الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خلف [نوح خلف] من ولده، فمد يد الحنون ليأخذ بيده {يا بني اركب معنا} [هود: 42] فأجاب عن ضمير خايض في مساء المساوي {سآوي} [هود: 43]، فرد عليه لسان الوعيد {لا عاصم} [هود: 43]، فلما انتقم من العصاة بما يكفي [كفت] كف النجاة كفة الأرض بقسر {ابلعي} [هود: 44]، وقلع جذع جزع السماء في وكف دمعها بظفر {اقلعي} [هود: 44]، ونوديت نجوة الجودي جودي، بإنجاء غرقى السير، وزود الهالكون في سفر الطرد، [زاد] {وقيل بعدا} [هود: 44].
الفصل الرابع: في قصة عاد:
ولما تجبر قوم عاد في ظل ظلل ضلالهم حين أملى الأمل وطول البقاء، وزوى ذكر زوالهم، ومروا في مشارع عذاب الملاهي ناسين، من عذابها غافلين في حلل الغفلة بالأمنية عن المنية وآدابها، أقبل هود يهديهم، ويناديهم [في ناديهم]:{اعبدوا الله} [هود: 50]، فبرزوا في عتو {من أشد منا قوة} [فصلت: 15]، فسحب سحاب العذاب ذيل الأدبار بإقباله إلى قبائلهم، فظنوه لما [اعترض] عارض مطر، فتهادوا تباشير
البشارة، بتهادي بشارة {هذا عارض ممطرنا} [الأحقاف: 24]، فصار بلبل البلبال فبلبل {بل هو ما استعجلتم به} [الأحقاف: 24] فكان كلما دنا وترامى، ترى ما كان كأن لم يكن، فحنظلت شجرات مشاجرتهم هودًا، فجنى من جنى، من جنا ما جنى في مغنى {فما أغنى عنهم سمعهم} [الأحقاف: 26]، فراحت ريح الدبور لكي تسم الأدبار بكي الدبار، فعجوا منها عجيج الأدبر، فلم تزل تكوي تكوينهم بميسم العدم، وتلوي تلوينهم إلى حياض دم الندم، وتكفأ عليهم الرمال، فتكفي تكفينهم وتبرزهم إلى البراز عن صون [حصون]، كن يقينًا يقيهم، فإذا أصبحت أخذت تنزع في قوس {تنزع الناس} [القمر 20]، وإذا أمست أوقعت عريضهم في عرض {كأنهم أعجاز نخل} [القمر: 20]، فما برحت بارحهم عن براحهم حتى برحت بهم، ولا أقلعت حتى أقلعت قلوع قلاعتهم فدامت عليهم آفة وداء لا تقبل