الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن إفريقية:
علي بن محمد بن خلف المعافري
أبو الحسن المعروف بابن القابسي سمع من رجال إفريقية: أبي العباس الإبياني وأبي الحسن بن مسرور الدباغ وأبي عبد الله بن مسرور ودراس بن إسماعيل ورحل إلى المشرق فحج وسمع من حمزة بن محمد الكناني وأبي الحسن القلباني وأبي زيد المروزي وجماعة.
وكان واسع الرواية عالماً بالحديث وعلله ورجاله فقيهاً أصولياً متكلماً مؤلفاً مجيداً. وكان من الصالحين المتقين وكان أعمى لا يرى شيئاً وهو مع ذلك من أصح الناس كتباً وأجودهم ضبطاً وتقييداً يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه والذي ضبط له البخاري: - سماعه على أبي زيد بمكة - أبو محمد الأصيلي.
حدث بعض شيوخ القيروان أنه كلم في الجلوس فأبى فكلم فأتى الناس يهدمون عليه بابه لما أغلقه دونهم فلما رأى ذلك خرج ينشد:
لعمر أبيك ما نسب المعلى
…
إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت
…
وصوح نبتها رعي الهشيم
أنا والله ذلك الهشيم أنا والله ذلك الهشيم فبكى وأبكى. وكان زاهداً ورعاً مقلاً وكان أهل القيروان يفضلونه ويأخذون عنه. تفقه عليه أبو عمران الفاسي واللبيدي: وعتيق السوسي وغيرهم.
وألف تآليف بديعة مفيدة منها: كتاب الممهد في الفقه وأحكام الديانة وكتاب المنقذ من شبه التأويل وكتاب المنبه للفطن من غوائل الفتن وكتاب الرسالة المفصلة لأحوال المتقين وكتاب المعلمين والمتعلمين وكتاب الاعتقادات وكتاب مناسك الحج وكتاب الذكر والدعاء وكتاب كشف المقالة في التوبة وكتاب ملخص الموطأ وكتاب رتب العلم وأحوال أهله وكتاب أحمية الحصون والرسالة الناصرية في الرد على البكرية وكتاب حسن الظن بالله تعالى ورسالة تزكية الشهود وتجريحهم ورسالة في الورع. توفي رحمه الله تعالى بالقيروان سنة ثلاث وأربعمائة ودفن بباب تونس وقد بلغ الثمانين ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.