الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان أسخى الناس لم يجتمع عنده مال يزكى عليه وكان مبايناً لبني عبيد. قال القابسي: كانت حلقته في الجامع تدور على سبعة عشر عموداً لكثرة من يحضرها. وتوفي في الثمانين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.
ومن أهل إفريقية:
محمد بن حارث بن أسد الخشني أبو عبد الله
تفقه بالقيروان على أحمد بن نصر وأحمد بن زياد وأحمد بن يوسف وابن اللباد والممسي وسمع من غير واحد من شيوخ إفريقية وقدم الأندلس حدثاً سنة ثنتي عشرة فسمع من بن أيمن وقاسم بن أصبغ وأحمد بن عبادة ومحمد بن يحيى بن لبابة وأحمد بن زياد والحسن بن سعد وغيرهم من القرطبيين.
واستوطن بعد هذا قرطبة وقد دخل سبتة قبل العشرين وثلاثمائة فحبسه أهلها عندهم وتفقه عليه قوم منهم وقيل إنه حقق قبلة جامعهم إذ ذاك فوجد فيها تغريباً فامتثلوا رأيه وشرقوها ثم دخل الأندلس وتردد في كور الثغور واستقر آخراً بقرطبة.
كان حافظاً للفقه متقدماً فيه نبيهاً ذكياً فقيهاً فطناً متفنناً عالماً
بالفتيا حسن القياس في المسائل وولاه الحكم المواريث ببجاية وولي الشورى بقرطبة وتمكن من ولي عهدها الحكم وألف له تآليف حسنة منها: كتابه في الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك وكتابه في المحاضر وكتاب رأي مالك الذي خالفه فيه أصحابه وكتاب الفتيا وكتاب في تاريخ علماء الأندلس وتاريخ قضاة الأندلس وتاريخ الإفريقيين وكتاب التعريف وكتاب المولد والوفاة وكتاب النسب وكتاب الرواة عن مالك وكتاب طبقات فقهاء المالكية وكتاب مناقب سحنون وكتاب الاقتباس وغير ذلك.
ألف له مائة ديوان وكان عالماً بالأخبار وأسماء الرجال وكان حكيماً يعلم الأدهان ويتصرف في الأعمال اللطيفة شاعراً بليغاً إلا أنه يلحن وآلت به الحال بعد موت الحكم وتقصير بن أبي عامر بصنائع الحكم إلى الجلوس في حانوت لبيع الأدهان.
حدث عنه أبو بكر بن حرمل وغيره. قال أحمد بن عبادة: رأينا بن حارث في مجلس أحمد بن نصر - يعني وقت طلبه وهو شعلة يتوقد في المناظرة. وتوفي بقرطبة في صفر سنة إحدى وستين وثلاثمائة وقيل سنة أربع وستين.