الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تجاوز المائة. وقال في "التذكرة": مسند مرو، مات عن مائة سنة. وفي "النبلاء": كان من أبناء التسعين رحمه الله. ولم يذكره في "جزئه أهل المائة".
قلت: [ثقة حافظ، فقيه عابد، أحد المعمَّرين].
"مختصر تاريخ نيسابور"(50/ ب)، "الإكمال"(2/ 269)، "الأنساب"(2/ 220)، "مختصره"(1/ 346)، "تذكرة الحفاظ"(3/ 1020)، "النبلاء"(16/ 470)، "تاريخ الإِسلام"(27/ 174)، "الجواهر المضية"(3/ 144)، "توضيح المشتبه"(2/ 238)، "تبصير المنتبه"(1/ 308).
[864] محمَّد بن الحسين بن محمَّد بن موسى بن خالد بن سالم بن زاوية بن سعيد بن قبيصة بن سرَّاق، أبو عبد الرحمن، الأَزْدِي، السُّلَمي الأم، الصُّوفي، النَّيْسابُوري
.
سمع: أباه الحسين، وأبا العباس الأصم، وأبا بكر الصِّبغي سنة ثلاث وثلاثين، وأبا عبد الله الأخرم، وأبا علي الحافظ، وأبا الحسن أحمد بن محمَّد بن عبدوس الطرائفي، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، وسعيد بن القاسم البردعي، وأحمد بن محمَّد بن رُميح النسوي، وجده لأُمِّه أبا عمرو إسماعيل بن نُجيد، وأبا إسحاق الحيري، وأبا عبد الله الصفار، وأبا جعفر الرازي، وأبا الحسن الكارزي، والأستاذ أبا الوليد حسان، وأبا بكر القطيعي، ويحيى بن منصور القاضي، وخلقًا. وقال السمعاني: شيوخه أكثر من أن تذكر.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في "تاريخه"، وقال: صنف في علوم التصوف، وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر البيهقي وذكر أنه حدثه من أصل كتابه، وأبو صالح المؤذن، ومحمَّد بن يحيى المزكي، وأبو عبد الله الثقفي، وأبو بكر بن خلف، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وأبو نصر الجُوري، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر بن زكريا، وعلي بن أحمد المديني، وهو آخر من روى عنه في الدنيا، وخلق.
قال الحاكم كما في "سؤالات السجزي": كثير السماع والطلب، متقن فيه، من بيت الحديث والزهد والتصوف. ونقل سبط بن الجوزي في "مرآته" عن الحاكم أنه قال: إن لم يكن أبو عبد الرحمن من الأبدال، فليس لله في الأرض ولي. وقال أبو سعيد محمَّد بن علي الخشاب في "جزئه" الذي أفرد فيه ترجمته للسُّلمي: كان مرضيًّا عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، والسلطان والرعية، في بلده وفي سائر بلاد المسلمين، ومضى إلى الله كذلك، وحبب تصانيفه إلى الناس، وبيعت بأغلى الأثمان، وقد بعتُ يومًا من ذلك على رداءةِ خطي بعشرين دينارًا، وكان في الأحياء، وكان ابتدأ التصنيف سنة نيف وخمسين وثلاثمائة، وصنف في علوم القوم سبعمائة جزء، وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من جمع الأبواب والمشايخ وغير ذلك ثلاثمائة جزء، وقال أبو نعيم الأصبهاني في "الحلية": هو أحد من لقيناه، وممن له العناية التامة بتوطئة مذهب المتصوفة وتهذيبه على ما بينه الأوائل من السلف، مقتد بسمتهم، ملازم لطريقتهم، متبع لآثارهم، مفارق لما يؤثر عن المخرمين المتهوسين من جهال هذه الطائفة، منكر عليهم إذ حقيقة هذا المذهب عنده متابعة
الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بلغ وشرع، وأشار إليه وصدع. وقال عبد الغافر الفارسي في "السياق": شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جمع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة في علوم القوم، وقد ورث التصوف عن أبيه، وجده، وجمع من الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه في غيره، حتى بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر، حدث أكثر من أربعين سنة إملاءً وقراءة، وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز، وانتخب عليه الحفاظ الكبار. وقال الخطيب في "تاريخه": كان ذا عناية بأخبار الصوفية، وصنف لهم سننًا وتفسيرًا وتاريخًا، وقال لي محمَّد بن يوسف القطان النَّيْسابُوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئًا يسيرًا، فلما مات الحاكم أبو عبد الله ابن البيِّع حدث عن الأصم بـ"تاريخ يحيى بن معين"، وبأشياء كثيرة سواه. قال: وكان يضع للصوفية الأحاديث. قال الخطيب: قَدْر أبي عبد الرحمن السلمي عند أهل بلده جليل، ومحله في طائفته كبير، وقد كان مع ذلك صاحب حديث مجودًا، جمع شيوخًا وتراجم وأبوابًا، وبنيسابور له دويرة معروفة به، يسكنها الصوفية قد دخلتها. وقال السبكي في "الطبقات": قلت: قول الخطيب فيه هو الصحيح، وأبو عبد الرحمن ثقة، ولا عبرة بهذا الكلام فيه. وقال سبط ابن الجوزي في "مرآته": معلقًا على كلام القطان: ذلك من قبيل الحسد، ولا نقبل منه. وقال السمعاني: صاحب التصانيف للصوفية التي لم يسبق إليها، وكان مكثرًا من الحديث، وله رحلة إلى العراق، والحجاز. وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى": وقد تكلم أهل المعرفة في رواية أبي عبد الرحمن
السلمي حتى كان البيهقي إذا حدث عنه يقول: حدثنا من أصل سماعه.
