الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنبت الله عز وجل عليه شجرة اليقطين، وهي شجرة الدباء، وكان حين لفظته الحوت كالطفل حين يخرج من بطن أمه في غاية الضعف.
وأما قومه فإنهم أسفوا على نفسه كثيرًا، فلما عاد إليهم فرحوا به فرحًا شديدًا، وذلك قوله تعالى:{وإن يونس لمن المرسلين (139) إذ أبق إلى الفلك المشحون (140) فساهم فكان من المدحضين (141)} [الصافات]، إلى آخر ما قص الله -جل شأنه- من الآية في شأنه -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
قصة نبي الله عزير -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
-
هو من سبط هارون عليه السلام، وهو عزير بن سروخا، وكان فيمن أسره بخت نصر لما أن دخل بيت المقدس ووصل معه إلى أرض بابل، وتخلص منهم
وأقبل راجعًا إلى الأرض المقدسة ومعه حماره، ودخل قرية من قرى الأرض المقدسة، فرآها خاوية خالية قد تهدمت بيوتها، فقال في نفسه: متى ترجع هذه البلدة وتعود على حالها؟
وكان معه عنب في سلة قد أخذه وعصر منه جانبًا ووضعه في زق فأكل من هذا وشرب من هذا ونام، فنزع الله منه الروح، وأبقاه حيا، ومنع منه الآفات مائة سنة. وكان نومه وقت الضحى وأفاق وقت الغروب، فلما أفاق قال له الملك: كم لبثت؟ قال: {لبثت يومًا أو بعض يوم} [البقرة] فنظر إلى حماره فوجده على حاله، ونظر إلى العنب فوجده لم يتغير، وإلى العصير كذلك، ورأى البلاد قد عمرت بأحسن ما يكون، فركب حماره وذهب إلى داره،