الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اسمه يوسف
من الطبقة الثالثة ممن لم ير مالكاً والتزم مذهبه من أهل الأندلس:
يوسف أبو عمر المغامي بن يحيى بن يوسف بن محمد
دوسي من ولد أبي هريرة أندلسي الأصل ومغام من ثغر طليطلة أصله منها ونشأ بقرطبة وسكن مصر ثم استوطن القيروان إلى أن مات. سمع بالأندلس من يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان ويحيى بن مزين روى عن عبد الملك بن حبيب مصنفاته وكان آخر الباقين من رواته. ورحل فسمع بمكة من علي بن عبد العزيز وبصنعاء من الديري وبمصر من القراطيسي وسمع أبا المصعب وغيرهم وانصرف إلى الأندلس وكان حافظاً للفقه نبيلاً فيه فصيحاً بصيراً بالعربية.
أقام بعد انصرافه بقرطبة أعواماً ثم رحل ثانية فسكن بمصر. وأسمع الناس بها كتب بن حبيب وعظم قدره بالمشرق. وقال أبو العرب في طبقاته: كان المغامي إماماً عالماً جامعاً لفنون من العلم ثقة عالماً بالذب عن مذهب الحجازيين فقيه البدن عاقلاً وقوراً قلما رأيت مثله في عقله وأدبه وخلقه إن جلس جلسة لم يغيرها حتى يقوم.
ورحل في طلب الحديث وهو يومئذ إمام شيخ وقد سمع منه الناس
قبل رحلته فلقي الديري وكتب عن الناس وسمع منه علي بن عبد العزيز بمكة وخلق كثير من أهل مصر وجاءه من مصر نحو مائة كتاب من جماعة بعضهم يسأله الإجازة وبعضهم يسأله الرجوع إليهم.
وقال بعضهم: لا أعلم بمنزلة يستحقها عالم بعلمه أو فاضل بحسن مذهبه إلا ويوسف ابن يحيى من أهلها.
وقال فحلون: وكانت حلقة المغامي بصنعاء أعظم من حلقة الديري وكان علي بن عبد العزيز إذا سئل عن شيء يقول: عليكم بفقيه الحرمين يوسف بن يحيى وكان جاور بها سبع سنين وكان مفوهاً عالماً.
قال الشيرازي: كان فقيهاً عابداً تفقه بابن حبيب يقال إنه صهره وكان شديداً على الشافعي وضع في الرد عليه عشرة أجزاء.
وللمغامي أيضاً تأليف حسن في فضائل مالك وكتاب في فضائل عمر بن عبد العزيز.
قال أحمد بن نصر: كان المغامي فقيه الصدر حسن القريحة وقوراً مهيباً عاقلاً حليماً ورحل إلى المشرق فأقام أحد عشر عاماً ومضى بألفي دينار فأتى وعليه الدين أنفقها في طلب العلم وسمعوا عليه باليمن كتب بن حبيب سمع منه علي بن عبد العزيز وأبو الذكر القاضي وأبو العباس الأبياني وفضل بن سلمة وأبو العرب التميمي وابن اللباد وسعيد بن فحلون وأبو عبد الله محمد بن الربيع الجيزي وغيرهم.
توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين وصلى عليه حمديس القطان ويقال إنه أغمي عليه عند موته ثم أفاق فقال: رأيت الآن أول ذنب عملته وقد بلغت الحلم.