الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد كشف الله وفضحَ افتراءاتِهم وأكاذيبَهم؛ فقال تعالى:
أي: تعب ومشقة.
وهذا قليلٌ من كثيرٍ، طَفَحَ به ما يُسَمَّى بالكتاب المُقدَّس، وبينه وبين القداسة بون شاسع وفرق كبير، كالفرق بين الثَّرى والثُّرَيَّا.
افتراؤهم على أنبياء الله ورسله
لم يَسلم الأنبياءُ والمرسَلون من ألسنة اليهود، وافترائها عليهم، وذلك بإلصاق أشنع الأفعال بهم، ممَّا يتنافى مع عصمة الأنبياء وكمال أخلاقهم، وممَّا جاء في ذلك:
1 -
ما نُسب إلى نوح عليه السلام فقد جاء في "سفر التَّكوين": "وابتدأ نوحٌ حارث الأرض يغرس الكرم، وشربَ الخمر، فَسَكِرَ، وتكشَّف داخل خيمته".
وصدق الله وكذب اليهود، قال -تعالى- عن نوح:
{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} [الإسراء:3].
2 -
إبراهيم عليه السلام يُصوِّرُه "سفر التَّكوين" باذلاً عرض زوجته "سارة" لرؤساء الفراعنة، حين قدومه إلى مصر، لتحقيق مطامع دنيويَّة، فممَّا جاء في "العهد القديم":
"فلمَّا قاربَ أن يدخل مصر، قال لسارا امرأته: أنا أعلمُ أنَّكِ امرأةٌ جميلةُ المنظر، فيكون إذا رآك المصريُّون أنَّهم يقولون: هذه امرأتُه؛ فيقتلونني ويُبقونَك على قيد الحياة، فقولي: إنَّك أختي، حتى يُحسَنَ إليّ بسببك، وتحيا نفسي بفضلك،
فأُحسِن إلى أبرام بسببها، فصار له غنمٌ وبقرٌ وحمير وخدام وخادمات وحمائر وجمال".
فحاشا لنبيِّ الله إبراهيم، خليلِ الرَّحمن، والَّذي لم يخشَ إلقاءه في النّار، أن يحتميَ بزوجته أو أن يرضى السُّوءَ في أهله.
3 -
لوط عليه السلام وأهلُ بيته المؤمنون، يقلب "الكتابُ المقدَّس" الحقائق رأساً على عقب، فلا يتناول بكلمة واحدة قدحاً أو ذمَّاً في شأن زوجته، الَّتي تابعت قومها وتركت لوطاً، وإنَّما يقلب الحقائق، ويصف لوطاً عليه السلام بما يستحيلُ، عقلاً ومنطقاً وديناً، أن يصدُر عن الأنبياء.
يُصوِّر "سِفر التَّكوين" من "العهد القديم" لوطاً عليه السلام بأنَّه -والعياذُ بالله- ارتكبَ جريمة الزِّنا بابنتيه، وجاء في ذلك ما يعفُّ اللِّسانُ عن ذكره، ويُمسك القلم عن تناوله، وقد شهد أعداءُ لوط له ولآل بيته بالطُّهر، كما ذكر ذلك القرآنُ الكريم في قوله تعالى:
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل:56]، فإذا كان قومُ لوط قد وصفوه بالتَّطهُّر والعفاف، فكيف يأتي اليهود ويصفونه بهذه الصفة القبيحة!؟
4 -
موسى عليه السلام لم يسلم من سوء ألسنتهم، فمع ما أجراه الله لهم على يديه، من فضلٍ عميم وخيرٍ كثير، فقد تذمَّروا عليه، وضاقوا به ذرعاً، فجاء في "سفر الخروج" من "العهد القديم":
"فتذمَّرت جماعةُ بني إسرائيل كلِّها، على موسى وهارون في البرِّيَّة، وقال لهما بنو إسرائيل: ليتنا متنا بيد الرَّبِّ في أرضِ مِصرَ، حيثُ كُنَّا نجلس عند قدور اللَّحم، ونأكل من الطَّعام شِبعانَ، في حين أنَّكما أخرجتمانِنا إلى هذه البرِّيَّة؛ لتُميتا هذا الجمهور كلَّه بالجوع".
5 -
هارون عليه السلام نَسب إليه "سفرُ الخروج" الضلوع في صناعة العجل الَّذي عبدته بنو إسرائيل، فقد جاء:"ورأى الشعبُ أنَّ موسى قد تأخَّر في النُّزول من الجبل؛ فاجتمع الشعبُ على هارون، وقالوا: قم فاصنع لنا آلهةً تسير أمامنا؛ فإنَّ موسى ذلك الرجل الَّذي أصعدنا من أرض مصر، لا نعلم ماذا أصابه، فقال هارون: انزَعوا حلقات الذَّهب الَّتي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وآتوني بها؛ فنزع كلُّ الشعب حلقاتِ الذَّهب الَّتي في آذانهم، وأتَوا بها هارونَ فأخذها وصبَّها في قالَب وصنعها عجلاً مسبوكاً، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل الَّتي أصعدتك من أرض مصر، فلما رأى هارون ذلك، بنى مذبحاً أمام العجل، ونادى قائلاً: غداً عيدٌ للرَّبِّ، فبكِّروا في الغدوِّ، وأصعدوا محرقات وقربوا ذبائح سَلاميَّة، وجلس الشعب يأكل ويشرب ثم قام يلعب".
ولقد برَّأ القرآن الكريم هارونَ مما افترَوه عليه، قال تعالى:
6 -
داود عليه السلام يصفُه سفر صموئيل الثاني بوصفةٍ شنيعةٍ وعملٍ منحطٍّ: أنَّه تآمر على قائده "أوريا" الحيثيِّ؛ ليتزوَّج بزوجته؛ فأرسل به إلى جبهة القتال، وحمّله كتاباً فيه "ضعوا" أوريا حيث يكون القتال شديداً وانصرفوا من ورائه، فيضرب ويموت".
فهل هذا يليق بنبيِّ الله داود الَّذي وصفه القرآن الكريم بقوله تعالى:
هذا هو نبيُّ اللهِ داود في القرآن الكريم، فأين ذلك ممَّا ذكرته التَّوراة المزعومة؟