الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب مَا كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ
وَالْعِلْمِ كَىْ لَا يَنْفِرُوا.
67 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُنَا
ــ
كلام البخاري لا من كلام ابن عباس رضي الله عنه. فإن قلت هذا كله هو الترجمة فأين ما هذه ترجمته. قلت إما أنه أراد أن يلحق الأحاديث المناسبة إليها فلم يتفق له وإما أنه للإشعار بأنه لم يثبت عنده بشرطه ما يناسبها وإما أنه اكتفي بما ذكره تعليقا لأن المقصود من الباب بيان فضيلة العلم ويعلم ذلك من المذكور آية وحديثا وإجماعا سكوتيا من الصحابة بحيث انتهي إلي حد علم الضرورة فلم يحتج إلي الزيادة أو لسبب آخر والله أعلم. روي في شرح السنة عن أبي الدرداء أنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول «من سلك طريق علم سهل الله له طريقا من طرق الجنة وأن العلماء هم ورثة الأنبياء أن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر» قال وهذا غريب لا يعرف إلا من حديث عاصم بن رجاء قال ابن بطال وإنما أراد أبو ذرية وله الحث علي العلم والإغتباط بفضله حين سهل عليه قتل نفسه في جنب ما يرجو من ثواب نشره وفيه من الفقه أنه يجوز للعالم أن يأخذ في الأمر بالمعروف بالشدة ويحتسب ما يصيبه في ذلك علي الله تعالي (باب ما كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة) قوله (يتخولهم) بالخاء المعجمة أي يتعهدهم والتخول التعهد والموعظة النصح والتذكير بالعواقب وعطف العلم علي الموعظة من باب عطف العام علي الخاص عكس وملائكته وجبريل. قوله (كيلا ينفروا) أي كيلا يميلوا عنه ويتباعدوا منه. قوله (محمد بن يوسف) هو أبو أحمد البيكندي بالموحدة المكسورة والمثناة الساكنة التحتانية والكاف المفتوحة والنون الساكنة والدال المهملة وهي قرية من قري بخاري. قوله (سفيان) أي ابن عيينة الهلالي. سكن مكة ومات بها وفي سين سفيان ثلاثة أوجه والمشهور ضمها مرّ في أول حديث من الكتاب. قوله (الأعمش) هو الإمام أبو محمد سليمان بن مهران بكسر الميم الأسدي الكاهلي الكوفي التابعي تقدم في باب ظلم دون ظلم. قوله (أبي وائل) هو شقيق بفتح الشين ابن سلمة الكوفي أدرك زمن النبي صلي الله عليه وسلم ولم يره وهو من أجل أصحاب ابن مسعود رضي الله عنهم وسبق في باب خوف المؤمن أن يحيط عمله. قوله (كان النبي صلي الله عليه وسلم يتخولنا) فإن
بِالْمَوْعِظَةِ فِى الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا
68 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ
ــ
قلت كان لثبوت خبرها ماضيا ويتخولنا إما حال أو استقبال فما وجه الجمع بينهما. قلت كان قد يراد به الاستمرار وكذا الفعل المضارع واجتماعهما يفيد شمول الأزمنة. قال الأصوليون: قولهم كان حاتم يكرم الضيف يفيد تكرار الفعل في الأزمان وأما يتخولنا فهو بالخاء المنقطة وباللام وكان أبو عمرو يقول إنما هو يتخوننا والتخون التعهد وقد رد علي الأعمش روايته باللام وكان الأصمعي يقول ظلمه أبو عمرو ويقال يتخولنا ويتخوننا جميعا وزعم بعضهم أن الصواب بتحولها بالحاء المهملة وهو أن يتفقد أحوالهم التي ينشطون فيها للموعظة فيعظم فيها ولا يكثر عليهم فيملوا ومن الناس من يرويه كذلك لكن الرواية في الصحيح بالإعجام. التيمي: تخون فلان فلانا إذا تعهده وحفظه وكأنه اجتنب فيه الخيانة التي هي إخلال بالحفظ. قوله (السآمة) مثل الملالة بناء ومعني. فإن قلت يقال سئمت من الشيء مستعملا بمن فأين صلته. قلت محذوف تقديره من الموعظة. فإن قلت هل يصح أن يكون المراد من السآمة سآمة رسول الله صلي الله عليه وسلم من القول. قلت لا ويدل عليه السياق. فإن قلت بم يتعلق لفظ علينا. قلت أما بالسآمة بتضمين معني المشقة فيها أي كراهة المشقة علينا أو بتقدير الصفة أو الحال أي السآمة الطارئة علينا أو طارئة علينا وإما بمحذوف أي شفقة علينا إذ المقصود بيان رفقه عليه الصلاة والسلام بالأمة وشفقته عليهم ليأخذوا منه بنشاط وحرص لا عن ضجر وملال الخطابي: معني يتعهدنا أي يراعي الأوقات في وعظنا ويتحري منها ما يكون مظنة للقبول ولا يفعله كل يوم لئلا نسأم والحائل القيم والوكيل المتعهد بالمال ومثله المتخون. قال ابن السكيت: معني يتخولنا يصلحنا ويقوم علينا ومنه قولهم خال المال يخوله إذا أحسن القيام عليه. قوله (محمد بن بشار) بالموحدة المفتوحة والشين المعجمة الشديدة ابن عثمان العبدي البصري يكني أبا بكر ولقب ببندار واشتهر لأنه كان بندارا في الحديث جمع حديث بلده والبندار بضم الموحدة وسكون النون وبالمهملة وبالراء الحافظ روي عنه أصحاب الأصول الستة مات سنة ثنتين وخمسين ومائتين. قوله (يحي بن سعيد) أي القطان الأحول أبو سعيد التميمي البصري كان يقف بين يديه الإمام أحمد ويحي بن معين وعلي ابن المديني يسألونه عن الحديث وهم قيام علي أرجلهم لا يجلسون هيبة له وإعظاما مر في باب من الإيمان