الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان أحمد بن خالد لا يقدم عليه أحداً ممن أدرك بالأندلس ويعظمه جداً ويصف فضله وعقله وورعه غير أنه كان ينكر عليه كثرة رده في كثير من الأحاديث كان كثيراً ما يقول: ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في شيء. هو ثابت عنه من كلامه صلى الله عليه وسلم وكان له حظ محفوظ ولم يكن له علم بالعربية ولا بالفقه وكان المجاوب عنه أحمد بن خالد. وتوفي بن وضاح في المحرم سنة سبع وقيل في ذي الحجة سنة ست وثمانين ومائتين وولد سنة تسع وتسعين ومائة وقيل سنة مائتين.
ومن الطبقة الرابعة من أهل العراق ثم من آل حماد بن زيد قاضي القضاة:
محمد أبو عمر بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد
أصله من البصرة وسكن بغداد وسمع من جده يعقوب بن إسماعيل وأحمد بن منصور والرمادي وعمر بن مرزوق ومحمد بن إسحاق الصاغاني وأبي عثمان المقدمي ومحمد بن الوليد التستري والحسن بن أبي الربيع وزيد بن أخرم وعثمان بن هشام بن دلهم وغيرهم.
وتفقه بإسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر الأبهري وأبو القاسم بن حبابة ويوسف بن عمر القواس وجعفر بن محمد البهلول وأبو علي المؤذن المالكي وعليه تفقه أبو بكر الأبهري وغيره وكان يناظر بين يديه أئمة المذاهب.
كان ثقة فاضلاً وحمل الناس عنه علماً واسعاً من الحديث وكتب الفقه التي صنفها إسماعيل وقطعة من التفسير وعمل مسنداً كبيراً قرأ أكثره على الناس ولم ير الناس ببغداد أحسن من مجلسه لما حدث. كان العلماء وأصحاب الحديث يتجملون بحضور مجلسه.
قال أبو عبد الله بن عرفة: نفطويه في تاريخه: أبو عمر لا نظير له في الحكام: عقلاً وحلماً وتمكناً واستيفاء للمعاني الكبيرة باللفظ اليسير مع معرفة بأقدار الناس ومواضعهم.
وحسن التأني في الأحكام والحفظ لما يجري على يديه حتى إذا بالغ الإنسان في وصف رجل قال: كأنه أبو عمر القاضي وإذا امتلأ غيظاً قال: لو أني القاضي أبو عمر ما صبرت سوى ما انضاف إلى ذلك من الجلالة والرياسة والصبر على المكاره واصطناع المعروف عند الداني والقاصي ومداراته للنظير والتبيع. لم يزل على ذلك يزداد طول الزمان جلالة ونبلاً.