الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحال، فرجع وأناب وتاب، فرأيت أن أتقدم بالكتابة عنه. وقال الخطيب في "تاريخه": قدم بغداد حاجًا وحدث بها. وقال محقق "ثلاث شعب": لم أجد له ترجمة. وكذا قال محقق "الشعب" عبد العلي حامد.
قلت: [صدوق صحيح الكتاب].
"مختصر تاريخ نيسابور"(53/ أ)، "سؤالات السجزي"(18)، "ثلاث شعب"(2/ 212)، "الشعب"(2/ 487)، "المنة الكبرى شرح السنن الصغرى"(9/ 343)، "الدلائل"(5/ 102)، "تاريخ بغداد"(3/ 222).
[1035] محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المجيد بن إسماعيل بن الحاكم، أبو الفضل الوزير الشهيد، السُّلمي، المَرْوَزِي، الفقيه الحنفي، الشهير بالحاكم الشهيد
.
سمع: بمرو: أبا رجاء محمَّد بن حمدويه الهورقاني، ويحيى بن ساسويه الذهلي، ومحمد بن عصام بن سهيل حمك، وبنيسابور: عبد الله بن شيرويه، وبالري: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وببغداد: الهيثم بن خلف الدوري، وأبا عبد الله أحمد بن الحسن الصوفي، وبالكوفة: علي بن العباس البجلي، وبمكة: المفضل بن محمَّد الجندي، وبمصر: علي بن أحمد بن سليمان المصري، وببخارى: محمَّد بن سعيد النوجاباذي، وأبا القاسم حماد بن أحمد بن حماد، والحسن بن سفيان النسوي، وعبد الله بن محمود السعدي، وطبقتهم.
وعنه: أئمة خراسان، وحفاظها قاطبة؛ منهم: أبو عبد الله الحاكم في
"مستدركه"، وذكر أنه حدثه إملاءً.
وقال في "تاريخه": ما رأيت في جملة من كُتب عنهم من أصحاب أبي حنيفة أحفظ للحديث وأهدى إلى رُسومه وأفهم له منه، قال الحاكم أبو أحمد الحافظ: الحاكم الشهيد كتب الحديث على رسمنا لا على رسم المتفقهة، وكان يحفظ الفقهيات التي يحتاج إليها، ويتكلم على الحديث، قلت لأبي أحمد: كان يبلغنا أن ذلك الكلام كلامك على كتبه؟ فقال: لا والله إلا كلامه، ونتيجة فهمه، وأما أنا فجمعت له حديث أبي حمزة السكري، وإبراهيم بن ميمون الصائغ، وجملة من شيوخ المراوزة. وذكره ابنه أبو عبد الله فقال: عهدته وهو يصوم الاثنين والخميس، ولا يدع صلاة الليل في السفر والحضر، ولا يدع التصنيف في السفر والحضر، وكان يقعد والسفط والكتب والمحبرة بين يديه، وهو وزير السلطان، فيؤذن لمن لا يجد له بدًا من الإذن، ثم يشتغل بالتصنيف فيقوم الداخل، ولقد شكاه أبو العباس بن حمويه، قال: ندخل عليه ولا يكلمنا، ويأخذ القلم بيده ويدعنا ناحية. قال أبو عبد الله بن البيع: ولقد حضرت عشية الجمعة مجلس الإملاء للحاكم أبي الفضل، ودخل عليه ابن أبي بكر بن المظفر الأمير، فقام له قائمًا ولم يتحرك من مكانه، ورده من باب الصفة، وقال: انصرف أيها الأمير فليس هذا يومك، وسمعت أبا العباس المصري وكان من الملازمين لبابه يقول: دعا الحاكم الشهيد يومًا بالبواب والمرتب وصاحب السر فقال لثلاثتهم: إن الشيخ الجليل يقول: قد قلت إليكم غير مرة بأن لا تحجبوا عني بالغدوات والعشيات أحدًا من أهل العلم الرحالة المرقعات الأثواب الرثة، احجبوا الفرسان وأصحاب الأموال، وأنتم -
لأطماعكم الكاذبة- تأذنون للأغنياء، وتحجبون عني الغرباء لرثاثتهم، فلئن عدتم لذلك نكلت بكم. وحكى ابن الشهيد الحاكم عن أبيه: أنه لم يزل يدعو في صلاته وأعقابها بدعوات ثم يقول: اللهم ارزقني الشهادة، إلى أن سمع عشية الليلة التي قتل من غدها جلبة وصوت سلاح، فقال: ماهذا؟ قالوا: غاغة العسكر قد اجتمعوا يؤلبون ويلزمون الحاكم الذنب في تأخير أرزاقهم عنهم، فقال: اللهم اغفر، ثم دعا بالحلاق فحلق رأسه، وسخن له الماء في مضربه ذلك، فتنور ونظف نفسه، واغتسل ولبس الكفن، ولم يزل طول ليلته تلك يصلي، فأصبح وقد اجتمعوا إليه، فبعث السلطان إليهم يمنعهم عنه، فخذلوا أصحاب السلطان، وكلبسوا الحاكم، فقتلوه وهو ساجد رحمه الله.
قال أبو عبد الله: واستشهد الحاكم على باب مرو في مضربه برأس مقبرة بنوركدان، وقد اغتسل، ولبس الكفن وصلى صلاة الصبح، والكتب بين يديه، وهو يصنف بضوء الشمع، في شهر ربيع الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وكان رحمه الله حفظ ستين ألف حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصانيفه تدل على فضله، كـ"الكافي" و"المنتقى"، و"شرح الجامع"، و"أصول الفقه"، وقيل: لما اختصر كتاب "الكافي" الذي صنفه الإِمام الرباني محمَّد بن الحسن الشيباني، رآه في المنام فقال له محمَّد: مزق الله جلدك كما مزقت كتابي، فاستجاب الله دعاء محمَّد بن الحسن عليه، فاستشهد في آخر عمره، ويقال: إن رجلًا رأى ليلة في المنام نارًا نزلت من السماء على قبر الحاكم الشهيد فجاء كتاب "الكافي" وصار برزخًا بين القبر والنار حتى رجعت. وقال السمعاني: عالم مرو،