الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن أهل إفريقية:
محمد أبو بكر بن اللباد بن محمد بن وشاح
مولى الأقرع مولى موسى بن مصير اللخمي وكان وشاح حائكاً من أصحاب يحيى بن عمر وبه تفقه وأخذ عن أخيه: محمد بن عمرو بن طالب وحمديس القطان وأحمد بن يزيد والمغامي وأحمد بن سليمان وغيرهم. وسمع من جميع الشيوخ الذين كانوا في وقته كأبي بكر بن عبد العزيز الأندلسي المعروف بابن الخراز وحبيب بن نصر وأحمد بن يزيد وأبي الطاهر محمد بن المنذر الزبيدي وزيدان وغيرهم. وسمع منه جماعة من الناس وتفقه به أبو محمد بن أبي زيد وابن حارث وغيرهما.
ممن روى عنه: زياد بن عبد الرحمن القروي ومحمد بن الناظور ودراس بن إسماعيل. ولم تكن له رحلة ولا حج كان عنده حفظ كثير وجمع للكتب وحظ وافر من الفقه شغله إسماع الكتب عن التكلم في الفقه وكانت مذاكرته تعسر لضيق في خلقه وكان آخر شيوخ وقته.
قال أبو العرب: كان فقيهاً جليل القدر عالماً باختلاف أهل المدينة واجتماعهم مهيباً مطاعاً ديناً ورعاً زاهداً من الحفاظ المعدودين والفقهاء المبرزين.
وقال الإبياني: إنما انتفعت بصحبة بن اللباد ودرست معه عشرين سنة.
وقال محمد بن إدريس: صحبت العلماء بالمشرق والمغرب ما رأيت مثل ثلاثة: أبي بكر بن اللباد وأبي الفضل الممسي وأبي إسحاق بن شعبان.
وذكر بعض ثقات أصحابه: أنه نظر إلى رجليه بعد أن فلج وقد تغيرتا وانتفختا فبكى ثم قال: اللهم ثبتهما على الصراط يوم تزل الأقدام فأنت العالم بهما والشاهد عليهما: أنهما ما مشتا في معصية.
وألف أبو بكر بن اللباد: كتاب الطهارة وكتاب عصمة النبيين وهو كتاب إثبات الحجة في بيان العصمة وكتاب فضائل مالك بن أنس وكتاب الآثار والفوائد: عشرة أجزاء.
وكان يقول: أزهد الناس في العلم قرابته وجيرانه. وقال: ما قرب الخير من قوم قط إلا زهدوا فيه. وامتحن وسجن وضرب ثلاث عصي. وتوفي في منتصف صفر يوم السبت سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وكان فلج آخر عمره رحمه الله تعالى.