الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن صالح بن عبد الله بن أسامة
أبو الطاهر الذهلي
القاضي السدوسي البصري البغدادي المالكي ولي قضاء بغداد وواسط ودمشق ومصر وكان أبوه ولي قضاء البصرة وواسط وكان يستخلف ولده هذا. دخل أبو طاهر مصر سنة أربعين وثلاثمائة وحج منها وعاد إليها وتولى القضاء بها ولم يتول قضاء مصر أحد من القضاة الذين تولوا قضاء بغداد غيره وغير يحيى بن أكثم. وروى أبو طاهر عن أبي غالب: علي بن أحمد بن النضر وإسحاق بن خالويه والحسين بن الكميت وأبي مسلم الكجي وأبي خليفة: الفضل بن الحباب وجعفر بن محمد الفريابي ويوسف بن يعقوب القاضي وجماعة كثيرة من الأعيان.
وقال بن زولاق: كان أبو الطاهر كثير الحديث والأخبار واسع المذاكرة قد عنى به أبوه فسمعه في سنة سبع وثمانين ومائتين فأدرك جماعة منهم علي بن محمد السمسار وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما كثيراً تركته اختصاراً وحدث ببغداد يسيراً ونزل مصر فحدث بها وأكثر وكتب عنه عامة أهلها وسمع منه الحافظ أبو الحسن الدارقطني وأبو أسامة الهروي والحافظ عبد المغني بن سعيد وأبو العباس الصيرفي وخلائق لا يحصون كثرة.
وذكره بن ماكولا فقال: كان ثقة ثبتاً كثير السماع فاضلاً وهو ثبت جليل في الحديث والقضاء وكان يذهب إلى قول مالك بن أنس
وربما اختار وكان من أهل القرآن والعلم والأدب متفنناً في علوم وله كتاب في الفقه أجاب فيه عن مسائل مختصر المزني على قول مالك بن أنس واختصر تفسير الجياني وتفسير البلخي وكان يخالف قول مالك في الحكم باليمين مع الشاهد ويحكى أن أباه وإسماعيل القاضي كان لا يحكمان به وكانا مالكيين وكان إذا شهد عنده الشاهد الواحد ليس معه سواه رد الحكم.
ومما استحسن من كلام أنه تلقى الخليفة المعز لدين الله بالإسكندرية وهو أحد الخلفاء العبيديين وكان مع الخليفة قاضيه النعمان بن محمد فلما جلس أبو طاهر عنده سأله الخليفة عن أشياء منها: أنه قال له كم رأيت من خليفة؟ فقال: واحد فقال: ومن هو؟ فقال: أنت والباقي ملوك ثم قال له: حججت؟ قال: نعم قال: وزرت؟ قال: نعم قال: سلمت على الشيخين؟ قال: شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم كما شغلني أمير المؤمنين عن ولي عهده.
فأرضى الخليفة وتخلص من ولي عهده وكان لم يسلم عليه بحضرة الخليفة فازداد الخليفة به عجباً وخلع عليه وأبقاه على ولايته. وأجازه بعشرة آلاف درهم. وأقام النعمان بن محمد بمصر لا ينظر في شيء اختياراً.
ولما أسن وضعف عزله العزيز بالله وولى علي بن النعمان فكانت ولاية أبي الطاهر ست عشرة سنة وقيل ثمان عشرة سنة وقيل إنه لم يعزل بل استعفى قبل موته بيسير. ومولده سنة تسع وسبعين ومائتين وهي سنة النجباء ولد فيها هو وجعفر بن الفرات والحسين بن القاسم بن عبيد الله وغيرهم.