الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كذلك لم يسلم عيسى عليه السلام وأمُّه من ذلك، قال تعالى:
ممَّا سبق يتَّضح تمام الإيضاح، أنَّ التَّوراة الموجودة بين أيدي اليهود، قد أملاها انحراف الفكر، وضلال العقيدة، واتِّباع الهوى: قال تعالى:
ما يتعلق بحقيقة الأناجيل التي بين يدي النصارى
أرسل اللهُ عيسى عليه السلام برسالة التَّوحيد، شأنُه شأنُ جميع الأنبياء والمرسلين، وكان عليه السلام آخرَ حلقةٍ في سلسلةِ أنبياء بني إسرائيل، قال تعالى:
وقال تعالى عنه عليه السلام:
{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالأِنْجِيلَ * وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ
بَعْضَ الَّذي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [آل عمران:48 - 51].
فهذه الآياتُ والَّتي قبلها، وكذلك كلُّ ما جاء في القرآن عن عيسى عليه السلام يوضح ويُبرز الحقائقَ التَّالية:
1 -
أنَّه عليه السلام أُرسل لبني إسرائيل خاصَّةً، لتصحيح ما انحرف في عقائدهم، ولتقويم ما ابتعدوا عنه من شريعة موسى عليه السلام.
2 -
أنَّ الله سبحانه وتعالى أنزل على عيسى عليه السلام الإنجيلَ، وهو كلامُ الله كشأن كلِّ الكتب المُنزلة على رسله، وبجانب نزول الإنجيل فقد علَّمه اللهُ التَّوراةَ الَّتي أُنزلت على موسى، لكي يُبَيِّنَ لليهود أنَّ ما بين أيديهم لا يمُتُّ بصلةٍ لكلام الله، وإنَّما هو من وضع أحبارهم.
3 -
أنَّ الدِّين الَّذي جاء به عيسى عليه السلام هو الإسلامُ الَّذي يقومُ على نفس الأسس والقواعد الَّتي جاءت بها رسلُ الله وأنبياؤه من لدن آدم عليه السلام.
4 -
أنَّ عيسى عليه السلام لم يدَّعِ لنفسه وضعاً مميَّزاً أو مكانةً خاصَّة، تختلف عن مكانة إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وإنَّما هو عبدُ الله ورسولُه.
5 -
أنَّ الإنجيل الحقَّ المُنزل على عيسى عليه السلام قد حمل بين ثناياه، كما حملت التَّوراةُ التَّبشيرَ برسالة محمَّد صلى الله عليه وسلم.
6 -
وصف اللهُ الإنجيلَ بأنَّه هدىً ونورٌ، كشأن كلِّ الكتب المنزلة على الأنبياء السَّابقين.
7 -
أمر اللهُ بني إسرائيل أن يحكموا وفق ما أنزله الله على موسى وعيسى عليهما السلام.