الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[897] محمد بن صالح بن علي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن بن أم شيبان، الهاشمي، العِيْسَوي، القاضي، الكُوْفي ثم البَغْدادي، الأكبر، الفقيه المالكي
.
سمع: عبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن محمد بن عقبة، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبا أحمد محمد بن أحمد الجريري، وأحمد بن المبارك المستملي، وإبراهيم بن حماد، وأبي جَعْفَر محمد بن عبد الله المستعيني، وغيرهم.
وتلا على: ابن مجاهد.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في "مستدركه" -ووصفه بقاضي القضاة، ومرة بـ قاضي قضاة المسلمين- وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، وأبو العباس أحمد بن محمد الكرخي، وغيرهم.
قال طلحة بن محمد بن جعفر: لما نقل المستكفي بالله أبا السائب عن القضاء بمدينة المنصور، وذلك في يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، قلد في هذا اليوم أبا الحسن بن أم شيبان، وهي والدة جد أبيه يحيى، والقاضي أبو الحسن من أهل الكوفة وبها ولد ونشأ، وكتب الحديث، وقدم بغداد سنة إحدى وثلاثمائة مع أبيه، ثم تكرر دخوله إياها، ثم دخل سنة سبع وثلاثمائة فقرأ على أبي بكر بن مجاهد، ولقي الشيوخ، ثم انتقل إلى الحضرة فاستوطنها في سنة ستة عشرة وثلاثمائة، وصاهر قاضي القضاة أبا عمر محمد بن يوسف على
بنت بنته، وأبو الحسن رجل عظيم القدر، وافر العقل، واسع العلم، كثير الطلب للحديث، حسن التصنيف، مدمن الدرس والمذاكرة، ينظر في فنون العلم والآداب، متوسط في الفقه على مذهب مالك، ولا أعلم قاضيًا تقلد القضاء بمدينة السلام من بني هاشم غيره، ثم قلده المطيع قضاء الشرقية مضافًا إلى مدينة المنصور، وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، فصار على قضاء الجانب الغربي بأسره إلى شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فإن بغداد جمعت لأبي السائب عتبة بن عبيد الله، وقلد القاضي أبو الحسن مصر وأعمالها، والرملة وقطعة من أعمال الشام. وقال أبو علي البَصْري: قال عضد الدولة يومًا وأنا حاضر -وقد جرى ذكر أهل بغداد، وكان يذمهم ويثلبهم-: ما وقعت عيني من هذا البلد على أحد يستحق التفضيل، أن يسمى برجل غير نفسين؛ ولما ميزتهما علمت أنهما ليسا من أهل بغداد، فتشوقت لمعرفتهما، ولم أسأل عنهما، وبأن له ذلك في وجهي فقال: أما أحدهما وأولاهما بالتفضيل فأبو الحسن بن أم شيبان؛ وهو كوفي. وقال محمد بن أبي الفوارس: كان نبيلًا سريًا فاضلًا، وما رأينا مثله في معناه في الصدق. وقال الخطيب: ولي القضاء ببغداد، وحدث بها. وقال القاضي عياض في "المدراك": ذكره صاحب الكتاب الحكمي في هذه الطبقة -أي الطبقة السادسة- قال: وعنده كان يجتمع المالكية أصحاب أبي بكر الأبهري ببغداد للنظر. وقال الذهبي في "النبلاء": قاضي القضاة، كان كبير القدر، إمامًا. وقال في "التاريخ": كان من خيار القضاة في زمانه مع الشرف والعلم.
ولد يوم عاشوراء من سنة أربع وتسعين ومائتين، ومات فجأة في