الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصيصي، وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
وقال في "تاريخه": كان من المعروفين في طلب الحديث في الشرق والغرب، فأما أبوه فكرابيسي، وأما هو فهو يورق على باب الأصم، وقد حدث، سمع بنيسابور وبغداد والجزيرة والشام ومصر، وبعد عوده من الرحلة خرج إلى سَرخس وكتب مصنفات الدغولي، وخرج إلى هراة، وسمع: أبا الجهم بن طلاب، وأبا عروبة، ومحمد بن زبان -بالزاء والباء الموحدة- بن حبيب، وأبا بكر بن خزيمة، وجماعة، توفي يوم الاثنين العاشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
قلت: [ثقة رحالة].
"مختصر تاريخ نيسابور"(52/ ب)، "تاريخ دمشق"(55/ 92)، "المقفى الكبير"(6/ 523).
[1019] محمَّد بن الفضل بن محمَّد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر، أبو طاهر، السُّلمي، الخزيمي، النَّيْسابُوري، حفيد إمام الأئمة محمَّد بن إسحاق بن خزيمة
.
سمع: جده فأكثر عنه، وأبا العباس محمَّد بن إسحاق السراج، وأبا العباس أحمد بن محمَّد الماسرجسي، وطبقتهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو المظفر سعيد بن إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم المذكر، وعلي بن بشرى، ويحيى بن عمار بن يحيى، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد محمَّد بن عبد الرحمن بن محمَّد
الكنجروذي، وأبا بكر محمَّد بن عبد الرحمن، ومحمد بن محمَّد بن يحيى، وأبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ، وأبو بكر محمَّد بن الحسن بن علي المقرئ، وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو القاسم المغازي وأبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المقرئ، وأبو عثمان سعيد بن محمَّد البحيرى، وغيرهم.
قال الحاكم في "تاريخه": أبو طاهر حفيد إمام المسلمين أبي بكر محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، كاتبوه للتزكية سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وقد كان سمع الكثير من جده أبي بكر، وأبوي العباس السَّرَّاج والماسرجسي، فعقدت له المجلس للتحديث في شهر رمضان من سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ودخلت بيت كتب جده، وأخرجت له منها مائتين وخمسين جزءًا من سماعاته "الصحيحة"، وحُمِلَتْ إلى منزلي، فَخَرَّجْتُ له "الفوائد" في عشرة أجزاء، وقلت له: دع الأصول عندي صيانة لها وحَدِّث بالفوائد، فلما كان بعد سنين حمل تلك الأصول وفَرَّقها على الناس، وذهبت، ومدَّ يده إلى كتب غيره فقرأ منها، ثم إنه مرض وتغير بزوال عقله في ذي الحجة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، ثم إني قصدته بعد ذلك غير مرة للرواية، فوجدته لا يعقل، وكل من أخذ عنه بعد ذلك فلِقِلَّة مبالاته بالدِّين، وتوفي في جمادى الأولى من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، ودفن في بيت جده بقربه. قال الذهبي في "النبلاء": قلت: ما أُراهم سمعوا منه إلا في حال وعيه، فإن من زال عقله كيف يمكن السماع منه؟ بخلاف من تغير ونسي وانهرم. وقال في "التاريخ": وما اعتقد أنهم سمعوا منه إلا في صحة عقله، فإن من لا يعقل كيف يُسْمَع عليه، والله
تعالي أعلم. وقال في "العبر": اختلط قبل موته بثلاثة أعوام، فتجنَّبوه. وقال في "الميزان": قال الحاكم: مرض في الآخر، وتغيَّر بزوال عقله سنة 84، وعاش بعدها ثلاث سنين، قصدته فيها فوجدته لا يعقل، قلت: ما عرفت أحدًا سمع منه أيام عدم عقله، فالله أعلم.
وقال العراقي في "التقييد والإيضاح" بعد نقله كلام الحاكم السابق في بدء اختلاطه: فعلى هذا تكون مدة اختلاطه سنتين وخمسة أشهر أو مع زيادة بعض شهر آخر. وأما نقل صاحب "الميزان" عن الحاكم أنه عاش بعد تغيره ثلاث سنين فنقل غير محرر، وهكذا قال في "العبر": اختلط قبل موته بثلاثة أعوام فتجنّبوه. قال في "الميزان": ما عرفت أحدًا سمع منه أيام عدم عقله، والله أعلم. وقال الحافظ في "اللسان": وفي تحديد مدة اختلاطه -يعني بثلاث سنين- تجوُّز، وأما كونه لم يحدث في الاختلاط فقد أعاد الذهبي كلامه في "العبر" فقال: اختلط قبل موته بثلاثة أعوام، وكلام الحاكم يدل على أنه حدث في أيام اختلاطه، فإنه قال بعد قوله: فوجدته لا يعقل: وكلُّ مَنْ أخذ عنه بعد ذلك فلِقِلِّة مبالاته بالدين، وعاب عليه الحاكم -أيضًا- بيعَة لأصوله، وتحديثه من كتب الناس. وقد تعقب كلام الذهبي -أيضًا- السخاوي في "فتح المغيث"، وذكر أن كلام الذهبي متعقب بكلام الحاكم ثم قال: على أن الحاكم لينه بخلاف هذا. وقال ابن الصلاح في "المقدمة": ذكر الحافظ أبو على البرذعي في "معجمه" أنه بلغه أن أبا طاهر حفيد ابن خزيمة اختلط في آخر عمره. وقال الذهبي في "النبلاء": الشيخ الجليل المحدث.
قلت: [صدوق فيه غفلة وقلة عناية بما عليه أهل هذا الفن، وزال عقله
قبل موته بنحو سنتين، وكان في أول أمره له جلالة، فكلام الحاكم يدل على أن الرجل فيه غفلة ولا يستطيع أن يميز صحيح سماعاته من جده، وإن كان لا يضره عدم تمييزه للفوائد؛ لأن هذه منزلة الكبار، وكم من ثقة لم يبلغها، إلا أنه يظهر من كلام الحاكم أنه كان مرتابًا منه خائفًا من جهته على أصول جده، ولذا طلب إبقاءها عنده صيانة لها، وقد صدقت فيه فراسة الحاكم، فلما أخذها باعها، أو فرقها في الناس، وحدث من كتب غيره، وإذا حدَّث من كتب غيره وهو صاحب غفلة، فلا شك أنه سيخلِّط، هذا كله قبل زوال عقله، فأين دليل ما قاله الذهبي رحمه الله: الشيخ المحدث الجليل؟! لعل ذلك كان في أول أمره، ولذا راسلوه بالتزكية، لكن كلام الحاكم جرح مفسَّر، كما سبق بيانه، ولذا فلا تميل نفسي إلى الاحتجاج به، والله أعلم.
"مختصر تاريخ نيسابور"(52/ ب)، "ذم الكلام وأهله"(3/ 149)، (4/ 112، 188)، "الأنساب"(2/ 416)، "بغية الطلب"(5/ 2479)، "المختلطين" للعلائي (42)، "النبلاء"(16/ 490)، "تاريخ الإِسلام"(27/ 157)، "العبر"(2/ 173)، "الإعلام"(1/ 264)، "الإشارة"(194)، "الميزان"(4/ 9)، "مرآة الجنان"(2/ 435)، "التقييد والإيضاح"(2/ 1480)، "الاغتباط"(109)، "توضيح المشتبه"(3/ 203)، "اللسان"(7/ 441)، "فتح المغيث"(4/ 390)، "الكواكب النيرات"(56)، "الشذرات"(4/ 469)، "حاشية الإكمال"(3/ 244).