الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال تعالى:
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [النحل:17].
5 -
وضع القرآن الكريم، القواعد الكلية للمنهج العقليِّ للدَّعوة الإسلاميَّة، وقد فصل الرَّسول صلى الله عليه وسلم هذا المنهج وأمر به أصحابه، ومن ذلك ما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تَفكَّرُوا في خَلقِ اللهِ، ولا تتفَكَّروا في الخالق، فإنَّكم لا تقدُرون قَدْره)).
كذلك نهى الرَّسول صلى الله عليه وسلم عن أن يتحدَّث الإنسانُ فيما لا يعلم، أو أن يُمعن التفكر فيما ليس فيه مصلحة، فعن عمر رضي الله عنه قال:"نُهينا عن التَّكلُّف" رواه البخاري.
كذلك نهى الإسلام عن أن يبنيَ المسلم أفكاره ومعتقداته على الظن، أو أن يُخضعَ عقله للهوى، أو مؤثراتٍ اجتماعية، تقوم على التقليد.
وقال تعالى:
{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ} [القصص:50].
وقال جل شأنه:
{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ} [النجم:23].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إيَّاكم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديث)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
سادساً: آثار المنهج العقليِّ على المدعُوِّين
1 -
تظهر آثار المنهج العقليِّ للدَّعوة إلى الله، من خلال الانتشار السريع والمستمرِّ للإسلام، فما يكاد الشَّخص تُلامسُ تعاليمُ الإسلام قلبَه وعقلَه، إلا ويستجيبُ لداعي العقلِ والفطرة.
2 -
نجح الإسلامُ -وما زال النجاحُ حليفَه- في إفحام الخصم، حيث لا يستطيعُ أمام الآيات القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة والحجج العقليَّة، إلا الإذعانُ والتَّسليمَ والرِّضا بالإسلام.
3 -
المنهجُ العقليُّ، دائرته محدودة ونطاقه ضيِّق؛ لأنَّه وَقْفٌ على خواصِّ الأمة من العلماء والفقهاء والمفكِّرين والولاة، وبصلاح هؤلاء واستقامة عقولهم وأفكارهم صلاحٌ واستقامة للأمة، بخلاف المنهج الحسي، فهو يقوم على الحواس، وهذا أمرٌ مشترك، ومتاحٌ للناس جميعاً، ولا يحتاج إلى إجهادِ ذهنٍ أو إعمالِ فكر.
أمَّا عن المنهج العاطفيِّ للدَّعوة إلى الله، فهذا موضوعُ المحاضرة القادمة، إن شاء الله.