الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في طبقات الشعراء وله الشأو البعيد في الخطابة وولي قضاء الجماعة بقرطبة وكان صارماً في قضائه منفذاً للحقوق مقيماً للحدود كاشفاً عن أحوال الشهود صادعاً بالحق في السر والجهر لم يداهن ذا قدرة ولا أغضى لأحد من أصحاب السلطان لم يطمع شريف في حيفه ولا ييأس وضيع من عدله. ولم يكن الضعفاء قط أقوى قلوباً ولا ألسنة منهم في أيامه مع لطافة بره وكثرة بشره لم تغيره خطته عن حاله في إنصافه لإخوانه. ومعارفه. وله في شاهد أراد أن يشهد عنده بشهادة مدخولة فتناول القاضي ورقة وكتب فيها وألقاها في حجره فلما تصفحها فرق منه ورجع وكان فيها:
أتتني عنك أخبار
…
لها في القلب آثار
فدع ما قد أتيت له
…
ففيه العار والنار
وتوفي رحمه الله في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
محمد بن عبيد الله بن الوليد بن محمد القرشي المعيطي أبو بكر
سمع من وهب وابن الأحمر وابن الخراز القروي وغيرهم.
كان حافظاً للفقه عالماً بمذهب مالك وأصحابه. ولي الشورى بن ثلاثين سنة وكان ورعاً زاهداً متبتلاً معتزلاً عن جميع الناس يصوم النهار ويقوم الليل إلى أن مات.
وهو الذي أكمل كتاب الاستيعاب مع أبي عمر الإشبيلي للحكم أمير المؤمنين وذلك أن هذا الكتاب وصل إلى الحكم وكان قد ابتدأه بعض أصحاب القاضي إسماعيل وبوبه وقدره ديواناً جامعاً لقول مالك خاصة لا يشركه فيه قول أحد من أصحابه في اختلاف الروايات عنه وكتب المؤلف منه خمسة أجزاء وعاجلته المنية عن إكماله فلما رآه أعجبه وحرض على إكماله فذاكره قاضيه بن السليم وسأله هل ثم من يكمله على المرغوب فأشار عليه بالمعيطي وابن عمر فشرطا أن يفتح لهما الخزانة للبحث على أقوال مالك حيث كانت من رواية المدنيين والمصريين والشاميين والعراقيين وأهل إفريقية والأندلس وغيرهم ففعل الحكم ذلك فأخرجا كتب الأسمعة وغيرها وأكملا كتاب الاستيعاب الكبير في مائة جزء فلما رفع إلى الحكم سر به وأمر لهما بألفي دينار لكل واحد وكسوة وقدمهما للشورى. وتوفي المعيطي في ذي القعدة من سنة سبع وستين وثلاثمائة.