الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبا العباس الماسرجسي، والمؤمل بن الحسن، وغيرهم، واستشهد، وذاك أنه كان منصرفًا من عيد الأضحى فرفسته دابته، فوقع في بئر، وحمل إلى منزله وغشي عليه، ثم توفي غداة يوم الأحد أيام التشريق من سنة سبع وستين وثلاثمائة، ودفن بجنب أبيه. وقال الذهبي: كان من كبار الفقهاء، وله أخ باسمه عاش بعده مدة. قلت: هو المتقدم.
وقال السبكي: كتب عنه الحاكم في "التاريخ". وذكره حاجي خليفة في "كشف الضنون" وقال: له كتاب "الرد على الرياضة" لأبي نعيم، وفي "معجم المؤلفين" كتاب الرياضة والأدب لأبي نعيم الأصْبَهانِي. قلت: وقد طبع جزء منه بتحقيق أبي عبد الله محمود الحداد بعنوان "جزء من كتاب رياضة الأبدان".
قلت: [ثقة مكثر، فقيه عابد].
"مختصر تاريخ نيسابور"(51/ أ)، "تاريخ الإِسلام"(26/ 382)، "طبقات الشافعية" لابن السبكي (3/ 135)، والإسنوي (2/ 264/ 1156)، "كشف الظنون"(6/ 48)، "معجم المؤلفين"(3/ 211)، "ذيل طبقات ابن الصلاح"(2/ 847).
[844] محمَّد بن الحسن بن إبراهيم، أبو عبد الله، الفارسي، ثم الإِسْتِراباذِي، ثم الجُرْجاني، الفقيه الشافعي، الخَتَن
.
سمع: أبا نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي الإستراباذي، وأبا القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبا أحمد محمَّد بن أحمد العسال القاضي، وأبا العباس محمَّد بن يعقوب الأصم، وأبا بكر بن عبد الله
الشافعي، وأبا محمَّد دعلج بن أحمد السجزي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وذكر أنه حدثه إملاءً، وغيرهما.
قال الحاكم في "تاريخه": أحد أئمة الشافعية في عصره، وكان مقدمًا في الأدب، ومعاني القرآن، والقراءات، ومن العلماء المبرزين في النظر والجدل، سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي، وأقرانه ببلده، وورد نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، فأقام عندنا إلى آخر سنة تسع، وسمع أكثر كتب مشايخنا، ثم دخل أصبهان فسمع "مسند أبي داود" من عبد الله بن جعفر، وسمع سائر المشايخ بها، ودخل العراق بعد الأربعين وأكثر، وكان كثير السماع والرحلة، قدم نيسابور سنة تسع وستين وثلاثمائة، وأقام مدة، وانتفع الناس بعلومه، وحدَّث، وحضر مجلس الأستاذ الإِمام أبي سهل -رحمهما الله- فأغلظ له الأستاذ في مناظرة جرت بينهما فخرج مستوحشًا، فكتب إليه الأستاذ أبو سهل بهذه الأبيات:
أُعيذُ الفقيه الحر من سطوة السخَطْ
…
مَصونًا عن الأفكار يجلبها الغَلَطْ
يضايقُ حتى لا يُسوِّغ لَفْظَةً
…
ويعتِبُ من لفظٍ يفورُ على اللَّغَط
أحاكمه فيه إليه محكَّمًا
…
وأسأله عفوًا لبادرة السَّقَطْ
ومهما عدَا وجه الصواب حفاظه
…
فإن سَدادَ الرَّأي يلزمه النَّمَطْ
ونَشْرِي لمِطْوِيٍّ خلافَ إِمَامِنَا
…
وطَيِّي لمنشورٍ وفاءٌ بما شَرَطْ
شَدَدْتُ على باغِي الفسادِ ولمْ أَدَعْ
…
عليه من الحَبِّ اليَسير لمنْ لَقَطْ
على رَمَدٍ جاء القَريضُ مُرَمَّدًا
…
وأرئِقُهُ بالبُرِّ قد يحمِلُ السَّفَطْ
قال الحاكم: فأنشدني أبو عبد الله جوابه عنها:
جَفَاءٌ جرى جَهْرًا لدى الناس وانبَسَطْ
…
وَعُذْرٌ أتى سِرًّا فأكَّدَ ما فَرَطْ
متى طَالبَ الشيخُ الفقيهُ بحقِّهِ
…
وضيَّع حقًّا لي عليه فقد قَسَطْ
سَبِيلي إذا ضايقْتُه في العلُوم أنْ
…
يُضايقَني فيها ولا يِرْكَبَ الشَّطَطْ
وَعُدَّت أيادِيْهِ التي خَصَّنِي بها
…
فلا حَاسِبٌ أَحْصَى ولا كَاتِبٌ ضَبَطْ
فمن أَجلِها في داره إِذْ حَضَرْتهُا
…
سَطَا واعتَدَى في القول والفعلِ واخْتَلَطْ
فأيُّ ملامٍ يلحقُ الحُرُّ بَعْدَهَا
…
إِذا هوَ من جِيرَانهِ أَبَدًا قَنَطْ
هَجَرتُ اقِترَاضَ الشِّعرِ لمَّا انقَضَى الصِّبَا
…
ولمَّا رأَيتُ الشَّيبَ في عَارضي وخَطْ
ولولاهُ لانثَالتْ قَوَافٍ مَحَلُّها
…
صُدُورُ ذوي الآدابِ لا فارغُ السَّفَطْ
وقال حمزة السهمي في "تاريخ جرجان": أبو عبد الله الفقيه ختن أبي بكر الإسماعيلي، كان من كبار الفقهاء، وكان له ورع، وله أربعة أولاد: أبو بشر الفضل، وأبو النضر عبيد الله، وأبو عمرو عبد الرحمن، وأبو الحسن عبد الواسع، وكان له إملاء من سنة تسع وسبعين إلى أن توفي رحمه الله. وقال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء": كان فقيهًا فاضلًا شرح "التلخيص" لابن القاص. وقال السمعاني في "الأنساب": كان من الفقهاء المذكورين في عصره، ودرس سنين كثيرة، وله وجوه في مذهب الشافعي رحمه الله مسطورة منشورة، وتخرج عليه جماعة من الفقهاء، وكان له ورع وديانة، كانت له رحلة إلى خراسان، والعراق، والحجاز، وأصبهان. وقال ابن الصلاح في "طبقاته": كان أحد الكبراء من أئمتنا، له مقالة في المذهب مشهورة، ووجوه تُعزى إليه مسطورة. وقال الذهبي: