الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 -
استتمام أركان الإيمان، الَّتي لا يتمُّ إيمانُ المؤمن إلا بها، قال تعالى:
{وَالَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة: 4].
8 -
الاقتداء بهم جميعاً، قال تعالى:
ممَّا سبق يتَّضحُ لنا:
أنَّ الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين، هو من أسس ودعائم الدَّعوة إلى الله، وأحد أركان الإيمان بالغيب، قال تعالى:
وإلى اللقاء، والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدرس: 13 الأسس والدعائم التي تقوم عليها الدعوة إلى الله (3)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث عشر
(الأسس والدعائم التَّي تقوم عليها الدَّعوة إلى الله (3))
1 -
من دعائم وأسس الدَّعوة إلى الله وجوب الإيمان بجميع الكتب المنزلة
تمهيد حول الإيمان بالكتب المنزلة
الحمد لله، أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ، لِيُظهرَه على الدِّين كلِّه، ولو كره الكافرون، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الخلق وخاتَم الرُّسل، المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدِّين.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
تمهيد:
فما زال اللِّقاء يتواصل -بتوفيق الله- حول الدَّعائم والأسس، الَّتي تقوم عليها دعوة الإسلام، وفي هذه المحاضرة نتناول -إن شاء الله- من هذه الدَّعائم: الإيمان بالكتب المنزلة.
إنَّ من رحمة الله بالخلق، وشفقته عليهم، ورأفته بهم: أن اصطفى من بينهم أشرفَهم نسباً، وأعرقهم أصلاً، وأطهرهم خلقاً، وأحسنهم عملاً، ليُبلِّغوا رسالته، وليرشدوا عباده إلى الصراط المستقيم والمنهج القويم، والدِّين الحق والنور المبين؛ لكي تنقطع الحجة، وتقوم على البشر المحجة، قال تعالى:
ولقد رفع الله العتاب والحساب والعقاب على النَّاس، قبل إرسال الرُّسل وإنزال الكتب، قال تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15].
قال الإمام ابن كثير:
"إخبارٌ عن عدله تعالى، وأنه لا يعذب أحداً، إلا بعد قيام الحجة عليه، بإرسال الرسل إليه، كقوله تعالى:
وإنَّه ممَّا ينبغي ملاحظته: أنَّ دين الله المنزل على جميع رسله، من لدن آدم عليه السلام إلى محمَّد صلى الله عليه وسلم هو الإسلام، الَّذي جرى على ألسنتهم جميعاً، وإن تعدَّدت الكتب واختلفت الشرائع من نبيٍّ لآخر، فالإطار الَّذي يضمُّهم ويجمع بينهم جميعاً، هو الإسلام وأنَّ القاسم المشترك لجميع الكتب السماويَّة، أنَّها وحيٌ من عند الله، قال تعالى:
فاليهوديَّة والنصرانيَّة ليستا بدينٍ سماويٍّ، ولا يصحُّ أن يُطلق عليهما هذا الاسم؛ لأنَّ الدِّين السَّماويَّ الَّذي عرفه البشر، ونزلت به الكتب، وأُرسل عليه الرُّسل هو الإسلام، فالديانات اليهوديَّة والنصرانيَّة أوالمسيحيَّة، لم يُسمِّها الله بهذه الأسماء، ولم يطلق هذه الأسماءَ أيٌّ من موسى وعيسى عليهما السلام، وإنما أطلقا كلمة الإسلام، قال -تعالى- على لسان موسى عليه السلام:
فجحد بنو إسرائيل اسم الإسلام، وأطلقوا على ما صنعته أيديهم كلمة اليهوديَّة، وكذلك عيسى عليه السلام، جاء بالإسلام كشأن سائر النّبِيِّين، وأقرَّه الحواريُّون وتابعوه على ذلك، قال تعالى:
{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة:111].
فجاء بنو إسرائيل، كما هو شأنهم في الَّتحريف والتَّغيير؛ فأطلقوا على أنفسهم نصارى، وعلى دينهم النصرانيَّة والمسحيَّة.
ولقد أنكر القرآن الكريم ما اختلقوه من أسماء، وأمرهم أن يرجعوا إلى الاسم الَّذي اختاره الله وهو الإسلام، قال تعالى:
وقد نفى القرآن الكريم إلصاقَ كلمة اليهوديَّة والنصرانيَّة، بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام قال تعالى:
فالآيتان تُفيدان أنَّه عليه السلام ما كان يهوديَّاً ولا نصرانيَّاً، وما كان من المشركين الَّذين زعموا ذلك، وأوضح السياق القرآني الكريم أنَّ أحقَّ النَّاس بإبراهيم عليه السلام هم الَّذين اتَّبعوا ملَّته من البشر، عقب تتابع القرون، ثم جاءت الإشارة الواضحة للرَّسول صلى الله عليه وسلم ولأمَّة الإسلام، وهذا النَّبيّ، وهذا ما دعا به إبراهيمُ وإسماعيلُ -عليهما الصَّلاة والسَّلام- واستجاب الله دعاءهما، في قوله -تعالى-:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:127 - 128].
كذلك نفى القرآن الكريم نفياً قاطعاً، أن يكون أيُّ أحدٍ من أنبياء بني إسرائيل يهوديَّاً أو نصرانيَّاً، قال تعالى:
وقد حاول اليهود والنصارى حصر الجنَّة فيهم، فقطع الله آمالَهم ورجاءهم، وطلب منهم الحجَّة على مزاعمهم، فقال تعالى:
ولكي يتأكَّد العباد، من أنَّ المبعوثين بالإسلام هم رسل الله، وحتى تطمئنَّ القلوب إليهم، أيَّدهم الله سبحانه وتعالى بثلاثة أمور:
الأمر الأول: المعجزات الدَّالَّة على صدق نبوَّتهم، والمعجزة أمر خارق للعادة، يُظهره الله على يد النبي أو الرَّسول، تأييداً له، وتحدِّياً للمعاندين.
الأمر الثَّاني: الكتب المنزلة، الَّتي تحمل بين ثناياها تعاليمَ الإسلام، وبيانَ أحكامه وشرائعه، بما يُناسب كلَّ أمة وكلَّ عصر.
الأمر الثالث: إنزالُ العذاب على الأمم الَّتي كذَّبت المرسلين، كقوم نوح وفرعون وهود وصالح وشعيب وغيرهم، واستثنى الحقُّ تبارك وتعالى من عذاب الاستئصال أمَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم، وكما أثبتنا أنَّ ما بين يدي أهل الكتاب ليس بدينٍ أصلاً، فكذلك نُبيِّن ونؤكِّد ونوضِّح أنَّ ما بين أيديهم من التَّوراة والإنجيل،