الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصاب عليهم صيب صاب صاع صاعقة العذاب الهون، فحين دنا وديدن، دمغهم دمار [فدمدم (عليهم)]، فأصبحت المنازل لهول ذلك النازل {كأن لم تغن بالأمس} [يونس: 24].
الفصل السادس: في قصة الخليل عليه السلام:
كانت الكهنة قد حذرت نمرود وجود محارب غالب، ففرق بين الرجال والنساء، فحمل به على رغم أنف اجتهاده. فلما خاض المخاض في خضم أم إبراهيم، جعلت بين خيف الخوف وحير التحير تهيم، فوضعته في نهر قد يبس، وسترته بالحلفاء ليلتبس، وكانت تختلف لرضاعه وقد سبقها رضاع، {ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل} [الأنبياء: 51]، فلما بلغ سبع سنين رأى قومه في هزل، {إنا وجدنا آباءنا} [الأنبياء: 52]، فجادلهم فجد
لهم (فجدلهم)، وأبرز نور الهدى في حجة {ربي الذي يحي ويميت} [البقرة: 258].
فقابله نمرود يسهي السهو في ظلام، {أنا أحي} [البقرة: 258]، فألقاه كاللقاء، على عجز العجز بآفات {فأت بها} [البقرة: 258]، {فبهت الذي كفر} [البقرة: 258].
ثم دخل دار الفراغ، {فراغ عليهم} [الصافات: 93]، فجردوه من بُرد برَد العذاب [إلى] حر {حرقوه} [الأنبياء: 68].
فبنوا لسفح دمه بنيانًا إلى سفح جبل فاحتطبوا له على عجل العجل، ثم وضعوه في كفة المنجنيق.
فاعترضه جبريل في عرض الطريق، فناداه وهو يهوي في ذلك الفلا: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا.
فسيق بريد الوحي إلى النار بلسان التفهم: {كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} [الأنبياء: 69].