الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليسا بالتَّوراة والإنجيل المنزَّلين على موسى وعيسى عليهما السلام، واللذان لا يختلفان عمَّا جاء في القرآن الكريم، وأنَّ ما تحت أيدي اليهود والَّنصارى لا صلةَ له بوحي السماء ورسالات الأنبياء.
يجب الإيمان والتَّصديق بالكتب الَّتي أنزلها الله على أنبيائه ورسله
وهذا جزءٌ أساسٌ في عقيدة المسلم، ونعني بهذه الكتب، الَّتي تنزَّلت حقيقةً على الأنبياء والمرسلين، وليس تلك الكتبُ الَّتي سطَّرتها عقول البشر، وتناولتها الأيدي بالوضع وفق الأهواء، فلا يصحُّ إيمان المؤمن إلا بالتَّصديق بما أنزله الله فعلاً، قال تعالى:
{وَالَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [البقرة:4].
وقال تعالى:
وفي حديث جبريل عليه السلام حينما سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، قال:((أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)).
فالإيمان بالكتب المنزلة، جزءٌ من عقيدة المسلم، فكما أنَّ الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أنزل الكتب على من سبقه، وقد ذُكِر في كتاب الله بعضٌ منها، فيجب الإيمانُ بها، وما لم يذكره اللهُ في كتابه العزيز، فليس بواجبٍ على المسلم التَّصديقُ به، وقد عدّ -سبحانه- أنَّ إنكار نزول الكتب كفرٌ، قال تعالى:
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً} [النساء:136].
وممَّا جاء ذكره من الكتب السماويَّة في القرآن الكريم، ما يلي:
1 -
صحف إبراهيم عليه السلام، وقد أشار الحق سبحانه وتعالى إليها، وإلى ما نزل على موسى، قال تعالى:
{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذي وَفَّى}
[النجم:26 - 27].
وقال تعالى:
{إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى:18 - 19].
2 -
التَّوراة الَّتي نزلت على موسى عليه السلام، قال تعالى:
3 -
الزَّبور، الَّذي أُنزل على داود عليه السلام قال تعالى:
{وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً} -أي كتاباً-[الإسراء:55].
4 -
الإنجيل الَّذي نزل على عيسى عليه السلام قال تعالى:
هذه الكتب السَّماويَّة، الَّتي ورد ذكرُها في القرآن الكريم، يجب الإيمانُ بما أخبر الله عنها، ونسكت عمَّا لم يذكره الله، قال تعالى:
وفي إشارةٍ صريحةٍ إلى أنَّ إنزال الكتب، هو أساسٌ جوهريٌّ لرسالات الأنبياء والمرسلين، تأييداً لهم وشرحاً للشَّريعة والأحكام، سواءً ما ذُكر من الأنبياء والكتب، وما لم يذكر منهما، قال تعالى:
ولقد ورد مصطلح أهل الكتاب، في القرآن الكريم، إحدى وثلاثين مرَّةً، على سبيل الخبر والطَّلب، وورد نفسُ الإيتاء بتصرفاته المختلفة مثل:{أُوتُوا الْكِتَابَ} {آتيناهم} ونحوها،
وجاء في أربعة مواضع بلفظ: "الميراث" مثل:
{أُورِثُوا الْكِتَابَ} ، (راجع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم).
فأهلُ الكتاب هم اليهود والنَّصارى، وهم المخاطبون في القرآن الكريم، منذ بعثة الرَّسول صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى:
{أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} [الأنعام:156].
قال عليُّ بن أبي أبي طلحة، عن ابن عباس، وذكره مجاهدٌ وغيرُه: هم اليهود والنصارى.
وكذلك حدَّد الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم أهلَ الكتاب بأنَّهم اليهود والنصارى، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ.)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ:((فَمَنْ؟)) رواه الشَّيخان.
وجاء في "صحيح مسلم"، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:((أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا، بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.)) قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير.
ولقد سمَّى الله تبارك وتعالى اليهود والنَّصارى أهلَ الكتاب، ولم يُسَمِّهم "مسلمين"؛ وذلك لبعدهم عن ملة إبراهيم عليه السلام ولعدم تصديقهم برسالة محمَّد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: