الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصة نبي الله إلياس عليه السلام
وهو إلياس بن ياسين من ولد هارون بن عمران عليه السلام، أرسل إلى لاجب ملك العشرة الأسباط وامرأته أربيل، وكان لاجب وأتباعه يعبدون الأصنام، وكان قد صنع صنمًا، وسماه بعلًا، ودعا قومه وأجبرهم على عبادته، فنهاهم
إلياس عليه السلام عن ذلك، وأكثر عليهم، فهموا بقتله ففر هاربًا إلى الفلاة والقفار، وأقام مدة شريدًا وحيدًا فريدًا في الجبال الشوامخ يعبد الله عز وجل، ويقتات من الأشجار، ولما اشتدت به الكرب من عدم إيمان من أرسل إليهم وتفرده عنهم، أوحى الله إليه: ما هذا الحزن والجزع الذي أنت فيه، ألست أميني على وحيي، وحجتي على خلقي، ورحمتي في أرضي، فاسألني أعطك، فإنني ذو الرحمة الواسعة، فقال: تمتني وتلحقني بآبائي؛ فإني قد مللت هؤلاء القوم وملوني، فأوحى الله -جل شأنه- إليه ما هذا اليوم الذي أعري منك الأرض وأهلها، وإنما قوامها بك وأشباهك، ولكن سلني أعطك،
فقال إلياس عليه السلام أن تمتني فأعطني ثأري منهم بأن تمنع القطر عنهم سبع سنين، فلا تنزل قطرة إلا بدعوتي، فقال الله عز وجل: أنا أرحم بخلقي من ذلك، فلم يزل حتى أعطاه ثلاث سنين، فامتنعت الأمطار واشتد القحط وهلكت البهائم والدواب. وفي هذه المدة كان إلياس عليه السلام يأوي إلى بيت أم يونس بن متى، وكان قد مات، فدعا له فحيي بعد الموت ودعا له أيضًا بالبركة، فكان منه ما كان.
وفي هذه المدة أيضًا كان يأوي إلى بيت أم اليسع ابن أخطوب وكان به ضر، فدعا له فعفي واتبعه اليسع وآمن به وصدقه وكان لا يفارقه أبدًا، وكان يذهب معه حيث ما ذهب. ثم أوحى الله -جل شأنه- إلى إلياس عليه السلام قد
هلكت كثير من الخلق بدعائك، ومن الحيوانات ممن لم يعص، فسأل الله عز وجل أن يكون الفرج لهؤلاء العصاة، فأتاهم إلياس عليه السلام، وقال لهم: إنكم قد هلكتم من الجوع والجهد؛ وذلك بدعائي، وإن كنتم تريدون الفرج فاخرجوا بأصنامكم واستسقوا لها فإن استجابت علمتم أنكم على حق، وإلا دعوت الله لكم يفرج عليكم وعلمتم أنني على حق، ففعلوا ذلك وخرجوا بأوثانهم فدعوا فلم يستجب لهم.
ودعا إلياس عليه السلام هو واليسع فأنزل الله -جل شأنه- الأمطار، فآمن به من شرح الله صدره للإيمان وكفر به (من) لم يهده الله عز وجل.
ولما كبر إلياس عليه السلام استخلف اليسع عليه السلام ورفعه الله عن أعين الناس، ونزع عنه لذة المطعم والمشرب، وصار إنسانيا ملكيًا سماويا وهو كالخضر موجود في هذا العالم، كما دلت على ذلك الأخبار النبوية والآثار عن خيار