الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرج بن سلمة بن زهير البلوي
قرطبي المولد أصله من باجة كنيته أبو سعيد سمع من بن لبابة وتفقه معه وسمع من القاضي أسلم وأحمد بن خالد ومحمد بن أيمن وأحمد بن بقي وابن أبي تمام وابن وليد وقاسم بن أصبغ وغيرهم ورحل فسمع بالقيروان من بن اللباد وغيره. كان حافظاً للرأي والفقه على مذهب مالك بصيراً بالمناظرة مشاوراً في الأحكام واستقضي بمواضع وله في الوثائق تأليف حسن. توفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
فرج بن قاسم بن لب الثعلبي أبو سعيد الأندلسي
شيخ شيوخ غرناطة كان شيخاً فاضلاً عالماً متفنناً انفرد برئاسة العلم وإليه كان المفزع في الفتوى وكان إماماً في أصول الدين وأصول الفقه وتخرج به جماعة من الفضلاء وله تآليف مفيدة وله نظم حسن في الرد على القائلين بخلق الأفعال من جملته:
قضى الرب كفر الكافرين ولم يكن
…
ليرضاه تكليفاً لدى كل ملة
نهى خلقه عما أراد وقوعه
…
وإنفاذه والملك أبلغ حجة
فنرضى قضاء الرب حكماً وإنما
…
كراهتنا مصروفة للخطيئة
فلا ترض فعلاً قد نهى عنه شرعه
…
وسلم لتدبير وحكم مشيئة
دعا الكل تكليفاً ووفق بعضهم
…
فخص بتوفيق وعم بدعوة
فتعصي إذا لم تنتهج طرق شرعه
…
وإن كنت تمشي في طريق المشيئة
إليك اختيار الكسب والله خالق
…
يريد بتدبير له في الخليقة
وما لم يرده الله ليس بكائن
…
تعالى وجل الله رب البرية
فهذا جواب عن مسائل سائل
…
جهول ينادي وهو أعمى البصيرة
ثم استشهد على كل بيت منها بآيات من القرآن.
فالبيت الأول: مأخوذ من قوله تعالى: " لو شاء الله ما أشركوا " الأنعام: 107 وقوله: " ولو شاء ربك ما فعلوه " الأنعام 112 وقوله: " ولا يرضى لعباده الكفر " الزمر 7.
الثاني: مأخوذ من قوله تعالى: " فلله الحجة البالغة " الأنعام 149 حجة الملك.
وسأل عمران بن حصين رضي الله عنه أبا الأسود فقاله له: ما يكدح
الناس كدحاً؟ شيء قدر عليهم ومضى فيهم؟ أم شيء يستقبلونه؟ فقال: لا بل شيء قدر عليهم ومضى فيهم. فقال له عمران: أفلا يكون ظلماً؟ فقال له أبو الأسود: كل شيء خلق الله وملك يده " لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون " الأنبياء 23 فقال عمران: أحسنت إنما أردت أن أختبر عقلك.
الثالث والرابع: معناهما مأخوذ من قوله تعالى: " إن الله يحكم ما يريد " المائدة 1 وقوله: " وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون " الحجرات: 7.
والخامس: مأخوذ من قوله تعالى: " والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " يونس: 25 فعم بالدعاء إلى الجنة وخص بالهداية.
السادس: مأخوذ من قوله تعالى: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " النور 63 مع قوله: " من يشأ الله يضلله " الأنعام: 39 مع قوله: " من يضلل الله فما له من هاد " الزمر:23.
والسابع والثامن: مأخوذ معناهما من قوله تعالى: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله " الإنسان:30 وقوله: " إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين " النحل: 37.