الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلى وأزيد على حسب قوته، إلى أن تبلغ إلى الكرسي وإلى العرش.
ومن هذا المعنى قول بعض العارفين: عنقي متعلقة بقوائم الكرسي أو قوائم العرش.
وقد يشاهد صاحب غلبة الروح اتساع روحه بجسده حتى تكون مالئة للوجود علوية وسفلية.
ومن هذا المعنى قول بعض العارفين: طيران مثلي، وحملي كل الوجود، وحيزي لا يترك.
ومن غلبة الروحانية على الجسمانية يكون الطيران، والمشي على الماء والهواء، والدخول في التنانير وهي تضرم نارًا، والضرب بالسلاح ولا يؤثر.
وهذا صفة المعراج الروحي، وهو للأنبياء عليهم السلام وللأولياء -عليهم الرضوان-.
القسم الثاني- وهو المعراج الجسماني
فقد روي صفة النبي صلى الله عليه وسلم وملخصه: أنه كان نائمًا، فأتله الملك، فأيقظه
وقدم له دابة، وهي البراق روحانية من العالم الأقدس، فصار به حتى وصل إلى بيت المقدس، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعت له الأنبياء، والروحانيون فصلى بهم، ثم وضع له صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس معراج وهو السلم من نورن فصعد هو وجبريل من [بيت المقدس] إلى السماء، فاجتمع بأرواح الأنبياء في طبقات
السماوات، إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى، فوقف جبريل، وتقدم صلى الله عليه وسلم ذاهبًا إلى الحضرة العلية والمقامات الصمدية إلى أن انتهى إلى قاب قوسين؛ أي مقار قوسين أو أقرب من ذلك، فشافهه بالخطاب، وأوحي إليه بالمكالمة، وشرف بالإسراء، وأي بالأنوار، وأري الجنة والنار، وفرضت عليه الصلوات، وكانت خمسين، فعاد بها، فصادف موسى عليه السلام في هبوطه، فقال له: إن أمتك لا تطيق، فعد واسأل التخفيف من الله عز وجل، فلم يزل يعود ويخفف عنه، ويعود إلى موسى، فيأمره بالتخفيف حتى انتهت إلى خمس صلوات، فعاد النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر الناس بعروجه إلى السماء العلى، فآمن بذلك من أشرقت عليه أنوار السعادة الأزلية، وكذبه من غلبت عليه الشقاوة البهيمية، كما قال تعالى:{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس} [الإسراء: 60] وأمر النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش أن يصف لهم البيت المقدس امتحانًا، فشرع يصف لهم فعمي عليه شيء منه، فمثل له بيتًا نظر إليه ويخبرهم عنه، ولم يبلغنا صعود أحد بجسمه إلا ما ثبت في الصحيح من صعود رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفع إدريس عليه السلام وعيسى عليه السلام، وقد