الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب مَنْ أَعَادَ الْحَدِيثَ ثَلَاثاً لِيُفْهَمَ عَنْهُ
. فَقَالَ «أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ» . فَمَا زَالَ
ــ
الحقية لا مع ذلك القيد بمعونة القرينة مثل أن يستعمل المشفر وهو موضوع لشفة البعير لمطلق الشفة فيقول زيد غليظ المشفر. قوله (عبد الله) هو ابن حذافة بن قيس القرشي من المهاجرين الأولين وهم الذين أدركوا بيعة الرضوان وقيل الذين صلوا إلي القبلتين بعثه رسوا الله صلي الله عليه وسلم إلي كسري بكتاب فمزق كسري الكتاب فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم مزق ملكه فقتله ابنه شيرو به وكان فيه دعابة قيل أنه حل حزام دابة رسول الله صلي الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتي كاد يقع قال ابن وهب قلت للبث بت سعد: ليضحكه. قال نعم وأسره الروم في زمن عمر رضي الله عنه فأرادوه علي الكفر فعصمه الله حتي نجاه منهم ومات بمصر في خلافة عثمان رضي الله عنه وكان سبب سؤاله أن بعض الناس كان يطعن في نسبه علي عادة الجاهلية من الطعن في الأنساب وجاء في صحيح مسلم أنه كان يدعي لغير أبيه ولما سمعت أمه سؤاله قالت ما سمعت بابن أعق منك أأمنت أن تكون أمك قارفت ما يقارف نساء الجاهلية فتفضحها علي أعين الناس فقال والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به. فإن قلت من أين عرف رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه ابنه. قلت إما بالوحي وهو الظاهر وإما أنه حكم بحكم الفراسة أو بالقيافة أو بالإستلحاق. قوله (رضينا) معناه رضينا مما عندنا من كتاب الله وسنة نبينا واكتفينا به عن السؤال أبلغ كفاية وقوله هذه المقالة إنما كان أدبا وإكراما لرسول الله صلي الله عليه وسلم وشفقة علي المسلمين لئلا يؤذوا لنبي صلي الله عليه وسلم فيدخلوا تحت قوله تعالي «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا» وسيجيء في كتاب التفسير عن أنس أنه قال رجل من أبي قال فلان فنزلت «يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم» وعن ابن عباس كان قوم يسألون رسوا الله صلي الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبي ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي فأنزل الله فيهم الآية. قوله (فسكت) أي رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي بعض النسخ وجد قبله لفظ ثلاثا أي فقاله ثلاث مرات الخطابي: يشكل من هذين الحديثين معني الغضب من رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد قال لا يقضي القاضي وهو غضبان ثم قد فصل الحكم ههنا في وقت غضبه والجواب ليس قياس سائر الناس قياسه عليه السلام لأنه لا يجوز عليه غلط في الحكم يقر عليه قولا ولا فعلا لعصمة الله تعالي إياه ولذلك حكم للزبير في حال غضبه حين قال الأنصاري له أن كان ابن عمتك قال ابن بطال وفيه فهم عمر رضي الله عنه وفضل عليه لأنه خشي أن يكون كثرة سؤالهم له كالتعنت والشك في أمره وفيه وجوب التواضع للعالم وفيه أنه لايسأل العالم إلا العالم فيما يحتاج إليه (باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم) بكسر الهاء وفي بعضها ليفهم
يُكَرِّرُهَا. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «هَلْ بَلَّغْتُ» . ثَلَاثاً.
93 -
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثاً، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثاً.
