الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومتمتعين، فعبدوا الأصنام، وفشت فيهم الفواحش، فأرسل الله -جل شأنه- نبيًا من أنبيائه يقال له: صفوان، فدعاهم إلى الله عز وجل، ونهاهم عن المعاصي فلم يسمعوا، وأقام فيهم يدعوهم إلى الله عز وجل، فلم يقبلوا فغضب الله -جل شأنه- عليهم ومسخهم كلهم ومدينتهم أحجارًا سودًا.
قصة السبت
وهم المذكورون في قوله عز من قائل: {وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون (163)} [الأعراف].
وكان الله عز وجل قد أمر بني إسرائيل على لسان موسى عليه السلام بتعظيم يوم السبت واتخاذه عيدًا، وأن لا يحدثوا فيه شيئًا من الحركات، ولا يصاد فيه صيد البر ولا سمك البحر، فمضوا على ذلك مدة من الزمن وهم يعظمون هذا اليوم ويحتفلون به، وكان الله -جل شأنه- قد أوقع في قلوب الحيوانات مغرقة إلا من يوم السبت، فكانوا يخرجون سارعين في البحر فلم يعترضهم أحد، وفي غير يوم السبت يبعدون ولا يظهرون، وقد
ذكر الله عز وجل ذلك في كتابه العزيز.
ثم إن جماعة من بني إسرائيل احتالوا في صيد السمك وأخذه، وكانوا إذا كان عشية الجمعة فتحوا صنادق وأنهارًا، فتأتي الحيتان فتدخل فيها فيتركونها يوم السبت ولا تستطيع الخروج ويأخذونها في يوم الأحد، فنهاهم عن ذلك أنبياؤهم وعلماؤهم، وانقسم أهل المدينة قسمان؛ قسم كانوا يفعلون ذلك، وقسم كانوا لم يفعلوا.
فلما لم يقبلوا منهم اعتزلوا عنهم، وقسموا المدينة بينهم قسمين، فلما رأى المعتدون أنهم لم يصابوا تجرؤوا أيضًا في يوم السبت وارتكبوا المناهي والمنكرات، وأصروا على الاعتداء، فغضب الله عز وجل عليهم، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير ثم هلكوا.