الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخبرهم أنها لاتغني عنهم شيئاً وأنهم إن لم يرجعوا أهلكهم الله تعالى كما أهلك قبلهم عاداً وثمود، فلم يرجعوا، فهموا بقتله، فنجاه الله عز وجل منهم وأخرب بئرهم التي كانوا بغتبطون بها، وصاحت منهم (ملائكة العذاب) فهلكوا جميعاً.
وكذلك بعدهم
أهل القصر المشيد، وهم من أمة صالح
عليه الصلاة والسلام، أقاموا مدة متمسكين بدين نبي الله صالح عليه السلام وتوالدوا وتناسلوا، ثم ظهر فيهم ملك جبار ذو شوكة وقوة وبنى قصراً عظيماً وأتقنه وشيّد بنيانه أي أرفعها وأعلاها، وكان سفاكاً للدماء، فبعث الله جل شأنه نبياً من أنبياءه فوعظه، ونصحه فلم ينته، وقتله ولم ينكر عليه أهل بلده صنيعه، فغضب الله جل شأنه عليهم وأرسل إليهم ملكاً من الملائكة فصاح بهم فهلكوا جميعهم. وبقي القصر المشيد خالياً خاوياً عبرة (للمعتبرين) وتنبيهاً للغافلين.
ثم بعده نبي الله
(حنظلة بن صفوان) عليه الصلاة والسلام
- وهو أيضاً
لم يذكر في ((الكتاب العزيز)) وهو المرسل إلى أصحاب الرس، وهم أمة عظيمة ومسكنهم (أرض)(حضر موت)، وكان طول مدينتهم أربعين ميلاً، وعرضها كذلك، وسموا باسم ملكهم الرس، وكانوا متنعمين متمتعين، فعبدوا الأصنام وفشت فيهم الفواحش، فأرسل الله جل شأنه إليهم نبيهم حنظلة بن صفوان هذا عليه الصلاة والسلام، فناههم عن المعاصي فلم يسمعوا ولم يقبلوا، فأقحطوا وملح ماؤهم، فعمدوا إليه فقتلوه، فغضب الله عز وجل ومسخهم كلهم ومدينتهم أحجاراً سوداً.
ثم بعده نبي الله وخليله إبراهيم- عليه الصلاة والسلام، وسيأتي في قصص الأنبياء مساق نسبه ونسب الأنبياء عليهم السلام.
قال الجواليقي: هو اسم قديم يعرب وقد تكلمت به العرب على وجوه: (أشهرها: إبراهيم وأبراهام)، وقرئ بهما في السبع وإبراهيم بحذف الياء، وإبراهم وه اسم سرياني معناه: أب رحيم. وقيل: مشتق من البرهمة وهي شدة النظر، حكاه الكرماني في عجائبه.
وقال الواقدي: ولد إبراهيم على رأس ألفي سنة من
(خلق) آدم.
وفي المستدرك مسندة إلى أبي هريرة قال: اختتن إبراهيم بعد عشرين ومائة سنة بالقدوم، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
وحكى النواوي وغيره: أنه عاش مائة وخمساً وسبعين سنة.
وقال الواقدي: يقول الله تعالى: (وقروناً بين ذلك كثيراً)(الفرقان: 38) فكان بين نوح وآدم (عشرة قرون) وبينه وبين إبراهيك عشرة قرون، قولد إبراهيم خليل الرحمن على رأس ألفي سنة من خلق آدم. وهو أبو أكثر الأنبياء عليهم السلام، وهو المخصوص بالكرامة العظيمة والمناقب الحسنة، وهو
أول من سن السنن الحسنة، وأقام النواميس العظيمة، نبأه الله جل شأنه وأعلى ذكره، وأرسله إلى الأمم الطاغية من قوم نمرود بن كنعان، فدعا إلى الله سبحانه، وجاهد في الله حق جهاده فأوذي كثيراً، ثم نصره الله سبحانه وتعالى، وأظهر دينه وملته، وأمر ببناء البيت الشريف فبناه، وكان ربوة عالية، فحفر أساسه وبناه حتى أكمله.
وهذه العمارة الثالثة، فإن الأ، لى كانت للملائكة، والثاني لآدم عليه السلام، والثالث لإبراهيم عليه السلام، فبناه هو وابنه إسماعيل عليهما السلام، وصليا