الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والإمام لأصحاب أبي حنيفة رحمه الله في عصره، وكتخداي صاحب خراسان وأستاذه، فقد كان لما قلد قضاء بخارى يختلف إلى الأمير عبد الحميد فيدرسه الفقه، فلما صارت الولاية إليه قلده أزمة الأمور كلها، وكان يمتنع عن اسم الوزارة، ولم يزل الأمير الحميد به إلى أن تقلدها. وقال ابن الجوزي في "المنتظم": كان فقيهًا مناظرًا، وحافظًا مصنفًا. وقال الذهبي في "التاريخ": كان عالم مرو، وشيخ الحنفية، ومناقبه جمة، وكان لا ينهض بأعباء الوزراء، بل نهمته في العلم وفي الطلبة الفقراء، قتل ساجدًا. وقال ابن كثير في "البداية": الوزير الفقيه المحدث الشاعر، سمع الكثير، وجمع وصنف.
قلت: [ثقة حافظ مصنف، فقيه مناظر، كثير المناقب، قتل ساجدًا].
"المستدرك"(1/ 534)، "مختصر تاريخ نيسابور"(52/ ب)، "الأنساب"(3/ 491)، "مختصره""اللباب"(2/ 217)، "المنتظم"(14/ 49)، "تاريخ الإِسلام"(25/ 113)، "البداية"(15/ 173)، "الجواهر المضية"(3/ 313)، "الفوائد البهية"(395).
[1036] محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن عثمان بن أحمد، أبو بكر، المقرئ، الطِّرازي، البَغْدادِي
.
حَدَّث عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي سعيد العدوي، ويحيى بن محمَّد بن صاعد، وأبي بكر بن دُريد، وأحمد بن موسى بن مجاهد، وعبد الله بن محمَّد بن زياد النَّيْسابُوري، وأبي بكر محمَّد بن الحسين القطان، وأبي طاهر محمَّد بن الحسن المحمداباذي،
وأحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الجرجاني، وغيرهم.
وقرأ على: أبي بكر بن مجاهد، وأحمد بن محمَّد بن إبراهيم بن أبي قتادة، وابن شنبوذ، وجعفر بن محمَّد السرنديبي، وعلي بن سعيد بن ذؤابة، وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وابنه علي بن أبي بكر الطِّرازي، وأبو عبيد محمَّد بن أبي نصر النَّيْسابُوري، وأبو سعد محمَّد بن عبد الرحمن الكَنْجَروذي، وهو آخر من روى عنه، وغيرهم.
وقرأ عليه: نصر بن أبي نصر الحداد، ومنصور بن أحمد العراقي.
قال الحاكم في "تاريخه": أبو بكر الطِّرازي سكن نيسابور، وخرج من بغداد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان من الناسكين المذكورين بحسن السيرة والمذهب، ثم دخل البصرة أيام أبي روق وأقرانه، وورد أصبهان وكتب بها الكثير، ثم ورد نيسابور سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وكان من القراء المجودين، ومن المذكورين بحفظ الحديث، خالف الأئمة في آخر عمره في أحاديث حدث بها من حفظه وفروعه، والله أعلم. وقال الخطيب في "تاريخه": كان فيما بلغني يظهر التقشف، وحسن المذهب، إلا أنه روى مناكير وأباطيل. ثم ساق حديثًا يرويه عن أبي سعيد العدوي عن خِراش الطحان عن أنس بن مالك مرفوعًا: "النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر
…
"، وقال: هذا الحديث لم يروه أبو سعيد العدوي عن خِراش عن أنس، وإنما رواه بإسناد آخر، ثم ساقه وقال: كنت أرى أن السهو دخل على الطِّرازي في روايته إياه؛ وأقول لعله سمعه من أبي سعيد عن بشر بن معاذ بالإسناد المذكور، فتوهمه في "نسخة" خِراش لاشتهار
العدوي بها، حتى رأيت له أحاديث جماعة سلك فيها السهولة، واتبع في روايتها المجرة، وكان يحدث كثيرًا من حفظه، وجميع نسخة أبي سعيد العدوي، التي رواها عن خِراش أربعة عشرًا حديثًا، وليس فيها شيء من هذه الأحاديث، وقد رأيت للطِّرازي أشياء مستنكرة غير ما أوردته تدل على وَهْي حاله وذهاب حديثه. وقال رشيد الدين في "نزهة الناظر": كان أديبًا فاضلًا مكثرًا من الحديث. وقال الذهبي في "التاريخ": من كبار القراء والصُّلحاء، وكان عارفًا بالعربية والحديث. وذكره في "معرفة القراء الكبار" وقال: مقرئ ضابط، صالح عالي الإسناد. وقال في "الميزان": قال الخطيب: ذاهب الحديث، روى مناكير وأباطيل، وزاد في "نسخة" خِراش ما ليس منها. وقال في "المشتبه": فيه لين. وقال ابن ناصر الدين في "توضيحه": روى عنه الحاكم، وقال: ضعيف له أحاديث تفرد بها منكرة. وقال ابن الجزري في "الغاية": مقرئ محقق كامل. وقال الألباني في "الضعيفة": روى مناكير وأباطيل. وقال مرة بعد أن ساق له حديثًا يرويه عن أبي سعيد العدوي: أبو سعيد العدوي كذاب، والطِّرازي نحوه.
ولد سنة ثلاثمائة، وتوفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة عن خمس وثمانين سنة.
قلت: [ضعيف لكثرة روايته المناكير، على علمه باللغة وكثرة حديثه، وكان مقرئًا أديبًا فاضلًا ناسكًا]، ولعل من كذَّبه ظن أنه تعمد هذه المناكير، لكن من زكاه في دينه ومعرفته بالحديث وغيره يدفع عنه تهمة الكذب، فالله أعلم.
"مختصر تاريخ نيسابور"(53/ أ)، "تاريخ بغداد"(3/ 225)،