الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هلك قالوا: قتلته، ففرج الله تعالى عنه، فعاد إلى حاله، وعادت هي إلى الدعاء أيضا، فعاد كحاله الأولى ثلاث مرات، فلما رأى ذلك أطلقها وأمر بإخراجها، ووهب لها هاجر أم النبي إسماعيل عليه السلام، وكانت من القبط، فسار إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو وسارة وهاجر إلى بيت المقدس، وكان ممن سار معه كما تقدم لوط عليه السلام، فنزل إبراهيم عليه السلام بأرض فلسطين ونزل لوط بأرض الأردن.
قصة نبي الله لوط
عليه الصلاة والسلام
-
أرسله الله - جل شأنه - إلى أهل سدوم، وهي بلدة عظيمة بالأردن، ويقال: كان المرسل إليهم سبع مدائن كبار، فدعاهم إلى توحيد الله وتعظيمه،
وأمرهم باجتناب المناكر والفواحش، وكان قد فشي في أهل هذه الأرض اللواط، فنهاهم لوط عليه السلام عن ذلك، وحذرهم غضب الله وسخطه عليهم، فلم ينتهوا عما هم عليه، وكانوا يتجاهرون بذلك في مجالسهم ونواديهم، ويفعلون الفاحشة بمن وصل إليهم من غريب أو ابن سبيل، وكان لوط عليه السلام على سنة إبراهيم عليه السلام في الكرم وإيواء الغريب والضيف، وكان من سنة إبراهيم الخليل عليه السلام أن لا يأكل إلا مع ضيف ولو جلس طاويا، وكان يتطلب الضيف الفراسخ البعيدة عن منزله، فإذا وجده أتى به وأكل معه، فلما لم ينتبه الأمم التي أرسل الله عز وجل إليهم لوطا عليه السلام ولم يقبلوا نصيحته وأرادوا إيذاءه وإخراجه من أرضهم لنصحه لهم، أرسل الله سبحانه وتعالى ملائكة في صورة البشر، فنزلوا على إبراهيم عليه السلام فنحر لهم عجلا سمينا، فقربه إليهم فلم يأكلوا لأن ذوات الملائكة وقوابلهم لا تقبل ذلك، لما رأى ذلك منهم استوحش وخشي منهم، فلما علموا ذلك منه بينوا له أنهم رسل من حضرة الله، وأنهم مأمورون بإهلاك الأمم التي أرسل إليهم لوطا، فراجعهم
إبراهيم عليه السلام قائلا: إن فيهم لوطا وأهله، فكيف يكون الإهلاك؟ فقالوا: قد أمرنا الله عز وجل بذلك، ولوط وأهله محفوظون من الهلاك مبعدون عنه، فلما علم أن الأمر من الله - جل شأنه - مبرم سكت ولم يراجع.
وكانت سارة قائمة، فضحكت من مراجعة إبراهيم عليه السلام ومخاطبته لهم، وعجبت من ذلك، ثم ذهب أولئك المرسلون من عند الله، فلما رآهم لوط عليه السلام خشي عليهم من فساد أهل المدينة، فذهب بهم إلى منزله وأخفاهم في داره، وكانت امرأته ممن يميل إلى صنيع أهل المدينة، ولم تكن من المخلصين (مع لوط)، ويقال: إنها أشارت إلى أهل المدينة بالأضياف، فأقبلوا يهرعون إليه يريدون الأضياف، فمنعهم عن ذلك وعرض عليهم بناته
فلم يقبلوا وألحوا في طلبهم، فلما رأى ذلك منهم وعجزه عن مقاومتهم قال كما قال الله تعالى في كتابه العزيز حاكيا عنه:(لو أن لي بكم قوة أو ءاوى إلى ركن شديد)(هود: 80) يعني قبيلة ومنعة ناصرين. وأما قوله: (لو أن لي بكم قوة
…
) إلى آخره، فلعله قصد بذلك استنزالهم واستعطافهم والإشارة إليهم، بأني رجل ضعيف مسكين
…
، وإلا فأنبياء الله معترفون في جناب الالتجاء إلى الله تعالى فلم يفد ذلك، فلما رأت الملائكة ما يقاسيه لوط عليه السلام مع قومه أفصحوا له بالمقصود، وأبدوا له حقيقة الحال، وأخبروه أنهم مرسلون من جناب الحق - جل شأنه - لإهلاك هؤلاء القوم، وأرسل الله