الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-جل شأنه - عليهم العمى وطمست أبصارهم فلم يروا لوطا ولا أضيافهم، فاشتغلوا بأنفسهم عنه، وقالوا: سحرنا لوط، ولم يرجعوا لله ولا أنابوا إليه، وأقاموا على ذلك ثلاثة أيام، وأمرت الملائكة لوطا أن يتحمل بأهله ويخرج عن أرضهم، وأمروه أن لا يلتفت أحد إلى ورائه، فساروا، واحتملت الملائكة مدائنهم حتى بلغت (بها) إلى الجو، فقلبت عاليها سافلها وحصبوا بالحجارة من السماء، فلم يبق أحد منهم، فالتفتت امرأة لوط، فرأت ما أصابهم، فأصابها حجر فأهلكها - نعوذ بالله من غضبه -.
قصة نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام
-
لما حملت به هاجر (غارت سارة) منها غيرة عظيمة، وأمرت
إبراهيم عليه السلام أن يخرجها عنها هي وابنها، فذهب بهما، وأمره الله سبحانه وتعالى أن يجعلهما بمكة - شرفها الله -، فذهب بهما فوضعهما بمكة، وكانت أرضا قفرا ليس فيها ماء ولا كلأ، ثم ذهب راجعا عنهما، فقالت له هاجر: أتتركنا حيث لأن الله أمرك (بذلك)؟ قال: نعم. قالت: هو حسبنا وكفى، فأقامت هي
وابنها حتى لحقها الظمأ، واشتد بها العطش، فخرجت تلتمس لابنها ماء، فذهبت إلى الصفا ثم إلى المروة فلم تجد، فترددت في المحلات سبع مرات، وفي غيبتها أمر الله عز وجل جبريل عليه السلام، فضرب بجناحه تحت قدم إسماعيل عليه السلام، فنبع الماء، ففحص إسماعيل عليه السلام الماء برجله، وأقبلت (أمه) وعندها أنه قد مات من الظمأ، فوجدت الماء يسيل تحت قدمه (فجمعت) وقالت: زمزم، أي: اجتمع، فلذلك سمي زمزما، وأقامت هاجر وإسماعيل عليه السلام يشربان من ذلك الماء، حتى وفد عليها ناس من جرهم، فلما رأوا الماء ولم يكونوا يعهدونه في ذلك الوقت استأذنوا (هاجر) أن ينزلوا معها على الماء، فأذنت لهم وأقاموا معها واستأنست بهم.
وكان إبراهيم عليه السلام يزورهما في كل شهر مرة على البراق، فلما رأى ما حصل لهم فرح بذلك ودعا لهم قائلا:(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل أفدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرت لعلهم يشكرون)(إبراهيم: 37) ودعا أيضا بوجود محمد صلى الله عليه وسلم قائلا: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءايتك ويعلمهم الكتب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)(البقرة: 129).
وكان إبراهيم عليه السلام يتردد عليهم، وشب إسماعيل عليه السلام وكبر، فأمر إبراهيم عليه السلام بذبحه في منامه مرارا، فامتثل أمر الله سبحانه وتعالى، وأتى إليه وشاوره في
ذلك، فقال: يا أبت افعل ما تؤمر ولا تتوقف في أمر الله، فأضجعه إبراهيم عليه السلام وحد الشفرة واستسلم إسماعيل عليه السلام لمراد الله عز وجل وقضائه، ومر بها على حنجرة إسماعيل مرارا، وهي تنقلب في يده، ثم نودي من خلفه، وأهبط الله سبحانه وتعالى ملائكة، وأنزل معهم كبشا عظيما فداء إسماعيل عليه السلام، وقيل له: اذبح هذا مكان ابنك وإنما أراد الله سبحانه وتعالى ابتلائك وامتحانك، وقد ظهر كمال امتثالك لأمر الله سبحانه وتعالى، ثم أقام إسماعيل عليه السلام بمكة، وماتت (أمه) هاجر ودفنت بالحطيم أو الحجر - رحمها الله -، وكبر إسماعيل عليه السلام، فتزوج امرأة من جرهم، فأتى أبوه إبراهيم عليه السلام وإسماعيل غائب، فسألها عن حالهم ومعاشهم، فذكرت شرا ولم تجبه بخير، فقال لها: إذا جاء بعلك فسلمي عليه، وقولي له: حول عتبة بابك، فلما جاء إسماعيل عليه السلام أخبرته، فقال لها: أنت عتبة الباب وأنت طالق. ثم تزوج امرأة أخرى، فأتى إبراهيم عليه السلام، فسألها عن حالهم ومعاشهم، فذكرت خيرا وأثنت على الله بما هو أهله، فقال لها: إذا أتى بعلك فقولي له: ثبت عتبة بابك، فأخبرته بذلك، وأولد إسماعيل عليه السلام أولادا