وقال ابن عبد الهادي: الحافظ الزاهد، شيخ الصوفية، صنف وجمع، وكتب العالي والنازل، وسأل الدارقطني عن أحوال كثير من الرواة. وقال الذهبي في "التذكرة": الحافظ العالم الزاهد، شيخ المشايخ، كتب العالي والنازل، وسأل الدارقطني عن أحوال كثير من الرواة. وقال الذهبي في "التذكرة": الحافظ العالم الزاهد، شيخ المشايخ، كتب العالي والنازل، وصنف وجمع، وسارت بتصانيفه الركبان، أَلَّف "حقائق التفسير" فأتى بمصائب، وتأويلات الباطنية، نسأل الله العافية، وقد سأل أبا الحسن الدارقطني عن خلق من الرجال سؤال عارف بهذا الشأن. وقال في "النبلاء": ما هو بالقوي في الحديث، وله "سؤالات" للدارقطني عن أحوال المشايخ الرواة سؤال عارف، وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي "حقائق تفسيره" أشياء لا تسوغ أصلًا، عدَّها بعض الأئمة من زندقة الباطنية، وعدها بعضهم عرفانًا وحقيقة، نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى، فإن الخير كل الخير في متابعة السُّنَّة، والتمسك بهدي الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. وقال في موضع آخر من "النبلاء": تُكُلِّم في السُّلَمي من أجل تأليفه كتاب "حقائق التفسير" فيا ليته لم يؤلفه، فنعوذ بالله من الإشارات الحلَاّجية، والشطحات البسطامية، وتصوف الإتحادية، فواحُزناه على غربة الإِسلام والسنة، قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
…
} وقال في "التاريخ": كان وافر الجلالة، له أملاك ورثها من أمه، وورثتها من أبيها، وتصانيف يقال إنها ألف جزء، وله كتاب سماه
"حقائق التفسير" ليته لم يصنفه، فإنه تحريف وقرمطة، فدونك الكتاب فسترى العجب. قال السبكي معلِّقًا على كلام شيخه هذا: قلت: لا ينبغي له أن يصف بالجلالة من يدعي التحريف والقرمطة، وكتاب "حقائق التفسير" المشار إليه قد كثر الكلام فيه من قِبِل أنه اقتصر فيه على ذكر تأويلات، ومحال للصوفية، ينبو عنها ظاهر اللفظ. وقال في "الميزان": تكلَّموا فيه، وليس بعمدة، روى عن الأصم وطبقته، وعُني بالحديث ورجاله، وسأل الدارقطني. وقال -أيضًا-: وفي القلب مما يتفرد به. وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: حافظ زاهد، لكن ليس بعمدة، وله في "حقائق التفسير" تحريف كثير. وقال الحافظ في "اللسان": قال البيهقي: مثله إن شاء الله لا يعتمد، ونسبه إلى الوهم، وكان إذا حدث عنه يقول: حدثني أبو عبد الرحمن السلمي من أصل كتابه. وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" بعد تخريجه حديثًا من طريق السُّلمي
…
مخرجه السلمي نفسه متهم بأنه كان يضع الأحاديث للصوفية.
ولد في عاشر جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وذلك بعد موت مكي بن عبدان بستة أيام، كذا ورخه أبو سعيد الخشاب في "جزءه" وورخه عبد الغافر سنة ثلاثين وثلاثمائة، وقد تابعه على ذلك أكثر المؤرخين. وتوفي يوم الأحد ثالث شعبان -وقيل: في رجب- سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكانت جنازته مشهودة.
قلت: [إمام في التصوف، صاحب إتقان ورحلة في الحديث، طُعن فيه من أجل كتابه "حقائق التفسير"، وفي مصنفاته مناكير وموضوعات ليست على سبيل العمد، وله غرائب وأفراد] فالأصل في حديث الصحة