم ومعتنياً بهم ليحبب إليهم العلم والتمسك به ما رأينا بعده في هذا مثله.
قرأ بسبتة وأسند بها فأخذ بها عن أبي الصبر أيوب بن عبد الله الفهري وغيره ورحل إلى الجزيرة الخضراء فأخذ بها كتاب سيبويه وغير ذلك تفقهاً على النحوي الجليل أبي القاسم عبد الرحمن بن القاسم وأخذ بها أيضاً إيضاح الفارسي على الأستاذ أبي الحجاج بن معزوز وقرأ على القاضي أبي القاسم بن بقي برنامجه وأجاز له وكتب له من أهل المشرق علم كثير منهم: الشيخ المحدث أبو العباس العزفي وغيره من المشايخ الجلة. ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة وتوفي بغرناطة يوم الخميس الثامن والعشرين لجمادى الأخيرة سنة خمس وخمسين وستمائة.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني
من أهل سبتة هذا الرجل كان فاضلاً جملة من جمل الكمال عرف بالوقار والحصافة ونزع غرباً في قوس السيادة وبلغ المدى متوقد الذهن أصيل الإدراك حاملاً لراية البلاغة رحلة الوقت في التبريز معلوم اللسان عربية مستبحرة لحفظ أصيلة التوجيه مرهفة باللغة والغريب والتاريخ والخبر والبيان
وصناعة البديع وميزان العروض وعلم القافية متقدماً في الأحكام وتدريس الفقه بارع التصنيف غزير الحفظ حاضر الذكر فصيح اللسان مفخراً من مفاخر أهل بيته.
ولي القضاء والخطابة بالحضرة بعد ولاية غيرها التي أنبهها مدينة مالقة وكان نافذ الأمر عظم الهيبة قليل الناقد ثم عزل عن القضاء من غير زلة تحفظ ولا هناة تؤثر فتحيز إلى التحليق لتدريس العلم وتفرغ لإقراء العربية والفقه ثم أعيد إلى القضاء وتوفي قاضياً بغرناطة. أخذ العربية عن أبي عبد الله بن هاني الأستاذ وانتفع به وعليه جل قراءته واستفادته وأخذ عن الإمام شيخ المشيخة أبي إسحاق الغافقي والقاضي المحدث أبي عبد الله بن رشيد والقاضي أبي عبد القرطبي والفقيه الصالح أبي عبد الله بن حريث وأخذ عن الأستاذ النظار أبي القاسم بن الشاط وغيرهم.
وتصانيفه بارعة منها: رفع الحجب المستورة عن محاسن المقصورة ومقصورة الأديب أبي الحسن حازم مما تنقطع الأطماع فيه ومنها رياضة الأبي في شرح قصيدة الخزرجي وقيد على كتاب التسهيل لأبي عبد الله بن مالك تقييداً جليلاً وشرحاً بديعاً قارب التمام وشرع في تقييد على الجزء المسمى بدرر السمط في خبر السبط. توفي في سنة ستين وسبعمائة.