الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمَّا بالنسبة للمؤمنين، فإنَّ الملائكة تتلقَّاهم وتهنِّئهم بالسَّلامة من النار، وترحب بهم في الجنة، قال تعالى:
وقال -تعالى- عن صفات المؤمنين، الَّذين استحقُّوا بها الجنَّة، واحتفت بهم الملائكة:
وقال -تعالى- عن عباد الرَّحمن:
{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً * خَالدِّين فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً.} [الفرقان:76،75].
صلة الملائكة بالبشر
للملائكة صلةٌ وثيقةٌ بالبشر، وارتباطٌ عميق بحياتهم، فهم مُلازمون للنَّاس خلال تواجُدهم على ظهر الأرض وفي بطنها، وقد أخبر الكتاب والسُّنَّة عن هذه الصِّلة الوطيدة، في كل مجالات الإنسان، وعبر مراحل عمره، ومن هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:
1 -
حفظُ البشر وتسجيلُ الأعمال:
قال تعالى:
وقال تعالى:
{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:10 - 12].
وقال تعالى:
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11].
2 -
الاستغفار للبشر والدعاء لهم:
قال تعالى:
وروى الإمام البخاري، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ما من يومٍ يصبحُ العباد فيه؛ إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدٌهما: اللَّهمَّ أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللَّهمَّ أعطِ ممسكاً تلفاً)).
وقال تعالى:
والصلاة هي الدعاء.
الثَّالث: التَّشجيع على الطاعة والعبادة وحضور مجالس العلم وقراءة القرآن:
والأحاديث في هذا كثيرةٌ، نذكر منها على سبيل المثال:
1 -
عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الْمَلَائِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ، مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَفي صَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بهم: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهم يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وهم يُصَلُّونَ)).
2 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عز وجل إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)) رواه مسلم.
3 -
صلة الملائكة بالعلماء وطلاب العلم:
يشترك الملائكة مع العلماء، في الشهادة والإقرار بتوحيد الله، قال تعالى:
كذلك الدُّعاء لكلِّ من يعلم النَّاس الخير:
فعن أبي أمامة -رضي الله تعالى عنه- أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ، لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ))، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يبتغي فِيهِ عِلْمًا؛ سهَّل اللَّهُ لِهِ طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْم، ِرِضًا بما صنعِ)).
4 -
التَّكليف بنزع أرواح الكائنات، إذا ما دنا الأجل، مع شدَّة العذاب على الكافرين:
قال تعالى:
{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة:11].
وقال تعالى:
وقال تعالى:
وقال عزَّ شأنُه:
وقال تعالى، في شأن الكافرين عند خروج أرواحهم:
أمَّا المؤمنون، فإنَّ الملائكة تَحُفُّ بهم عند الوفاة، وتستبشرُ بهم، وتُحيِّيهِم، قال تعالى:
وقال تعالى:
5 -
تثبيت قلوب المؤمنين في ميادين الجهاد:
إنَّ الصِّراع بين الإيمان والكفر، وبين العدل والظُّلم، وبين الحقِّ والباطل لا ينطفئ لهيبُه، ولن تخمد جذوته، ونظراً لضعف الكفر والظلم والباطل في حقيقتهم؛ فإنهم يتدرَّعون بالقوة، ويَفرضون سطوتهم وبطشهم، بأعتى سلاح ليحموا بذلك ما يخفونه من معتقدات فاسدة، لا تصمد أمام الحجَّة ولا تقف أمام الدَّليل.
وهذا هو المُشاهد في الصِّراعات المعاصرة، لذلك فإنَّ من سنَّة الله في إدارة الصراع بين الإيمان والكفر، أنَّه إذا صدَقت النيَّة، وخلَص التَّوجه إلى الله، واستجمع المسلمون شروط النصر، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يمدُّهم بنصرٍ من عنده، ويوحي إلى الملائكة بتثبيت قلوبهم، والمساهمة بالقتال بجانبهم، كما حدث في معركة بدر قال تعالى:
وكما حدث في غزوة الأحزاب، قال تعالى:
قال تعالى:
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدثر:31].
هذه بعض أعمال الملائكة وعمق صلتهم بالبشر، والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقتهم ودرجاتهم عنده، قال تعالى:
{وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} [الصافات:164 - 166].