94 -
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثاً حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وَإِذَا أَتَى
ــ
عنه بفتحها وبزيادة عنه. قوله (فقال) إشارة إلي ما في الحديث الذي سيذكره في كتاب الشهادات وهو أنه صلي الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا بلي يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وجلس وكان متكئا فقال ألا وقول الزور قال فما زال يكررها حتي قلنا ليته سكت ولفظ ألا مخففة وهو حرف التنبيه ذكر ليدل علي تحقيق ما بعده وتأكيده وقوله في الحديث مرفوع عطفا علي الإشراك فههنا أيضا مرفوع لأنه حكاية عنه والزور بضم الزاي الكذب والميل عن الحق وأنثي الضمير في يكررها نظرا إلي الجملة أو إلي الشهادة المرادة بقول الزور أو إلي الثالثة أو إلي الثلاثة ومعني ما زال يكررها أي ما دام في مجلسه لا مدة عمره وهذه القطعة من الحديث مذكورة هنا مجزومة ز علي سبيل التعليق. قوله (ابن عمر) أي عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهذا أيضا تعليق بصيغة التصحيح (وقال أيضا) أي في حجة الوداع. و (ثلاثا) أي ثلاث مرات وهو متعلق بقال لا بقوله بلغت قوله (عبدة) بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالمهملة أي ابن عبد الله بن عبدة الصفار أبو سهل الخزاعي البصري مات سنة ثمان وخمسين م مائتين بالأهواز. قوله (عبد الصمد) اي ابن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التنوري البصري المكني بأبي سهل أيضا العنبري مات سنة سبع ومائتين. قوله (عبد الله بن المثنى) بضم المثلثة وتخفيف الميمين (ابن عبد الله) المذكور آنفا الأنصاري البصري قاضيها التابعي سمع أنسا رضي الله عنه والرواة كلهم بصريون. قوله (كان) قال الأصوليون مثل
عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثاً.
95 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلَاةَ صَلَاةَ
ــ
هذا التركيب يشعر بالاستمرار و (بكلمة) أي بجملة مفيدة ولفظ (فسلم) ليس جوابا لا ذابل الجواب هو سلم وفسلم من تتمة الشرط. الخطابي: أما إعادته الكلام ثلاثا فإما لأنه كان بحضرته من يقصر فهمه عن حفظ ما يقوله فيكرر القول ليقع به الفهم إذ هو مأمور بالبيان والتبليغ وإما لأن القول الذي يتكلم بن نوع من الكلام المشكل فأراد دفع الأشكال وإزالة الشبهة منه وأما تسليمه ثلاثا فيشبه أن يكون ذلك عند الإستئذان وقد روي عن سعد أن النبي صلي الله عليه وسلم جاءه وهو في بيته فسلم فلم يجبه ثم سلم ثانيا فلم يجبه ثم سله ثالثا فانصرف فخرج سعد وتبعه فقال يا رسول الله سمعت بأذني تسليمك ولكن أردت أن أستكثر من بركة تسليمك وروي أيضا أنه قال صلي الله عليه وسلم إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع قيل وفيه نظر لأن تسليمة الإستئذان لا تثني إذا حصل الأذن بالأولي ولا تثلث إذا حصل بالثانية ثم أنه ذكره بحرف إذا المقتضية لتكرار الفعل كرة بعد أخري وتسليمه ثلاثا علي باب سعد أمر نادر لم يذكر عنه في غير هذا الحديث والوجه فيه أن يقال معناه كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا أتي علي قوم سلم عليهم تسليمة الإستئذان وإذا دخل سلم تسليمة التحية ثم إذا قام من المجلس سلم تسليمة الوداع وهذه التسليمات كلها مسنونة م كان النبي صلي الله عليه وسلم يواظب عليها ولا مزيد في السنة علي هذه الأقسام وأقول حرف إذا لا يقتضي تكرار الفعل إنما المقتضي له من الحروف هي كلما فقط نعم التركيب مفيد للاستمرار ثم ما قال هو أمر نادر لم يذكر في غيره ممنوع فكيف وقد صح حديث إذا استأذن أحدكم. قال لبن بطال: إنما كان يكرر الكلام والسلام إذا خشي ألا يفهم عنه أولا يسمع سلامه أو أراد الإبلاغ في التعليم أو الزجر في الموعظة وفيه أن الثلاث غاية ما يقع به البيان والإعتذار. قوله (مسدد) بالسين المهملة. و (أبو عوانة) بفتح العين المهملة و (أبو بشر) بالشين المعجمة و (ماهك) مصروف وغير مصروف وتقدموا. قوله (فأدركنا) بفتح الكاف و (أرهقنا) بسكون القاف وفي بعض النسخ أرهقنا وسبق شرح الحديث بما يتعلق به في