الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الفهم في العلم
71 -
حَدَّثَنَا عَلِىٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ لِى ابْنُ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ
ــ
الساعة وإن ظهرت أشراطها وضعف الدين فلا بد أن يبقي من أمته من يقوم به. فإن قيل قال صلي الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتي لا يقول أحد الله الله وقال أيضا لا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس فلنا هذه الأحاديث لفظها علي العموم والمراد منها الخصوص فمعناه لا تقوم الساعة علي أحد يوحد الله إلا بموضع كذا فإن به طائفة قائمة علي الحق ولا تقوم إلا علي شرار الناس بموضع كذا إذ لا يجوز أن تكون الطائفة القائمة علي الحق التي توحد الله هي شرار الخلق وقد جاء ذلك بينا في حديث أبي أمامة الباهلي أنه صلي الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم قيل وأين هم يا رسول الله قال ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس. النووي: لا مخالفة بين الأحاديث لأن المراد من أمر الله الريح اللينة التي تأتي قرب الساعة وتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة وهذا قبل القيامة وأما الحديثان الآخران فهما علي ظاهر هما إذ ذاك عند يوم القيامة وأما هذه الطائفة فقال البخاري هم أهل العلم. وقال الأمام أحمد بن حنبل إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. وقال النووي يحتمل أن تكون هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين فمنهم مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد إلي غير ذلك (باب الفهم في العلم) فإن قلت قال الجوهري فهمت الشيء أي علمته فالفهم والعلم بمعني واحد فكيف يصح أن يقال الفهم في العلم. قلت المراد من العلم المعلوم كأنه قال باب إدراك المعلومات. قوله (علي) هو ابن عبد الله بن جعفر بن نجيح بفتح النون وكسر الجيم وبالحاء أبو الحسن المشهور بابن المديني مولي عروة بن عطية السعدي البصري وكان أصله من المدينة إمام مبرز في هذا الشأن وكان سفيان ابن عيينة يسميه جنة الوادي وإذا قام ابن المدني من مجلس سفيان يقوم ويقول إذا قامت الخيالة لم يجلس مع الرجالة وقال الأعين رأيت علي بن المديني مستلقيا وأحمد بن حنبل عن يمينه ويحي بن معين عن يساره وهو يملي عليهما. وقال ابن الأثير كان علي آية من آيات الله تعالي في معرفة الحديث وعلله. وقال أبو حاتم كان علما في الناس مات بالمعسكر أو بالبصرة أو بسر من رأي سنة أربع وثلاثين ومائتين والظاهر أن لفظ هو ابن عبد الله من الفربري أو من راو آخر من رواة الصحيح. قوله (سفيان) هو ابن عينة الهلالي الكوفي أدرك ثمانين نفساً من
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَاّ حَدِيثاً وَاحِدًاقَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَأُتِىَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الْمُسْلِمِ» فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِىَ النَّخْلَةُ فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَسَكَتُّ، قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «هِىَ النَّخْلَةُ»
ــ
التابعين تقدم في أول الكتاب. قوله (قال لي ابن أبي نجيح) واسم أبي نجيح يسار بالمثناة التحتانية وبالسين المهملة وهو عبد الله الثقفي المكي كان قدريا مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. قوله (مجاهد) هو ابن جير يالجيم المفتوحة وبالموحدة الساكنة أبو الحجاج قال عرضت القرآن علي ابن عباس ثلاثين مرة وقال كان ابن عمر يأخذ لي الركاب ويسوي علي ثيابي إذا ركبت مات بمكة وهو ساجد مر في أول كتاب الإيمان. واعلم أنه روي عن مجاهد معنعنا وعن أبي نجيح بلفظ قال والبخاري لا يذكر المعنعن إلا إذا ثبت السماع ولا يكتفي بمجرد إمكان السماع كما اكتفي به مسلم والمعنعن إذا لم يكن من المدلس كان أعلي درجة من قال لأن قال إنما تذكر عند المحاورة لا علي سبيل النقل والتحميل ثم في لفظ لي إشارة إلي أنه حاور معه وحده. وقال البخاري كلما قلت قال لي فلان فو عرض ومناولة فما روي عن سفيان يحتمل أن يكون عرضا لسفيان أيضا والله أعلم. قوله (إلي المدينة) اللام للعهد أي مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يذكر مبدأ الصحة والظاهر أنه من مكة. قوله (إلا حديثا) يريد به الحديث الذي بعده متصلا به. قوله (فأتي) بضم الهمزة. و (الجمار) بالجيم المضمومة وبالميم المشددة شحم النخيل وهو الذي يؤكل منها. و (مثلها) بفتح الميم أي صفتها العجيبة والمثل وإن كان بحسب اللغة الصفة لكن لا يستعمل إلا عند الصفة العجيبة ووجه المشابهة بينهما قد مر في باب قول الحديث حدثنا وأخبرنا. قوله: (فأردت أن أقول) أي في جواب رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال حدثوني ما هي كما علم من سائر الروايات. قوله: (فسكت) بضم التاء علي صيغة المتكلم وسكوته كان استحياء وتعظيما للأكابر وقد سبق شرح مثل هذا الحديث مرتين. قال ابن بطال: التفهم للعلم هو التفقه قيه ولا يتم العلم إلا بالتفهم ولذا قال علي رضي الله عنه: والله ما عندنا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مؤمن فجعل الفهم درجة أخري بعد حفظ كتاب الله تعالي لأنه بالفهم له يتبين