الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجوب الإيمان بجميع الأنبياء والرسل
.
2 -
من دعائم وأسس الدَّعوة إلى الله وجوب الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين
وجوب الإيمان بجميع الأنبياء والرسل
الحمد لله ربِّ العالمين، أرسل الأنبياء والمرسلين هداةً مصلحين، مبشِّرين ومنذرين لجميع الخلق أجمعين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الخلق وخاتم الرُّسل، أرسله الله للنَّاس كافَّةً بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
…
تمهيد:
نواصل الحديث عن الأسس والدَّعائم الَّتي تقوم عليها دعوة الإسلام العظيم، ولقد ذكرنا في اللقاء الماضي: أنَّ الإيمان بالغيب هو جوهر عقيدة المسلم، وأنه يتضمَّن أموراً يجب الاعتقاد الصادق بها، والإيمان الخالص بما ورد بشأنها في الكتاب والسنة، وقد أوردنا من ذلك الإيمان بالملائكة، وبيَّنَّا حقيقتهم وطبيعة أعمالهم، وصلتهم الدَّائمة بالبشر، واليوم نتابع ما يتعلق بقضايا الإيمان بالغيب، ومن ذلك الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين.
الأنبياء والمرسلون، جماعة من البشر، اصطفاهم الله، لتبليغ رسالته للناس، وأنزل عليهم الكتب، وأيدهم بالمعجزات والآيات الدالة على صدقهم، قال تعالى:
{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج:75].
وهم -صلوات الله عليهم- متَّصفون بكلِّ صفات الكمال الإنسانيِّ الأخلاقيِّ الجسمانيِّ، ومنزَّهون عن النَّقائص والعيوب، قال تعالى:
{وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} [ص:47].
وقد أوجب الحقُّ تبارك وتعالى الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين، المذكورين في القرآن الكريم، إيماناً صادقاً لا يخالطه شكٌّ أو ظنٌّ، قال تعالى:
قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية:
"أرشد الله تعالى عباده المؤمنين، إلى الإيمان بما أنزل إليهم، بواسطة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وبما أنزل على الأنبياء المتقدمين مجملاً، ونصَّ على أعيان من الرُّسل، وأجمل ذكر بقيَّة الأنبياء، وأن لا يفرقوا بين أحدٍ منهم، بل يؤمنوا بهم كلِّهم.
والأنبياء الَّذين يجب الإيمان بهم، والتَّصديق برسالتهم، هم المذكورون في القرآن الكريم، وعددهم خمسة وعشرون، ذُكر منهم ثمانية عشر نبيَّاً ورسولاً في قوله تعالى:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ
قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام:83 - 86].
وورد ذكر السبعة الآخرين، في مواضع متفرِّقة من القرآن الكريم، وهم:
1 -
آدم عليه السلام، قال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ} [آل عمران:33].
2 -
هود، قال تعالى:
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً} [هود:50].
3 -
صالح، قال تعالى:
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} [هود:61].
4 -
شعيب قال تعالى:
{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً} [هود:84].
5، 6 - إدريس وذا الكفل عليهما السلام قال تعالى:
{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الأنبياء:85].
7 -
خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29].
ولقد أرسل الله أنبياءَ ورسلاً كثيرين، لا يعلمهم إلا هو سبحانه وتعالى قال تعالى:
وقال تعالى:
{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر:24].
وقال جلَّ شأنه:
مقوِّمات الإيمان بالرُّسل:
وأنَّ الإيمان بالرُّسل، والتَّصديق برسالاتهم، لن يكون إيماناً حقَّاً، واعتقاداً صادقاً، ويقيناً خالصاً، إلا بالتَّسليم والإذعان بالأمور التَّالية: