الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«أفرضكم زيد» ، [وأما ما ورد عن التابعين فحيث جاز الاعتماد فيما سبق فكذلك هنا، وإلا وجب الاجتهاد]، وأما ما لم يرد فيه نقل فهو قليل، وطريق التواصل إلى فهمه النظر إلى مفردات الألفاظ من لغة العرب ومدلولاتها واستعمالها بحسب السياق، وهذا يعتني به الراغب كثيرًا في كتاب «المفردات» .
فيذكر قيدًا زائدًا على أهل اللغة في تفسير مدلول اللفظ؛ لأنه اقتضاء السياق. انتهى.
وقال الإمام الحافظ السيوطي -رحمه الله تعالى-: وقد جمعت كتابًا مسندًا فيه تفاسير النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فيه بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع وموقوف. وقد تم -ولله الحمد- في أربع مجلدات، وسميته «ترجمان القرآن» ، ورأيت أنا في أثناء تصنيفه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، في قصة طويلة تحتوي على بشارة حسنة.
تنبيه:
من المهم معرفة التفاسير الواردة عن الصحابة بحسب قراءة مخصوصة؛ وذلك أنه قد يرد عنهم تفسيران في الآية الواحدة مختلفان، فيظن اختلافًا، وليس باختلاف، وإنما كل تفسير على قراءة، وقد تعرض السلف لذلك.
فأخرج ابن جرير في قوله تعالى: {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} [الحجر: 15] من طريق ابن عباس --رضي الله تعالى عنهما- وغيره. أن «سكرت»
بمعنى «سدت» ومن طريق أنها بمعنى «أخذت» .
ثم أخرج عن قتادة قال: من قرأ «سكرت» بشدة فإنما يعني «سدت» ، ومن قرأ «سكرت» مخففة فإنه يعني «سحرت» ، وهذا الجمع من قتادة نفيس بديع.
ومثله قوله تعالى: {سرابيلهم من قطران} [إبراهيم: 50] أخرج ابن جرير عن الحسن: أنه الذي تهنأ به الإبل.
وأخرج من طريق عنه وعن غيره: أنه النحاس المذاب، وليس بقولين؛ وإنما الثاني تفسير لقراءة من «قطرٍ آنٍ» بتنوين «قطر» ، وهو النحاس و «آن» شديد الحر، كما أخرجه ابن أبي حاتم هكذا عن سعيد بن جبير. وأمثلة هذا النوع كثيرة، والكافل ببيانها كتابنا «أسرار التنزيل» .
وقد خرجت على هذا قديمًا الاختلاف الوارد عن ابن عباس وغيره في تفسير آية «أو لامستم» هل هو الجماع، أو المس باليد، فالأول تفسير لقراءة «لامستم» والثاني لقراءة «لمستم» ولا اختلاف.